العدد 2926 - الخميس 09 سبتمبر 2010م الموافق 30 رمضان 1431هـ

السودان: انفصال الجنوب ليس «محتوماً»

رد مسئول سوداني كبير بغضب أمس (الخميس) على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيها إن السودان يواجه «قنبلة موقوتة» مع استمرار العد التنازلي للانفصال «المحتوم» للجنوب.

وقال المسئول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبدالعاطي لوكالة «رويترز» إن كلينتون جانبها الصواب وإن السودان سيعارض أي محاولات أجنبية للتدخل في التصويت. وأضاف أن السودانيين سيعملون من أجل تحقيق الوحدة حتى اللحظة الأخيرة وأنهم لا يعتقدون أن الانفصال مسألة محتومة، وأردف أنهم لا يرون أي مؤشر على تفجر مشكلات بين الشمال والجنوب أو أن الحرب ستندلع.


مسئول سوداني: تصريحات كلينتون بشأن تقسيم السودان «جانبها الصواب»

واشنطن: السودان « قنبلة موقوتة» تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً

واشنطن - بي بي سي

قالت الولايات المتحدة إن هناك حاجة لعمل دولي عاجل حيال المستقبل القريب للسودان الذي يشهد استفتاء أوائل العام القادم يمكن أن يسفر عن انقسام البلد إلى دولتين. وبدأت الولايات المتحدة في تكثيف جهودها الدبلوماسية لإعداد السودان لاستفتاء تقرير مصير الجنوب في يناير/ كانون الثاني المقبل.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع تعقده الأمم المتحدة بشأن السودان في 24 سبتمبر/ أيلول الجاري في مقر المنظمة الدولية، بحسب ما أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس. وقالت رايس إن حضور أوباما يأتي تعبيراً عن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للاستفتاء.

وأضافت أن واشنطن تأمل في أن يلفت هذا الاجتماع الانتباه الدولي إلى اتفاق السلام الذي وضع حداً للحرب الأهلية في السودان وإلى الاستفتاء الذي سيفتح من أجله الباب أمام «فترة حرجة من 100 يوم قبل التصويت».

في غضون ذلك، اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء بالأطراف في السودان للضغط عليهم من أجل إنجاز التحضيرات للاستفتاء وتفادي خطر نزاع بعد تقسيم البلاد «الحتمي».

وأعلن الناطق باسمها فيليب كراولي أن كلينتون اتصلت بنائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس جنوب السودان سلفا كير «لتشجعهما على مواصلة القيام بكل ما في وسعهما» لتطبيق اتفاق السلام الشامل والتحضير للاستفتاء.

وأضاف كراولي أن الولايات المتحدة «مدركة تماماً أن خطر اندلاع نزاع جديد قائم بالتأكيد» في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية السودان بأنه قنبلة زمنية موقوتة، وأضافت أن واشنطن تعمل على التأكد من أن الاستفتاء على مستقبل جنوب السودان سيتم بشكل سلمي، ومن أن البلاد ستكون جاهزة للانفصال المحتوم، على حد وصفها، للجنوب عن الشمال. وقالت رداً على سؤال عقب كلمة بشأن السياسة الخارجية الأميركية في مجلس العلاقات الخارجية وهو مؤسسة بحثية «الوضع بين الشمال والجنوب قنبلة موقوتة لها العواقب الهائلة».

وتابعت «النطاق الزمني قصير للغاية. إجراء هذا الاستفتاء سيكون صعباً... سنحتاج إلى كثير من المساعدة (...) لكن المشكلة الحقيقية هي عندما يحدث الأمر الحتمي، وينتهي الاستفتاء ويعلن الجنوب الاستقلال».

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة طلبت من الجميع بذل كل جهد ممكن للمساعدة في الاستعداد للاستفتاء، مشيرة إلى أن الدبلوماسي الأميركي الكبير السابق برينستون ليمان أرسل لمساعدة الشمال والجنوب في بحث القضايا الرئيسية بشأن اقتسام الثروة والسلطة. وينضم ليمان إلى المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت جريشن الذي يحاول تسوية قضايا نهائية قبل الاستفتاء.

ويأتي الاستفتاء تتويجاً لاتفاقية السلام الشامل التي وقعت في 2005 وأنهت أطول حرب أهلية في إفريقيا. وأودى الصراع في السودان بحياة مليوني شخص أغلبهم بسبب الجوع والمرض وزعزعة استقرار أغلب أنحاء منطقة شرق إفريقيا.

وقالت كلينتون إن التركيز ينصب حالياً على «الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها والتي يمكن أن تحد من احتمال اندلاع العنف». ويتفق محللون على أن الوقت ينفد لاسيما فيما يخص ترسيم الحدود وهي مشكلة مشابهة لأخرى أشعلت صراعاً بين اريتريا وإثيوبيا عند انفصالهما.

وانتقد نشطاء جريشن بشكل خاص بسبب ما يقولون إنه نهج تصالحي مبالغ فيه من جانبه تجاه حكومة الشمال في الخرطوم. وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تدرك أن الوضع في دارفور حيث لجأ أكثر من مليوني شخص إلى مخيمات لاجئين متداعية «خطير وصعب وغير مستقر».

وأضافت «لذا يتعين علينا البحث عن بعض السبل التي تجعل القبول السلمي لاستقلال الجنوب يستحق العناء... وحتى يدرك الجنوبيون أنهم ما لم يكونوا يرغبون في سنوات أخرى من الحروب بدون فرصة في بناء دولتهم الجديدة... يتعين عليهم التوصل إلى بعض التسويات مع الشمال أيضاً».

من جانبه رد مسئول سوداني كبير بغضب أمس على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيها إن السودان يواجه «قنبلة موقوتة» مع استمرار العد التنازلي للانفصال «المحتوم» للجنوب.

ولم يتبق سوى أربعة أشهر على موعد إجراء الاستفتاء الذي سيدلي فيه سكان الجنوب الغني بالنفط بأصواتهم بشأن الانفصال عن شمال السودان وإعلان الاستقلال، وهو الاستفتاء الذي نص عليه اتفاق السلام وأنهى عقوداً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.

ويقول محللون إن أغلبية ساحقة من سكان الجنوب يريدون الاستقلال، وإن هناك مخاطر من عودة الصراع إذا ما حاول الشمال تأجيل أو عرقلة الاستفتاء للاحتفاظ بالسيطرة على الثروة النفطية للجنوب. وقالت كلينتون أمام مجلس العلاقات الخارجية وهو مؤسسة بحثية أمس الأربعاء إن تصويت الجنوبيين على الانفصال أمر «محتوم» وإن واشنطن والشركاء الدوليين بحاجة إلى التوصل إلى سبل لإقناع الشمال بقبول نتيجة الاستفتاء بطريقة سلمية

العدد 2926 - الخميس 09 سبتمبر 2010م الموافق 30 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً