قالت نشرة تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ان مشروع ربط دول مجلس التعاون بخط واحد للسكك الحديد أصبح أمرا واقعا يتم الإعداد له ودراسته حاليا، إذ من المتوقع عرضه بشكله النهائي على مؤتمر القمة الخليجية المقبلة.

وأضافت النشرة ان الاهتمام الخليجي الرسمي بهذا المشروع يأتي مدفوعا بجملة من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تعود على هذه الدول من هذا المشروع الذي يمثل صرحا استراتيجيا مهما من صروح التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين دول التعاون.

وقالت ان المنطقة الخليجية واحدة من مناطق قليلة جدا في العالم لا تملك شبكة للسكك الحديد بين دولها أو حتى على الأقل بين دولتين منها على رغم أن النقل بوساطة السكك الحديد يعد أقدم وسائل النقل الحديثة في العالم.

وأوضحت انه على رغم ما تتمتع به دول مجلس التعاون من شبكة اتصالات حديثة وموانئ ومطارات وطرق برية متقدمة فإن المرحلة المقبلة تتطلب إنشاء شبكة خليجية لخطوط السكك الحديد كونها تسهم في سهولة تنقل الأفراد وباعتبارها وسيلة أرخص وأسرع لنقل البضائع والسلع الصناعية الوسيطة إلى الأسواق الخليجية ما ينشط حركة التجارة الخليجية البينية، إضافة إلى ان ربط الدول الخليجية بشبكة موحدة من خطوط السكك الحديد سيشجع السياحة البينية وسيعزز فرص جذب السياح الأجانب المهتمين بالتنقل بين دول المنطقة كإقليم سياحي موحد. كما ان النقل بوساطة السكك الحديد يساعد في تقليل الاعتماد على الشاحنات ما يؤدي إلى تقليل حجم التلوث في المنطقة بالإضافة إلى حل مشكلة ازدحام السير على الطرقات الدولية.

وأكدت النشرة ان إكمال الدراسات الخاصة بمشروع قطار الخليج الموحد والبدء بتنفيذه في أقرب وقت ممكن ليلحق بمشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي وصل إلى مراحل متقدمة يعد تتويجا لمسيرة التعاون الاقتصادي الخليجي التي قطعت شوطا كبيرا باتجاه الوحدة الاقتصادية الخليجية الشاملة يدعمها في ذلك الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية والجغرافية والتاريخية المشتركة بين دول المجلس.

وقالت ان هذه المسيرة تمكنت من إرساء القدر الملائم من البنى التحتية الضرورية لتحقيق الوحدة الاقتصادية متمثلة في إقرار مجموعة كبيرة من التشريعات والقوانين والأنظمة والاتفاقات وإقامة عدد من المؤسسات الخليجية المشتركة وتشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة لدفع مسيرة التعاون الاقتصادي قدما إلى الأمام