العدد 2418 - الأحد 19 أبريل 2009م الموافق 23 ربيع الثاني 1430هـ

وفد بحريني (رسمي - أهلي)يشارك في مؤتمر «ديربان 2»

غادر وفد بحريني (رسمي- أهلي) البلاد، متوجها إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية المعروف بمؤتمر «ديربان 2» الذي يُفتتح اليوم (الاثنين).

ويمثل الجانب الرسمي في الوفد البحريني وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة للمشاركة باسم مملكة البحرين في الجزء رفيع المستوى من المؤتمر المعني بمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.

ويُشارك أيضا وفد بحريني أهلي يضم الناشطين الحقوقيين عبدالنبي العكري وعبدالله الدرازي، إذ سينضمان إلى وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. وأعلنت كل من أميركا، «إسرائيل»، كندا، استراليا، هولندا وألمانيا مقاطعتها للمؤتمر على خلفية حضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وكذلك خشية أن يتضمن البيان الختامي عبارات معادية للسامية. وفي المقابل، أكدت بريطانيا مشاركتها بالفعل في الاجتماع لكن بتمثيل منخفض، فيما أشاد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بالاجتماع، ووصفه بأنه فرصة هامة لمكافحة التمييز العنصري.


وفد بحريني يغادر إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة العنصرية

الوسط - محرر الشئون المحلية

غادر وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة الوطن صباح أمس (الأحد)، متوجها إلى مدينة جنيف، بسويسرا وذلك للمشاركة باسم مملكة البحرين في الجزء الرفيع المستوى من مؤتمر دربن الاستعراضي المعني بمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، والمنعقد خلال الفترة من 20 إلى 24 أبريل/ نيسان 2009.

إذ سيتناول المؤتمر الإجراءات والسبل الكفيلة بتحقيق أهدافه لمكافحة العنصرية في العالم عبر مبادئ احترام الكرامة الإنسانية التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و من المقرر أن يعرض البحارنة في كلمته ملخصا لأهم إنجازات مملكة البحرين في تعزيز وحماية حقوق الإنسان على أرض الواقع وسعيها لتحقيق العدل والمساواة، كما من المقرر أن يتم في ختام المؤتمر اعتماد برنامج عمل دربن.

ويُشارك وفد أهلي يضم الناشطان الحقوقيان عبدالنبي العكري وعبدالله الدرازي، في المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية والتمييز العنصري والذي تعقده الأمم المتحدة في جنيف. ويمثل العكري والدرازي الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، إذ سينضمان إلى وفد الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في حين لم تحدد الوفاق موقفها النهائي من المشاركة في المؤتمر من عدمه.

إلى ذلك، قال رئيس لجنة الرصد بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية السيد هادي الموسوي: «إن البحرين من الدول التي صدقت على الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري، وكان ذلك في فبراير/ شباط للعام 1990، مع وجود تحفظ على المادة 22 إلا أن هذا يشجع المراقبين والحقوقيين على الاستمرار في مراقبة حالات التمييز التي تقع في المجتمع بصرف النظر عن الجهة المتسببة أو الدافعة لحصول حالات التمييز الجائرة».

وأضاف الموسوي «أتذكر تصريح لرئيس الوفد الرسمي لمملكة البحرين في جنيف قبل ما يقارب العام، إذ أشار إلى أنه لا توجد دولة في العالم تخلو من التمييز، وفي ذلك إشارة إلى أن البحرين لا تخلو من التمييز؛ والتحدي الأكبر الذي يواجهه المشاركين في المؤتمر سواء كانوا المشاركين الرسميين والحقوقيين على السواء، هو أولا الإقرار بوجود التمييز، وثانيا رفض حالات التمييز، وثالثا معالجتها للمساهمة في تضييق دائرة ممارستها في مجتمعٍ في غاية المحدودية السكانية مثل البحرين، وخصوصا أننا نفتقر في البحرين إلى سن قوانين تجرم التمييز وهي الرافعة الأساسية لتفعيل اتفاقية التمييز العنصري التي مضى عليها أكثر من 18 عاما منذ أن صادقت عليها الدولة، أما فيما يتعلق بمؤتمر دربن-2 في جنيف فإنه يعتبر محطة من محطات الانتقال من حالات المعاناة من آثار التمييز إلى محطة القضاء على ممارسات التمييز، سواء كانت بفعل نقل تجربة البحرين إلى الآخرين أو الاستفادة من تجارب الآخرين بالنسبة للجانب البحريني.

يشار إلى أن المؤتمر يتناول التطورات في مجال مكافحة العنصرية والتمييز العنصري تجاه الأجانب في مختلف دول العالم. وتكتسب أهمية منظمات المجتمع المدني في التعبير عن واقع معاناة الشعوب والمجموعات والمهاجرين بسبب السياسات الاستيطانية كما في حالة «إسرائيل» ضد الفلسطينيين والتمييز العنصري والعنصرية، وكراهية الأجانب وأصحاب الأديان والعقائد المختلفة.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة و»إسرائيل» وحلفائها قد نجحتا في حذف ما يتعلق بسياسات الاحتلال والاستيطان والاحتلال اليهودي في فلسطين وممارسات «إسرائيل» العنصرية ضد الفلسطينيين وعرب الجولان، على رغم أنهما إضافة إلى كندا لن يشاركوا في المؤتمر وهو ما يُعتبر تراجعا عن مقررات وبيان ديربان في 2001.

وتنبع أهمية دور منظمات المجتمع في العمل لتغيير جذري في السياسات الرسمية في الكثير من بلدان العالم التي تتناقض مع التزاماتها الدولية والوطنية.


بحجة الخوف من استغلاله كمنبر لمهاجمة «إسرائيل» وتقييد حرية الرأي

أميركا وأستراليا وكندا وهولندا تقاطع مؤتمر ديربان 2- حول العنصرية

جنيف، واشنطن - أ ف ب، رويترز

يواجه مؤتمر «ديربان-2» حول العنصرية الذي يبدأ أعماله اليوم (الإثنين) في جنيف مشكلة مقاطعة العديد من الدول وعلى رأسها أميركا لأعماله بسبب ما وصف بمعاداته للسامية والحجر على حرية الرأي.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنها ستقاطع المؤتمر بسبب الخلافات بشأن «إسرائيل» وحق حرية التعبير عن الرأي. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستقاطع المؤتمر مشيرة إلى استخدام لغة مثيرة للاعتراض في الوثيقة الختامية للاجتماع.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود مع الأسف لن تشارك الولايات المتحدة في مؤتمر المراجعة منهيا أسابيع من المداولات داخل إدارة أوباما بشأن ماذا كانت ستحضر.

وأضاف وود أنه تم إدخال تحسينات مهمة على وثيقة المؤتمر ولكن النص مازال يؤكد إعلانا صدر عن مؤتمر ديربان اعترضت الولايات المتحدة عليه. وقال إن الولايات المتحدة لديها أيضا مخاوف خطيرة بشأن الإضافات الجديدة نسبيا في النص فيما يتعلق بـ(التحريض) والذي يتعارض مع الالتزام الأميركي بحرية التعبير بلا قيود.

كما قالت كندا أيضا إنها تحضر المؤتمر بسبب مخاوف من تكرار انتقاد «إسرائيل» الذي حدث في المؤتمر السابق. ومازال الاتحاد الأوروبي يفكر في الأمر.

وأعلنت أستراليا الأحد أنها لن تشارك في المؤتمر بسبب «المواقف المهينة» التي قد يتم التعبير عنها داخله. وقال وزير الخارجية الأسترالي ستيفان سميث في بيان «للأسف لا يمكننا الحصول على ضمانة بأن المؤتمر لن يستخدم مجددا منتدى للتعبير عن مواقف مهينة ومعادية للسامية خصوصا».

كما أعلنت هولندا أنها ستقاطع المؤتمر، وذكر وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن أمس أن سبب مقاطعة بلاده للمؤتمر هو استمرار محاولة بعض الدول إساءة استخدام المؤتمر لوضع رؤى دينية حول حقوق الإنسان.

وأوضح الوزير أنه بصرف النظر عن الدول «التي أمامها الكثير لتفعله في مجال حقوق الإنسان» فإنه ستتم محاولة وضع «إسرائيل» بصورة حصرية على منصة الاتهام خلال المؤتمر.

من جهتها، لم تبت ألمانيا في مسألة مشاركتها وأفادت برلين أن المناقشات لا تزال جارية بهذا الصدد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على تصريحات وزير إسرائيلي أفاد أن برلين ستغيب عن مؤتمر ديربان 2 «لا يسعني تأكيد ذلك» مضيفا «تجري محادثات» مع الشركاء الآخرين.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون إن ألمانيا وهولندا أبلغتا «إسرائيل» الجمعة أنهما لن تشاركا في مؤتمر جنيف.

وترفض «إسرائيل» المشاركة في مؤتمر العنصرية حيث تخشى أن يهيمن على مناقشاته قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما جرى في المؤتمر الأول العام 2001.

في المقابل، أعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية أن بلاده ستشارك في مؤتمر ديربان-2. وقال المتحدث «لدينا خطوطنا الحمراء ونعتقد أنه تم احترامها حاليا وقلنا مرارا إننا نرغب في أن يخلص المؤتمر إلى إرادة جماعية في محاربة العنصرية».

وأضاف «نحن نتابع تطور الأمور» غير أن «رغبتنا لا تزال قائمة بالمشاركة» في المؤتمر.

وألقت المشاركة المتوقعة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كان وصف محرقة اليهود بأيدي النازيين بأنها «أسطورة» وأدلى بتصريحات معادية لـ»إسرائيل»، بظلالها على المؤتمر.

وكان المؤتمر الأول ديربان-1 في جنوب إفريقيا في 2001 تبنى خطة عمل ضد العنصرية غير أنه انتهى في أجواء من الفوضى والاتهامات بمعاداة السامية وغادرته الولايات المتحدة و»إسرائيل».


الممارسات العنصرية ستزول حتما

أعلنت استراليا أمس أنها ستنضم إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمانيا وهولندا في مقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف في الفترة من 20 إلى 24 ابريل / نيسان الجاري، وذلك لخشيتها من «استغلال المؤتمر كمنبر للآراء المعادية للسامية».

المؤتمر الدولي يطلق عليه « ديربان - 2» لأنه يأتي مواصلة للمؤتمر الأول الذي عقد في ديربان بجنوب افريقيا في 2001.

القرار الذي اتخذته إدارة أوباما بمقاطعة مؤتمر «ديربان – 2» المخصص لاستعراض برنامج العمل الدولي لمناهضة العنصرية أثار سيلا من الاحتجاجات والانتقادات، لأنها المرة الأولى التي ترفض فيها الولايات المتحدة المشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة، وهذا يمثل صدمة للكثيرين الذين لم يتوقعوا امتناع أوباما، الذي وصل الى رئاسة بلاده لأنها تخلصت من العنصرية، من حضور المؤتمر خضوعا لضغوط اللوبي اليهوي وخشية من إدانة دولية للعنصرية المنهجية التي تمارسها «إسرائيل» ضد الفلسطينيين.

في 2001 انسحب وفدا الولايات المتحدة و«إسرائيل» من المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الآخرين وما يتصل بذلك من أشكال التعصب لأنها اعتبرت جهود الإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين - باعتبارهم ضحايا للعنصرية والاستعمار - جهودا معادية للسامية.

إن ما هو على المحك أساسا يرتبط بجوهر النظام الإسرائيلي الذي تأسس على مبادئ عنصرية، وإن هذا النظام العنصري وعلى رغم المساندة المضمونة له من أقوى دولة في العالم بدأ يشعر بالخطر لأن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل السماح لأية ممارسة للعنصرية ضد أي شعب وضد أية فئة من أية جهة كانت، حتى لو كان من الدولة المدللة «إسرائيل».

مؤتمر ديربان الأول شهد ثلاثة لقاءات موازية، أحدها رسمي جمع ممثلي الدول، ومنتدى آخر خصص للشباب، ومنتدى ثالث للمنظمات غير الحكومية التي مارست دورا فاعلا في تمثيل أصوات ضحايا العنصرية في كل أنحاء العالم، ولم يكونوا يغفلون ما يجري في فلسطين بالتأكيد. وكان موقع المؤتمر - جنوب افريقيا - مناسبا لأنه البلد الذي ألغى العنصرية من نظامه السياسي ولقربه من البلدان التي تحصل فيها ممارسات عنصرية، ولذلك كان الحضور كبيرا، إذ انهال على المدينة أكثر من عشرة آلاف شخص للمشاركة... واعتمد المؤتمر - عبر توافق الآراء - إعلان ديربان وبرنامج العمل، واعتبر هذا التوافق إطارا مهمّا لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري.

المنظمات غير الحكومية طرحت برنامجا مؤثرا لمناهضة كل دولة أو مؤسسة تنتهج العنصرية، وتضمَّن البرنامج مساندة الدعوات لمعاقبة «إسرائيل» تضامنا مع فلسطين، وتقديم المساندة إلى الشعوب الافريقية، والسكان الأصليين في كل مكان، والعمال المهاجرين والفئات المضطهدة سواء كانت عرقية أو أقليات دينية أو لغوية وجميع المتضررين من الاضطهاد العنصري، واعتبر مؤتمر ديربان الأول خطوة مهمة في التضامن الدولي مع المظلومين والمضطهدين بسبب العنصرية التي تمارس ضدهم.

وعلى هذا الأساس قد نفهم لماذا تخشى الدول التي تحمي «إسرائيل» من مؤتمر ديربان الثاني الذي سيعقد في جنيف من أجل التحقق من التنفيذ الفعال والشامل لاستنتاجات وتوصيات المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية، والدعوة إلى الاستمرار في الحملة العالمية من أجل القضاء التام على العنصرية بكل أشكالها وفي أي مكان كانت.

إن عقد الاجتماع في مدينة مثل جنيف حيث يكون مستوى المعيشة فوق إمكانات الكثير من المنظمات غير الحكومية لم يقلل من حماس المجتمع الدولي للتوافد والتعاضد والضغط من أجل القضاء على الممارسات العنصرية التي باتت تعيش آخر أيامها وبات ممارسوها مرعوبين من إرادة دولية لا يمكن تعطيلها عبر مقاطعة حضور المؤتمر.

العدد 2418 - الأحد 19 أبريل 2009م الموافق 23 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً