اتهم عضو كتلة الوفاق النيابية ورئيس لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب النائب جواد فيروز قبل أيامٍ جهات لم يسمّها بـ «محاولة تقليص عدد نواب كتلة الوفاق النيابية عن 18 نائباً من خلال نقل العناوين وتقليل الكتل الانتخابية في بعض الدوائر وزيادتها في دوائر أخرى بصورة غير طبيعية».

وبالتأكيد فإن هذا الاتهام الذي تكرر في أكثر من مقامٍ خلال الفترة الماضية، على لسانِ عددٍ من القيادات الوفاقية تصريحاً وتلميحاً، ويشير إلى أن الوفاق تتوجس انتخابياً، من عددٍ من الدوائر، وبالأخص منها ثلاث دوائر رئيسية، ذلك أن اثنتين منها يمثلهما عضوان بارزان في الجمعية وهما أيضاً رئيسا لجنتين برلمانيتين على مدى السنوات الأربع من عمر مجلس 2006، هما خليل المرزوق، الذي يمثل الدائرة الثانية بالعاصمة، وجواد فيروز النائب الحالي عن الدائرة الثالثة الشمالية، بالإضافة إلى الدائرة السابعة بالعاصمة التي اختارت الوفاق فيها عضوها البلدي الحالي عبدالمجيد السبع مرشحاً نيابياً لها.

انتخابياً، يبدو وضع الوفاق مريحاً في اغلب الدوائر الثماني عشرة التي ستترشح فيها، إلا أن الدوائر الثلاث المذكورة، ستشهد حراكاً واضحاً بين مرشحي الجمعية ومنافسيهم، سواء أكانوا منتمين إلى جمعياتٍ سياسية أو مستقلين.

الدائرة الثانية بالعاصمة، تحمل أهمية خاصة للوفاق، وهي ذات جانبين، الأول كونها تمثل قلب العاصمة وموئل ابرز العوائل فيها، والثاني أن المترشح فيها باسم الجمعية احد ابرز القيادات النيابية للجمعية الذي من المؤمل أن يوكل له منصبٌ رئيسي في توزيع مناصب الكتلة بعد فرز نتائج الانتخابات.

مكمن الخطر على الوفاق في هذه الدائرة يتمحور في حدوث انخفاض غير متوقعٍ في الكتلة الانتخابية للدائرة، فبعد أن كانت أعداد الناخبين في 2006 تبلغ 7217 شخصاً، انخفض العدد إلى 5713، أي بفارقٍ عددي أقل بـ 1504 ناخبين، بما نسبته 20 في المئة من الكتلة الانتخابية.

أيضاً فإن المنافسة الشديدة المتوقعة بين مرشح الوفاق وبين المرشحين الآخرين، فاضل الحليبي (المنبر التقدمي)، وعيسى بن رجب (مستقل)، من شانها أن تلقي بظلالها على مجريات النتائج في هذه الدائرة التي تتميز بتنوعٍ واسع في شارعها السياسي والاجتماعي. وعودةً إلى نتائج انتخابات 2006، فإن النائب خليل المرزوق اكتسح 14 منافساً في الدائرة المذكورة، بما مجموعه 2536 بنسبة 54 في المئة من المصوتين، وكان اقرب المنافسين له المرشح الحالي ونائب الدائرة الأسبق بـ 567 ناخباً، فيما يترشح فاضل الحليبي للدائرة للمرة الأولى.

وفي الدائرة السابعة بالعاصمة، فإن الوفاق تسعى لنيلِ تمثيلها، للإثبات بأن هذه الدائرة كانت بيدها في 2006، حين قدمتها عن طيب خاطرٍ إلى النائب الحالي عبدالعزيز أبل، وعلى رغم ذلك لأن دخول رجل الأعمال عبدالحكيم الشمري على الخط مجدداً من شأنه أن يصعّب المهمة على الوفاق، إذ استطاع الرجل أن يذهب في 2006 مع أبل إلى الدور الثاني للانتخابات بعد إحرازه 31 في المئة من الأصوات.

الدائرة الثامنة بالشمالية وهي الأكثر حرجاً بالنسبة للوفاق، وتتربع على رأس الهواجس التي يتحدث عنها المراقبون، قبل الوفاق، فالدائرة التي شهدت منافسةً حامية في الانتخابات الماضية، تضم حالياً كتلة انتخابية ضخمةً بلغت 14828 شخصاً، بزيادة بلغت الربع تقريباً عما كانت عليه في 2006.

وعلى رغم انسحاب المرشح السابق جمال داوود من الدائرة وترشحه في سادسة الشمالية التي انسحب عنها النائب عن المنبر الإسلامي محمد خالد، إلا أن الوفاق لم تتنفس الصعداء كثيرا لذلك، فمازال في الدائرة منافسٌ آخر حصد قبل أربعة أعوام أكثر من ثلاثة آلاف صوت، هذا بالإضافة إلى بروز مرشحٍ جديدٍ في الدائرة هو الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن.

«الوفاق» تتوجس من التغييرات التي أصابت الكتل الانتخابية لدوائرها الثلاث أكثر من توجسها من منافسيها في الدوائر المذكورة، لذلك فهي تبدي اعتقادها أن ثمة أطرافاً في السلطة استخدمت نفوذها في نقل عناوين المرشحين إلى دوائر أخرى لزيادة تلك الدوائر أو إنقاص الكتلة الانتخابية لدوائرهم الأصلية، إذ سيكون من شأن ذلك خلط الأوراق الانتخابية في تلك الدوائر، وسيجعل لإسقاطها من يد «الوفاق» مصداقية في الشارع.