احتفلت الجماهيرية العربية الليبية، أمس (الأربعاء) بالعيد الحادي والأربعين لثورة الفاتح وإطلالة عامها الثاني والأربعين، التي انتصرت في سبتمبر/ أيلول العام 1969، بقيادة القائد معمر القذافي.
و يعتبر يوم الفاتح العظيم عيد الأعياد، فهو يوم الاستقلال الحقيقي لليبيا التي كانت محتلة احتلالاً عسكرياً ثلاثياً أجنبياً بالكامل.
أعلن الشعب الليبي، الجلاء، وتوجه إلى معسكرات التدريب العسكري استعداداً لحرب التحرير إذا لم تنسحب تلك القوات والقواعد المحتلة.
فكان له ما أراد وانتصر في معركة الإجلاء وتحررت أرضه من قوات وقواعد الاحتلال الأجنبي الثلاثي العسكري والمدني التي أجبرتها ثورته على الرحيل إلى غير رجعة.
وقد انطلقت الثورة في خوض معارك التحول الحضاري التي غيّرت تاريخ ليبيا وحوّلتها بالإرادة والعزيمة والإصرار الثوري، من مجاهل النسيان وظلام عصور التبعية والقهر والاستعباد والتخلف، إلى منارة للحرية وللعدالة والنماء والرخاء وللسعادة والسلام ولقيم الحق والخير.
واستعاد الشعب الليبي، ثرواته التي كانت تسيطر عليها الشركات الاستعمارية وتنهبها. فقد أممت الثورة، النفط والمصارف وشركات التأمين.
تبنت الثورة في مجال الإسكان، توفير المباني السكنية من دون مقابل للفقراء والمحتاجين الذين كانوا يقيمون بالأكواخ والخيام، وكذلك العائلات التي تشترك في مسكن واحد قبل الثورة.
واعتمدت برنامجاً للتطوير العمراني أسهم في توفير السكن للعديد من شرائح المجتمع بحوالى (200) ألف وحدة سكنية، أي بنسبة (40) في المئة من إجمالي الـ (500) ألف وحدة سكنية.
وتم من خلال الإقراض من المصارف العقارية لشرائح واسعة من محدودي الدخل ومن في حكمهم ومن خلال المصارف التجارية لغيرها من الشرائح، تنفيذ العديد من الوحدات الإسكانية.
وفي مجال التعليم العالي، وبعد أن كانت هناك جامعة واحدة فقط في ليبيا قبل قيام ثورة الفاتح العظيم، تضم كليتين فقط هما كلية آداب بمدينة بنغازي وكلية علوم بمدينة طرابلس، بهما عشرات الطلاب فقط.
فقد ارتفع عدد جامعات التعليم العالي العام في ليبيا، إلى (14) جامعة عامة و(57) جامعة أهلية منتشرة في مختلف المناطق الليبية. و ارتفع عدد هذه الكليات إلى (95) كلية علوم.
ومن كلية آداب واحدة، أصبح العدد بفعل الثورة (49) كلية أدبية، بالإضافة إلى (44) كلية مختلطة للعلوم والآداب.
وبلغ مجموع الكليات، (188) كلية بالإضافة إلى (6) معاهد عليا.
وبفعل التحول الذي حققته الثورة في مجال الخدمات الصحية، تمت السيطرة على الأمراض التي كانت مستوطنة في ليبيا قبل الثورة.
وامتدت خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى مختلف أنحاء ليبيا، وفي مقدمتها برامج التحصين والتطعيم التي أصبحت إجبارية بفعل الثورة نتيجة قوانين صارمة وشديدة، ونتيجة الوعي الصحي الذي رافق ذلك، فقد أصبح التحصين والتطعيم من أساسيات الحياة بالنسبة للأسر الليبية.
وقد انخفض معدل الوفيات سواء للرضع أو للأمهات، وارتفع متوسط العمر المتوقع عند الميلاد إلى (72) سنة للعام 2009 .
وشهد قطاع المواصلات والنقل والاتصالات، نقلة حضارية كبرى، في بنيته التحتية وإنشاءاته وتجهيزاته ومن ثم خدماته التي جعلت ليبيا من بلدان العالم الأكثر تطوراً في هذا المجال، خاصة الطرق والنقل البحري وتقنية الاتصالات الحديثة.
فقد تم ربط أنحاء ليبيا بمساحتها الشاسعة التي تعادل مساحة قارة بشبكة ضخمة من الطرق الحديثة الرئيسة والفرعية والزراعية التي تشتمل على عدد من المحاور الرأسية التي تمتد شمال جنوب، والأفقية التي تمتد شرق غرب.
وفي مجال النقل الجوي، وتم إنشاء «13» مطاراً منها «4» مطارات دولية و»9» مطارات محلية، وتوسيع شبكة الرحلات الجوية الداخلية وزيادة عددها.
وفي مجال النقل البحري وصل عدد الموانئ التي تم إنجازها إلى (14) ميناء، بالإضافة إلى عدد من الأرصفة النفطية والصناعية.
وتواصلت الإنجازات في مجال النقل البحري التي أصبحت بفعلها ليبيا في صدارة العدد المحدود من دول العالم الذي يمتلك أساطيل ضخمة من ناقلات النفط العملاقة.
كما أصبحت ليبيا دولة رائدة في مجال تقنية الاتصالات الحديثة، وصلت إلى استخدام تقنية الـ «واي ماكس» أي خدمة الاتصال بالأنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من دون وصلات والتي اقتصر إطلاقها حتى الآن على أربع دول فقط في العالم.
تعاظمت قوة الإرادة الثورية في إنجاز العصر بلا منازع النهر الصناعي العظيم، الذي من خلاله أجبرت إرادة الثورة وإنسانها الليبي الحر، المياه على الانتقال من أعماق الصحراء إلى مناطق الشمال قاطعة آلاف الكيلومترات والصعود إلى قمم الجبال، في أعظم عمل تاريخي استراتيجي حضاري من أجل الحياة شهده العالم، ولتقيم أضخم شبكة ري غير مسبوقة في التاريخ الإنساني.
وتمتد منظومات أنابيب النهر لمسافة (4190) كيلومتر.
العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ