يتأهب محمود أحمدي نجاد لتولي الرئاسة في ايران في وقت تتدفق فيه ايرادات النفط على ايران بمعدلات لم تشهدها من قبل بما يتيح لبرنامجه الشعبي قوة انفاق هائلة.
فحتى الخام الثقيل الذي ترتفع كلفة تكريره من انتاج إيران رابع أكبر منتج للنفط في العالم يصل سعره الآن الى أكثر من 50 دولارا للبرميل في الوقت الذي يصل فيه سعر الخام الأميركي في نيويورك إلى نحو 60 دولارا في المعاملات الآجلة.
وقالت صحيفة "الشرق" الليبرالية "الرئيس محمد خاتمي يسلم البلاد في وقت يشهد فيه الاقتصاد أفضل حالاته". وأضافت "الوضع الحالي أتاح لاحمدي نجاد فرصة فريدة". وكان أحمدي نجاد حقق فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة الأسبوع الماضي ويعتبره الفقراء المتدينون المرشح المرجح أكثر من غيره ان يعيد توزيع الثروة النفطية الوفيرة عليهم مباشرة في صورة دعم للأسعار ومنح.
وتتيح له أسعار النفط المرتفعة فرصة طيبة لتحقيق ذلك عندما يتولى منصبه في أغسطس/ آب.
ومن المتوقع ان تزيد احتياطات إيران من النقد الأجنبي بأكثر من مثلي الفائض الذي توقعته الحكومة.
وتوجه أية أموال تزيد على الأرقام الواردة في الموازنة لصندوق خاص للاحتياطات والمخصص لاستخدامه في حالات الطوارئ اذا انخفضت أسعار النفط.
لكن كتلة محافظة في البرلمان متحالفة مع أحمدي نجاد تحركت لاستغلال أموال الصندوق لصالح مؤسسات دينية ومساعدات وقضايا اجتماعية أخرى.
وقال البنك المركزي الايراني ومؤسسات تصنيف وصندوق النقد الدولي ان السحب من الصندوق سيؤدي الى ارتفاع التضخم الذي يبلغ حاليا نحو 15 في المئة. لكن سيكون من الصعب مقاومة اغراء أموال النفط.
وقالت صحيفة "دنيا الاقتصاد" انه اذا صدرت إيران 2,5 مليون برميل يوميا بسعر 45 دولارا تقريبا حتى بقية العام فمن المتوقع ان يبلغ دخل البلاد أكثر من 40 مليار دولار في 12 شهرا.
وباستبعاد 16 مليار دولار توجه مباشرة لموازنة الحكومة يبلغ الدخل الأضافي الموجه لاحتياطات إيران 24 مليار دولار.
وقال دبلوماسي أوروبي متخصص في الشئون الاقتصادية "مازال من السابق لأوانه التأكد مما سيفعله لكن من المعقول الافتراض انه سيلجأ لهذا الوعاء "صندوق الاحتياطات" في سبيل العدالة الاجتماعية". وأضاف أنه سيكون من الصعب احتواء الضغوط التضخمية اذا بدأ الرئيس الجديد الانفاق على نطاق واسع وخوضا أن من المستبعد أن ينصت لاية تحذيرات من محافظ البنك المركزي ابراهيم شيباني.
وقال الدبلوماسي ان شيباني "ليس شخصية قوية والناس لا يعيرونه قدرا كبيرا من الاهتمام"
العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ