العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ

بدء مطاردة منفذي اعتداءات لندن

استبعاد تقصير الاستخبارات وارتفاع الضحايا إلى 50

بدأت الشرطة البريطانية أمس مطاردة حثيثة لإلقاء القبض على منفذي الاعتداءات التي أوقعت أمس الأول أكثر من خمسين قتيلا و700 جريح في لندن بحسب آخر حصيلة، في وقت كانت العاصمة البريطانية تحاول العودة إلى حياتها الطبيعية.

وأعلن رئيس الشرطة البريطانية "سكتلنديارد" ايان بلير أمس بعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن الاعتداءات الأربعة التي استهدفت ثلاثة أنفاق للمترو وحافلة "تحمل بصمات القاعدة". وكانت القوى الأمنية لاتزال تعمل أمس في أنفاق المترو، ولم يتم انتشال كل الجثث. واستبعدت الشرطة فكرة إقدام انتحاري على تنفيذ العملية. وقال رئيس قسم مكافحة الإرهاب في سكتلنديارد اندي هايمان: "هذه الفرضية لا تستند إلى أي إثبات إطلاقا". وكانت كل من العبوات الأربع تحتوي على خمسة كيلوغرامات من المتفجرات تقريبا. من جهة ثانية، رفض هايمان الانتقادات التي تعرضت لها أجهزة الاستخبارات.

وقال "لا شيء يوحي بأن هناك تقصيرا من جانب أجهزة الاستخبارات البريطانية".


الشرطة تنفي تقصير الاستخبارات... القنابل تحوي أقل من خمسة كيلوغرامات من المتفجرات... مسلمو بريطانيا يخشون الانتقام

أكثر من 50 قتيلا في هجمات لندن وبعض الجثث لاتزال محاصرة

عواصم - وكالات

ذكر رئيس جهاز الشرطة البريطانية إيان بلير أمس أن أكثر من 50 شخصا قتلوا وأصيب 700 آخرين في سلسلة تفجيرات عمت لندن فيما لايزال "من الصعب تحديد" العدد الحقيقي للضحايا. ويعالج 350 شخصا في المستشفيات فيما لا يزال 22 في حالة خطرة عقب وقوع أربعة انفجارات في قطارات الأنفاق وحافلة أمس الأول.

وقال إيان بلير إنه ليس هناك "ما يجزم" بأن الهجوم على الحافلة الذي قتل فيه شخصان وقع نتيجة تفجير انتحاري. ولكنه شدد على "أنه لا يمكن استبعاد أي شيء" في هذه المرحلة من التحقيقات.

وقال بلير إنه يؤيد تصريحات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من أن الهجمات "تحمل بصمات تنظيم القاعدة".

وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب أندي هيمان، إن كل قنبلة احتوت على أقل من عشرة ليبرات" "حوالي خمسة كلغ" من المتفجرات. ووضعت القنابل على الأرجح على أرضية إحدى عربات القطار، أما في الهجوم على الحافلة فقد وضعت على المقعد بعد أن حملت في حقيبة "محمولة على الظهر".

وعادت شبكة مترو الأنفاق إلى العمل بصورة شبه معتادة فيما استأنفت الحافلات العامة السير في الشوارع. وأغلقت الشرطة محطة مترو أنفاق ليفربول ستريت التي شهدت أول انفجار ومحطة وستون سكوير بعد أن أبلغ الركاب عن العثور على عبوات مثيرة للشكوك.

وفي الوقت ذاته بدأت حملة ملاحقة واسعة النطاق في لندن لتعقب أثر منفذي الهجمات فيما أحاطت قوات الشرطة المسلحة مباني الحكومة الرئيسية وقصر باكنغهام. وزارت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وولي العهد الأمير تشارلز بعض المصابين في المستشفيات في مختلف أنحاء لندن فيما عقد وزير الداخلية تشارلز كلارك سلسلة اجتماعات مع مسئولي الشرطة وأجهزة الاستخبارات. وقال كلارك إن حكومته تأخذ على محمل الجد إعلان تنظيم "القاعدة" مسئوليته عن الانفجارات على أحد مواقع الانترنت.

ودافع وزير الداخلية عن قرار تخفيض مستوى التأهب الأمني في العاصمة قبل الهجمات، قائلا إن جميع الأجهزة الأمنية كانت ترى أن مستوى الخطر أصبح "أقل بصورة طفيفة". ونفى أن يكون مستوى الأمن في لندن تأثر بسبب إرسال ضباط من شرطة العاصمة لتأمين قمة مجموعة الثماني في اسكتلندا.

كذلك أكد قائد شرطة لندن ايان بلير أمس أن "لا شيء يوحي بأي تقصير من جانب أجهزة الاستخبارات البريطانية"، في وقت لفتت الصحافة إلى أن مستوى الإنذار من مخاطر إرهابية خفض في يونيو/ حزيران.

وأعلن هايمان أمس أن كلا من القنابل التي انفجرت أمس الأول في وسائل النقل العام في لندن وأسفرت عن خمسين قتيلا كانت تحوي "اقل من عشرة ليبرات" "حوالي خمسة كلغ" من المتفجرات. ورجح هايمان خلال مؤتمر صحافي أن تكون العبوات الناسفة وضعت على مقعد في كل من حافلات المترو التي انفجرت وعلى مقعد أو على الأرض في الحافلة التي استهدفها اعتداء أيضا.

وفي السياق ذاته، قال بيان نشر على شبكة الانترنت أمس إن جماعة تزعم أن لها علاقة بتنظيم "القاعدة" هددت بشن هجوم على روما لمعاقبة ايطاليا على دعمها الولايات المتحدة.

وفي في أعقاب الانفجارات أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" أمس أنه يخطط لتعزيز حملته على الإرهاب العالمي. وقال الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر بعد اجتماع خاص لمجلس الحلف في أوروبا ""هذه" الحوادث لا تفيد إلا في تقوية إصرار الحلفاء على مواصلة العمليات المشتركة ضد الإرهاب". وقال ""هذه" الحوادث لا تمثل سببا لإثارة شكوك وإنما سببا لمضاعفة جهودنا". وأشار إلى أن انتشار قوات للحلف في أفغانستان ومنطقة البحر المتوسط يعد من أمثلة الحرب على الإرهاب.

وفي المقابل، أعرب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا أحمد شيخ عن خشيته من وقوع هجمات انتقامية ضد الجالية الإسلامية التي سيقل شعورها بالأمان بعد الهجمات التي شهدتها العاصمة لندن أمس الأول وأودت بحياة أكثر من 50 شخصا.

وحذر شيخ في سياق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس من أن المسلمين وخصوصا النساء اللاتي يرتدين الحجاب قد يتعرضن لهجمات انتقامية لذلك ينبغي توخي الحذر. وأضاف شيخ أن الجهة التي نفذت هذه الهجمات كانت تستهدف الإضرار بالعلاقات الجيدة بين الجالية الإسلامية والمجتمع البريطاني، داعيا الشرطة إلى توفير مزيد من الحماية للمساجد والمدارس الإسلامية.

بينما عبر قائد شرطة لندن عن "إعجابه" بسكان لندن "من جميع المجموعات". وندد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمس باعتداءات لندن مؤكدا أن الإسلام يحظر قتل الأبرياء.

واستنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي التفجيرات التي أودت بحياة العشرات من الناس وجرح المئات.


تعطيل الموقع الذي نشر عليه تبني الهجمات

دبي - أ ف ب

أفاد صحافي من وكالة "فرانس برس" أن الموقع الإلكتروني الذي استخدمته مجموعة إسلامية غير معروفة حتى الآن لتبني اعتداءات لندن باسم تنظيم "القاعدة"، قد تعطل فور نشر نص التبني على شبكة الإنترنت. وبقي موقع "القلعة" معطلا طول ليل أمس الأول وحتى الساعة، وهو موقع استعملته المجموعات الإسلامية المتطرفة بشكل واسع منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ،2001 ولكن الحركة عليه تراجعت تدريجيا.


يسلم بن لادن يدين التفجيرات

لندن - رويترز

أدان يسلم بن لادن الأخ غير الشقيق لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن أمس التفجيرات التي وقعت في لندن. وفي بيان دعا رجل الأعمال وصاحب شركة تصنيع العطور الذي يتخذ من سويسرا مقرا له وهو واحد من أكثر من 50 أخا للرجل المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة إلى وقف مثل هذا العنف. وقال يسلم في بيان مقتضب أصدره مكتبه بجنيف "لقد أحزنني ملاحظة استمرار مثل هذه الأعمال. الحياة مقدسة وكل أشكال العنف لابد من استئصالها تماما من مجتمعنا. أقدم تعازيي الصادقة لضحايا هذه الهجمات الفظيعة ولعائلاتهم". وأدان مرارا يسلم الذي يحمل جنسية سويسرية - سعودية مزدوجة ويعيش في منطقة جنيف منذ 20 عاما هجمات سبتمبر

العدد 1037 - الجمعة 08 يوليو 2005م الموافق 01 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً