لا أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي وأنا أشاهد قلعة البحرين والحياة تعود إليها من جديد بعد سنين من الإهمال والنسيان، وكنت أتحين الفرصة من أجل سرقة ولو جزء بسيط من وقتي المزدحم من أجل زيارة القلعة وهي بحلتها الجديدة، فآخر زيارة لها كانت قبل عدة سنوات عندما كنت أزورها مشيا على الأقدام مع بعض الأخوة من قريتي الصغيرة إلى الجنوب منها إذ تركتها وهي بحال يرثى لها.
وقبل نحو أسبوع استطعت أن أوفر لنفسي مقدار نصف ساعة لزيارة الحبيبة القديمة وذكريات الطفولة تسرح في مخيلتي وأنا في طريقي إليها.
كل شيء كان عاديا وجميلا... فالشوارع أعيد رصفها والرسومات الجميلة التي تنبئ عن مدى مهارة وحب راسمها للوطن تزين جانبي الطريق مع بوابة تليق بهذه القلعة الأثرية.
كان الوقت في حدود الساعة الخامسة عصرا حين وصلت إلى القلعة أوقفت سيارتي وجلت ببصري أبحث عن بوابة القلعة إلى أن وجدت بوابة خشبية تراثية في جانب القلعة وأمامها مجسمين لمدفعين تراثيين.
أخذ الخيال يسرح بي عن شكل القلعة من الداخل وماذا عملت عمليات الترميم بها وكيف خلفتها إلى أن وصلت إلى الباب ودفعته لأدخل إليها، سلمت على حارس القلعة - البحريني على غير العادة - واستأذنته للدخول فكانت الصاعقة حين قال إن القلعة مقفلة حاليا! دار في ذهني أنه ربما مازالت القلعة تخضع للترميم إلا أن حارس القلعة لم يمهلني كثيرا إذ قال إن أوقات زيارة القلعة هي من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الواحدة ظهرا! أنا هنا أسأل الجهات المختصة في وزارة الإعلام كيف يمكنني زيارة القلعة وأنا من منطقة قريبة لها إذا كنت أقضي وقت الزيارة المخصصة لها في كسب لقمة العيش؟!
وهل يتحتم على من يسمح له وقته بالزيارة أن يزورها تحت أشعة الشمس الحارقة بدلا من وقت العصر إذ تخفت أشعة الشمس؟!
محمد حسن عبدالله
العدد 1058 - الجمعة 29 يوليو 2005م الموافق 22 جمادى الآخرة 1426هـ