إنها النفس. .. من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا وهنا أقصد النفس المعدومة... نفس المواطن البحريني في القطاع المحروم من العطايا والذي هو خارج اللعبة "القطاع الخاص".
يسعدني ما اقرأه كل صباح في الصحف اليومية الصادرة... تجاذب بين المثقفين الطامح منهم والعابث... وكثيرا ما نسمع تصريحات تهم المواطن وفي المقابل هناك تصريحات تهم المسئولين في البلد من وزراء ووكلاء وزارة... وهلم جرا. كل هذا جميل وفيه ديمقراطية واضحة ومصلحه للجميع، لكن الشيء المزعج في هذا كله أن هذه التصريحات والمقالات من كلا الجانبين لا تصب في مصلحة المواطن المعدوم إلا بالشيء القليل... فهناك من يتكلم عن حياة كريمة لهذا المواطن وهناك من يشيد بالإنجازات التي حصلت في الفترة الأخيرة للمملكة... كيف يستوي هذا النداء للحياة الكريمة من المثقف الطامح، وتلك الاهازيج والرقصات هنا وهناك لتلك الإنجازات من المثقف العابث؟ نعم هناك حرية رأي، هناك انفتاح اقتصادي وهناك برلمان مقيد "مقترحات للصراخ فقط" كلنا ينشد الحرية ولكن للكرامة قبل كل شيء إنسان معدوم ماذا يفعل بحرية فقيرة لا تسد جوعا ولا تغني من فقر؟!
إن مقالي هذا يأتي بعد موافقة الحكومة على تعديل رواتب موظفيها وهذا شيء جميل ويستأهلون كل خير، ولكني لا أجد أي قانون إنساني يستثني البحرينيين في القطاع الخاص من علاوة "البونس" التي هي تأتي في قانونها المعروف بمكافأة جميع المواطنين العاملين على أرض البحرين الطيبة من دون أي تمييز؟! فهل المواطن في القطاع العام هو الوحيد الذي أسهم في بناء هذا الوطن وتقدمه؟! فحرمان البحريني في القطاع الخاص من هذا المكافأة كما حرمانه من المواطنة التي هي حق كفله الدستور له.
وفي نهاية هذا المقال القصير والعفوي أقول إننا نعيش هذه الأيام مرحلة تعد فرصة للمثقفين حتى ينظروا في أمر هذا العامل - وأقصد هنا العامل في القطاع الخاص - هذا القطاع البعيد عن اللعبة السياسية والديمقراطية المنشودة التي ترفع ناسا وتدوس ناسا آخرين. أتمنى من مثقفينا أن ينظروا إلى مصلحة المواطن الفقير الذي يجلس كل صباح ليقرأ مقالاتهم المشجعة والمتفائلة من غير فائدة.
حسين العود
العدد 1058 - الجمعة 29 يوليو 2005م الموافق 22 جمادى الآخرة 1426هـ