هدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان أمس (الإثنين) برفض نتائج الاستفتاء المرتقب على مصير جنوب السودان إذا لم يسحب الجنوب قواته من منطقة متنازع عليها ويسمح فيها بالدعاية الحرة قبل التصويت.

وقال وزير الشباب والرياضة السوداني والعضو البارز في المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار للصحافيين إن حرية التعبير غائبة في الجنوب فيما يتعلق بالحديث عن الوحدة وإن العديد من الناس اعتقلوا وإن البعض قتلوا. وعندما سئل عما قد يفعله حزب المؤتمر الوطني إذا لم يسمح الجنوبيون بالدعاية الحرة أو رفض تحريك قواته قال إن السودان سيلجأ في هذه الحالة إلى الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للشكوى من أن الجنوب لم يفِ بالتزاماته في اتفاق السلام الشامل وكذلك ربما لا تعترف حكومة الشمال بالنتائج.

كما اتهم الوزير السوداني قوات جنوب السودان بالتحرك في مناطق بالقرب من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض الشماليتين. وأضاف أن تحركات قوات الجنوب والإجراءات الصارمة ضد مؤيدي الوحدة في الجنوب تهدد صلاحية الاستفتاء لأن الجنوبيين خرقوا شروط اتفاق السلام وقانون استفتاء الجنوب السوداني.

من جانبه، اتهم جيش جنوب السودان، الشمال بحشد نحو 70 ألف جندي في المناطق المتنازع عليها والتآمر لغزو الجنوب المنتج للنفط. ورفض كل جانب اتهامات الجانب الآخر.

وفي وقت سابق، قال وزير خارجية السودان علي كرتي إن قمة نيويورك عن السودان التي اشترك فيها على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وحضرها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جاءت حسب توقعات حكومة السودان التي أيضاً تلتزم بإجراء الاستفتاء وبنتائجه. لكنه انتقد في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها أمس (الاثنين) المسئولين الأميركيين عن الموضوع السوداني، وقال إنهم لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات وجمعيات أميركية «ظلت معادية لحكومة الرئيس البشير منذ البداية».

كما انتقد قادة الحركة الشعبية في جنوب السودان التي تحكم جنوب السودان ورئيسها سلفا كير ميارديت الذي هو، أيضاً، نائب الرئيس، عمر البشير. وقال كرتي إنهم يشنون «إرهابا في جنوب السودان» لمنع الجنوبيين من التصويت للوحدة مع الشمال، وقال إن هناك «أياد خفية تحركهم».