أكدت مصادر أمنية بلجيكية أن "فيليب سرفاتي" - الذي زار منتجع أغادير المغربي خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث كان يستدرج فتيات ليمارس معهن الجنس ويلتقط لهن صورا خليعة بعدما يعدهن بالزواج، وينشرها بمواقع على شبكة الإنترنت صحبة تعاليق "بيل ول" أي "البلجيكي الوسيم" - مثل يوم الاثنين الماضي أمام المدعي العام بمحكمة بروكسل كأول خطوة لفك لغز هذه القضية. إذ وجهت لـ "فلييب سرفاتي" تهمة المس بالأخلاق العامة والتشهير وحمل الغير على القيام بأعمال تخل بالأخلاق العامة عن طريق الوعود والهبات، والتغرير بقاصر، والتشهير.
وكان المدعي العام بمحكمة بروكسل قرر قبل ذلك متابعة النظر في ملف القضية وفتح تحقيق فيها بعد رسالة في الموضوع تم تسلمها من السلطات المغربية، إذ تم استدعاء المشتبه فيه "فيليب سرفاتي"، من قبل مصالح الشرطة القضائية في العاصمة البلجيكية والاستماع إليه في محاضر رسمية في إطار "معلومات قضائية".
من جانب آخر، أكدت مصادر صحافية، استنادا إلى تصريحات لرفيقته وأم ابنه الوحيد، وهي للإشارة، رواندية الأصل، أن "فيليب سرفاتي"، الذي كلف محاميا للتحدث باسمه والدفاع عنه، غادر البيت الذي كان يجمعهما واختفى عن الأنظار، مشيرة إلى أن هاتفها لا يتوقف عن الرنين للسؤال عن هذا الملف ومآله، موضحة أن حياتها وحياة ابنها أصبحت جحيما منذ تناول الصحافة البلجيكية هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة.
من جانب آخر، تحركت جمعيات من المجتمع المدني البلجيكي، وفعاليات حقوقية وإعلامية بلجيكية، وأخرى من أصل مغربي لإنجاز ملفات متكاملة بشأن القضية للدفاع عن حقوق الفتيات الـ 12 المعتقلات في إطار هذه القضية، واللائي يقضين حاليا عقوبات حبسية متفاوتة المدد بالسجن المحلي بمدينة إنزغان بضواحي منتجع أغادير.
في السياق ذاته، أكد مصدر أمني مطلع في أغادير أن ثلاث فتيات من ضحايا الصحافي البلجيكي، وجهن الجمعة الماضية، عن طريق إدارة السجن، شكاوى إلى النائب العام بابتدائية أغادير، يتهمن فيها "فيليب سرفاتي" بالتغرير والتشهير، والنصب والاحتيال، وحمل الغير على القيام بأعمال منافية للأخلاق العامة.
إلى ذلك، استهجنت يومية "ف لمىجم ومم -آخر ساعة" موقف السلطات المغربية التي أفرجت عن صحافي "لوسوار" بعد أن استمعت إلى أقواله بشأن الأقراص التي تحمل صوره ويظهر فيها وهو يمارس الجنس في أوضاع بورنوغرافية، ليغادر بعد الإفراج عنه المغرب في اتجاه بروكسل، لتسأل كيف يتم الإفراج عن المتهم الأول في القضية في حين تتابع ضحاياه بالفساد، ويقدمن للمحاكمة.
الصحيفة البلجيكية وخلال متابعتها للملف أوردت أن فيليب سيرفاتي أرسل مجموعة من الرسائل الإلكترونية إلى الموقع الإلكتروني الذي نشر تلك الصور يناشد من خلالها المسئول عن الموقع التخلص من تلك الصور، ويقول فيها "اعتقلت في المغرب وأمضيت 18 ساعة بإحدى مفوضيات الشرطة بسبب الصور التي نشرتها في موقعك، الشرطة تعرف كل شيء عني، اعتقدت للحظات أني سأدفع الثمن غاليا. على الأقل 5 سنوات سجنا، أتمنى أن تكونوا قد تفهمتم الوضع وألتمس منكم التخلص من تلك الصور". وهو الطلب الذي أرسله للمسئول عن الموقع، الذي بادر إلى نشر كل الرسائل التي تصله من الصحافي البجيكي، الذي أقالته صحيفته "لوسوار" من صفوفها.
"آخر ساعة" البلجيكية وفي تذكير لها بوقائع الفضيحة ذكرت أن "فليب سيرفاتي وبعد أن استغل سذاجة شريكاته اللاتي يبلغ عددهن 80 امرأة والمتراوحة أعمارهن بين 17 و45 سنة، ومنهن الطالبة والممرضة والمعلمة والداعرة... نشر صورهن عبر شبكة الإنترنت، وحكى كل التفاصيل عما كان يقوم به معهن"، وتضيف الصحيفة "أن تلك الصور بيعت بعد ذلك على شكل أقراص مدمجة بثمن يقدر بـ 2 يورو ونصف اليورو في مختلف أنحاء المغرب. وكانت إحدى المدرسات هي من فجر القضية بتقديمها شكوى ضد مروج الأقراص، لتجد نفسها وراء القضبان رفقة 6 نساء أخريات، فيما البحث مستمر على 4 تمكن من الفرار، والبحث جار عن الباقيات اللواتي لم تعرف هويتهن بعد".
اليومية البلجيكية ذكرت "أن الجاني لم يكن يهتم بشكل النساء أو أعمارهن بقدر ما كان مهتما بممارسة فانتازماته على حساب ضحاياه"
العدد 1029 - الخميس 30 يونيو 2005م الموافق 23 جمادى الأولى 1426هـ