كشفت رئيسة اتحاد نساء اليمن رئيسة مؤسسة المجتمع المدني لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية رمزية عباس الأرياني في حوار مع "الوسط" عن محاولات لإعادة إحياء الاتحاد النسائي العربي، ووجود تنسيق لجعل الاتحادات النسائية العربية اتحادا واحدا. وأكدت الأرياني أن الاتحاد النسائي يعد ضرورة حتمية لكل النساء في الدول العربية وخارجها، وحتى في البحرين، ليضطلع بقضايا المرأة بمختلف أنواعها. وبخصوص الاتحاد النسائي في البحرين "تحت التأسيس"، قالت: "اطلعت على وثائقه وقابلت رئيسته مريم الرويعي في وقت سابق، وهو يمثل فكرة رائعة جدا". وبشأن الوضع المجتمعي للمرأة البحرينية، قالت: "كان لدي انطباع بأن المرأة البحرينية وصلت إلى مراحل متقدمة جدا وان المجتمع البحريني منفتح جدا وأكثر انفتاحا من اليمن، لكنني وجدت أن النظرة إلى المرأة في البحرين لاتزال دونية أكثر من اليمن. كما وجدت المرأة البحرينية ليس لديها طموح إلى المشاركة السياسية بالقدر الموجود لدى المرأة اليمنية".
صنعاء - بتول السيد
أكدت رئيسة اتحاد نساء اليمن رئيسة مؤسسة المجتمع المدني لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية رمزية عباس الأرياني في حوارها مع "الوسط" أن الاتحاد النسائي يعد ضرورة حتمية لكل النساء في الدول العربية وخارجها، وحتى في البحرين ليضطلع بقضايا المرأة بمختلف أنواعها، مشيرة في هذا الصدد إلى وجود تنسيق لجعل الاتحادات العربية اتحادا واحدا، باعتبار أنه كان هناك الاتحاد العربي وكانت اليمن عضوا فيه وكذلك البحرين وكل الدول العربية، ولكن بعد الحرب العراقية توقف، وهناك الآن محاولات لإعادة إحيائه. وبشأن المرأة البحرينية قالت الأرياني: "كان لدي انطباع بأن المرأة البحرينية قد وصلت إلى مراحل متقدمة جدا وان المجتمع البحريني منفتح جدا وأكثر انفتاحا من اليمن، ولكنني وجدت أن النظرة للمرأة في البحرين لاتزال دونية أكثر من اليمن. كما أنني وجدت أن المرأة في البحرين ليس لديها طموح بالمشاركة السياسية بالقدر الموجود لدى النساء في اليمن".
وفيما يأتي نص الحوار:
بداية، ما الأهداف العامة لقيام اتحاد نساء اليمن؟
- يسعى اتحاد نساء اليمن إلى رفع مستوى المرأة اليمنية ومشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال التمسك بأهداف الثورة اليمنية وحماية الوحدة اليمنية، محو الامية بجميع اشكالها من بين صفوف النساء، ودعم الاسرة ورعاية الامومة والطفولة، المساهمة في توفير فرص عمل للمرأة وتعزيز دورها السياسي والاجتماعي في المجتمع، نصرة قضايا المرأة العربية وكسب تأييد المنظمات النسائية العالمية لنصرة الاتحاد وقضايا المرأة اليمنية، تنمية روابط الاخوة بين النساء في الدول العربية والاسلامية وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينهن.
وهل للاتحاد استراتيجية واضحة لتحقيق أهدافه؟
- نعم، لدينا استراتيجية تتضمن رؤية مستقبلية مشتركة تمكن الاتحاد من لعب دور اساسي وفعال في تبني قضايا المرأة اليمنية في مختلف الاتجاهات والأهداف الاستراتيجية التي يتبناها للاعوام 2004 - 2007 والتي من أبرزها زيادة تمكين المرأة تعليميا، التمكين الاقتصادي للمرأة، رفع مستوى الوعي في المجال الصحي والتعليمي، المشاركة الفعالة للمرأة في المجال السياسي، ورفع الوعي بحقوق المرأة القانونية.
ماذا بشأن العضوية؟ هل تجمع المؤسسات والأفراد؟
- العضوية مفتوحة للجميع، هناك مؤسسات وأفراد من النساء وجمعيات نسائية، والآن لدينا رجال أيضا. وعدد العضوات حتى الآن يبلغ 95 ألف عضوة وهن من مختلف المحافظات، كما أن اجراءات تسجيل بعضهن غير مكتملة، ولدينا 35 مؤسسة من ضمنها اتحاد العمال وعدد من الاتحادات العمالية، ونأمل أن تكون اكثر في المستقبل.
لديكم أيضا المجلس الاعلى للمرأة الذي يترأسه رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال، كيف يتم التنسيق بينه وبين الاتحاد؟ وهل هناك حاجة إلى وجود مؤسستين قد تضطلعان بالادوار ذاتها؟
- هناك شراكة تكاملية بين الطرفين، المجلس جهة حكومية لديها سياسات، ونحن نمثل المجتمع المدني ودورنا يكمن في تنفيذ تلك السياسات، ولذلك نعتبر أنفسنا نشكل جهة تكاملية مع المجلس.
أليس من اللافت أن المجلس برئاسة رجل؟
- المجلس مختلط يضم في عضويته نساء ورجالا، منهم بعض الوزراء كوزراء الصحة، المالية، التربية والتعليم، والشئون الاجتماعية، وكلهم يشتركون في دعم النساء. كما أنني شخصيا عضو في المجلس الاعلى للمرأة.
كيف تقيمين مستوى التنسيق بين الاتحاد والوزارات الأخرى، وخصوصا وزارة حقوق الإنسان بما أنها قد تضطلع بالأهداف ذاتها؟
- بيننا أعمال مشتركة، فمثلا وزيرة حقوق الإنسان أمة العليم السوسوة هي عضو في الاتحاد، وكانت رئيسة الاتحاد سابقا، ولدينا مع وزارتها تنسيق مشترك وخصوصا فيما يتعلق بالنساء السجينات والمعنفات اسريا، كما أن هناك تعاونا بشأن القضايا التي تمس المرأة ومتعلقة بحقوق الإنسان، إذ نستعين حينها بمحامين أو بالوزارة، واحيانا يحدث الصلح من دون الاضطرار إلى التدخل أو الاستعانة بأحد الاطراف.
وماذا بشأن التعاون مع الوزارات والمؤسسات الاخرى؟
- هناك تعاون من الحكومة وجميع المسئولين معنا، فإنا مؤمنة إيمانا كاملا أنه في حال لم يوجد تعاون وتفاهم مشترك مع الدولة فلن تنجح أية مشروعات، لأن الكثير من الجمعيات تعتقد أنه اذا وجد تنسيق مع الدولة فإنك تعدين حكومية وليس مستقلة، ولكن الآن الامم المتحدة نفسها تقول اذا لم تكن هناك شراكة بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني فلن تستطيع إنجاز مشروعاتها. كما أن الاتفاقات الدولية تشترط لتنمية البلد اشراك المجتمع المدني. وبشأن الوزارات لدينا تنسيق مع وزارة الداخلية فيما يخص السجينات، ومع وزارة التربية والتعليم فيما يخص محو الامية وتعليم الفتاة كما أن وكيلة وزارة التربية عضو في الاتحاد. وكذلك مع كل من وزارة الشئون القانونية، مجلس النواب، وزارة الصحة والتعاون معها في مجال الوحدات الصحية للنساء واعداد برامج توعوية، ونتعاون أيضا مع وزارة الادارة المحلية والمجالس المحلية في المحافظات للمشاركة في التنمية، ومع المجلس الوطني للسكان فيما يتعلق بالتعداد. إضافة إلى كل ذلك فإن الاتحاد عضو في كل المحافظات، وهو استشاري وعضو في وزارة حقوق الإنسان، وعضو في مجلس الامومة والطفولة، وأنا شخصيا عضو في المجلس الاعلى للمرأة.
بما أن لديك اطلاعا واسعا على وضع المرأة البحرينية إثر زيارتك المملكة حديثا، كيف تقيمين وضعها المجتمعي مقارنة بالمرأة اليمنية؟
- كان لدي انطباع بأن المرأة البحرينية قد وصلت إلى مراحل متقدمة جدا وأن المجتمع البحريني منفتح جدا واكثر انفتاحا من اليمن، وخصوصا أننا نعرف أن نسبة الامية في البحرين قليلة جدا والمرأة مثقفة فكريا وثقافيا وادبيا كما الرجل، ولكنني وجدت أن النظرة للمرأة في البحرين لاتزال دونية اكثر من اليمن. وأيضا النساء أنفسهن لايزال حب المشاركة السياسية لديهن قليل، ولا ادري ما السبب. فلو أجرينا دراسة ميدانية للنساء في البحرين واليمن، سنجد أن وجود الأحزاب في اليمن حفز النساء للدخول في المجال السياسي نتيجة احتياجهم لأصوات النساء، وليقولوا للمجتمع الدولي إن هناك شراكة كبيرة للنساء في هذه الاحزاب. عموما، لا ادري، ولكنني وجدت أن المرأة في البحرين ليس لديها طموح بالمشاركة السياسية بالقدر الموجود لدى النساء في اليمن.
من جهة اخرى، وجدت في البحرين تجربة دعم المترشحات من خلال الجمعيات وهي برأيي تجربة غريبة لم اسمع بها. وذلك يرجع إلى عدم وجود احزاب، الا أنني وجدتها تساوي الاحزاب ولها العمل والبرامج الانتخابية نفسها، ولكن المسميات مختلفة. كما أود الاشارة أيضا إلى أنني أعجبت بقرينة جلالة الملك الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لأنها مهتمة جدا بالنساء ومشاركتهن في الحراك السياسي، وازددت اعجابا بها عندما استمعت للمشاركات في الانتخابات في الجمعيات، اذ إنها كانت تنزل بنفسها لتشجع النساء أن يترشحن. كنت اتمنى أن اقابلها واتمنى أن اقابلها في فرصة اخرى لأنها المرأة الاولى في البلد وباعتبارها مشجعة للنساء، فإن هذا مبعث فخر ليس لبلادها فقط بل لكل النساء العربيات.
هل اطلعت على فكرة تأسيس الاتحاد النسائي في البحرين؟ وبرأيك هل هناك حاجة فعلية إلى إنشاء اتحاد نسائي في ظل وجود الكثير من الجمعيات النسائية التي تجمعها أهداف متماثلة؟ أي هل يمكن القول إن الاتحاد لا يمثل سوى مجرد رابط بينها؟
- الاتحاد النسائي في البحرين وهو تحت التأسيس كما اطلعت على وثائقه وقابلت رئيسته مريم الرويعي يمثل فكرة رائعة جدا. كما أود التنويه بأن الاتحاد مختلف عن الجمعيات فهي مختلفة الاراء والافكار والأهداف وغالبيتها تتكون من رجال ونساء، ولكن الاتحاد اكثر عملا في الساحة ويضطلع بعدة قضايا كالخاصة بالمرأة المعنفة اسريا والفقيرة، وله برامج كثيرة لتوعية النساء فيما يختص بقضايا الزواج المبكر ومناصرة المرأة من النواحي السياسية. فنحن مثلا نهتم بالمرأة السجينة، ولدينا احصاءات كاملة عن السجينات ومحامين متطوعين ولجان مناصرة لهن. ونحاول بقدر ما نستطيع أن ندافع عن السجينة التي ليس لها من يدافع عنها لأن المجتمع المنغلق والمحافظ يتخلى عن المرأة عندما تدخل السجن، ولذلك نحاول الصلح بينها وبين اهلها، ولا سيما أن الكثير منهن بريئات. وبناء على كل ذلك، فإن الاتحاد ضرورة حتمية لكل النساء في الدول العربية وخارجها، وحتى في البحرين ليضطلع بقضايا المرأة بمختلف أنواعها. كما أود الاشارة إلى وجود تنسيق لجعل الاتحادات العربية اتحادا واحدا، فقد كان هناك الاتحاد العربي وكانت اليمن عضوا فيه وكذلك البحرين وكل الدول العربية، ولكن بعد الحرب العراقية توقف ونحن الآن نحاول اعادته.
ما لمسته من خلال حديثك أن هناك انجازات فعلية لاتحاد نساء اليمن، ما يعني أنه يفوق جهود الجمعيات النسائية منفردة...
- بالتأكيد أن للاتحاد مراكز على مستوى المديريات والقرى، ومن إنجازاتنا تنظيم عدة برامج للمرأة الريفية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وسيتم تنفيذها في الريف. من أهمها تدريب النساء الريفيات على تربية الدواجن وصناعة مصنوعات مختلفة وتسويقها وبعد تدريبهن يتم منح كل اسرة فقيرة مزرعة دواجن صغيرة أو مشاغل يدوية، أغناما ومواشي لتربيتها، وتدريبهن على تعليب المنتجات والمعلبات الغذائية من خلال مصانع صغيرة تصبح ملكا لهم فيما بعد. وهذا المشروع سيمتد لفترة ثلاث سنوات، وقد وقع الاتحاد قبل فترة قريبة هذا البرنامج مع الاتحاد الاوروبي عبر شركة ألمانية. كما أن عندنا أيضا القروض الميسرة التي من دون فوائد وهي تمنح لعدة اسر وتدار من اسرة إلى اخرى. وعملنا مشروعات مدرة للدخل بحيث يصبح الاتحاد يعتمد على نفسه منها صالات الافراح التي اصبحت لها فروع، وحضانة لأطفال المرأة العاملة باجور رمزية وننوي التوسع فيها، ونقوم كذلك بتدريب النساء على مصارف المعلومات واستخدام الحاسب وعلى الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، كما أننا نعد فيلما كارتونا بدعم من احدى المنظمات الاجنبية يناقش حب الخير والسلام. ولدينا اتفاق مع الاذاعة بخصوص برامج لتوعية الناس بشأن مشاركة المرأة السياسية وتعليم البنات وحضور المرأة في المراكز الوظيفية وعدم الزواج المبكر، وورش لفض النزاعات بالطرق السلمية بدلا من الثأر. وقد عملنا حتى الآن 55 ورشة لتنمية المهارات التعليمية للنساء.
مع كل تلك الانجازات، لابد أن هناك رضا عما حققه الاتحاد من قبل المجتمع النسوي؟
- المجتمع يضم نحو عشرة ملايين من النساء، والمجتمع اليمني متشعب جدا، إذ يكفي أن لدينا 6500 قرية وبحسب البنك الدولي فإن اليمن من اصعب الدول في العالم من جانب التنمية لأنها متشعبة وبالتالي مهما عملنا من جهود وحققنا من انجازات فذلك لا يعد قطرة في بحر
العدد 1029 - الخميس 30 يونيو 2005م الموافق 23 جمادى الأولى 1426هـ