رعى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المؤتمر الثاني لاقتصاديات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اقتصاديات أمراض القلب الوعائية تحت شعار «القلب في المقدمة»، وافتتح وزير الصحة فيصل الحمر مساء أمس فعاليات المؤتمر في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج وسط حضور خليجي ودبلوماسي عال المستوى.
من جهته أفاد رئيس اللجنة التنسيقية للمؤتمر الخليجي لاقتصاديات أمراض القلب الوعائية الوكيل المساعد لشئون المستشفيات بوزارة الصحة عبدالحي العوضي بأن المؤتمر سيدرس بناء تحالف خليجي إقليمي دولي لصحة القلب لخفض العبء الناجم عن الأمراض القلبية الوعائية والوقاية منها.
وأوضح العوضي»سيناقش المؤتمر التحديات العالمية والإقليمية والخليجية ومدى الاستجابة لها وتكاليف الرعاية المثالية لمرضى القلب، ونماذج المحاكاة لاقتصاديات أمراض القلب الوعائية بالإضافة إلى البرنامج التدخلي الشامل والمتواصل ومدخل دورات الحياة الصحية وتقويم الوضع الراهن لصحة القلب في منطقة الخليج، وسياسات وخطط عمل مجلس وزراء الصحة بالخليج للوقاية من أمراض القلب الوعائية ووسائل تفعيل الميثاق الخليجي لصحة القلب، والأطر العامة لبحوث فاعلية السياسات والتدخلات الوقائية، وتعزيز دور المجتمع المدني في الوقاية من أمراض القلب وخفض معدلات الإصابة وتنظيم ورشة عمل عن المبادئ الرئيسية لاقتصاديات القلب وورشة عمل نسائية عن تمكين المرأة من لعب دور فاعل في التدابير الوقائية والعلاجية لأمراض القلب الوعائية وعوامل الاختطار المؤدية إليها.
وأشار العوضي إلى أنه ستعرض خلال المؤتمر 37 ورقة علمية وسط حضور 600 مشارك من مختلف دول العالم بمشاركة الكثير من الجهات العالمية المتخصصة في أمراض القلب مثل جمعية القلب الأميركية والاتحاد الدولي للقلب والجمعية الأوروبية للقلب ومؤسسة القلب البريطانية، ومنظمة الصحة العالمية، والجمعية العالمية لصحة القلب، وجمعية القلب السعودية. من جهته قال وزير الصحة فيصل الحمر «تأتي رعاية عاهل البلاد للمؤتمر تجسيدا للاهتمام البالغ الذي يوليه أصحاب الجلالة والسمو والأمراء قادة دول مجلس التعاون لمواجهة مشكلة الأمراض القلبية والوعائية والسعي للوقاية منها، وتفعيلا لقرار المؤتمر الرابع والستين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في هذا الشأن».
وأضاف «أنقل لكم تمنيات القيادة السياسية في أن يتمخض المؤتمر عن مخرجات وتوصيات تساهم في بناء صحة المواطنين والمقيمين في دول المجلس وخفض تكاليف الأعباء الاقتصادية الناتجة عن الأمراض والوفيات».
وأوضح وزير الصحة «تنبع هذه الحقيقة المهمة للعبء المتعاظم من الأمراض القلبية وتزايد تكاليفها على خدماتنا الصحية بعدما أظهرت الإحصائات العالمية والإقليمية تنامي حجم هذه المشكلة الصحية والتي تمثل أكثر من ثلث أسباب الوفيات في كل الأعمار، وأكدت الدراسات الإقليمية والخليجية شدة انتشار عوامل الاختطار المؤدية إلى هذه المجموعة من الأمراض في منطقة الخليج وبنسب تفوق العديد من المناطق الأخرى في العالم».
وبيّن الحمر أن»العالم المتقدم نجح في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة خلال الثلاثين عاما الماضية من خلال مجهود مجتمعي متكامل أدى بالفعل إلى خفض معدل الوفيات من جراء الأمراض القلبية والوعائية في كل من أميركا واستراليا وكندا وبريطانيا، لقد فاق حجم العبء الاقتصادي لهذه المجموعة من الأمراض إمكانيات التصدي لها من خلال وزارات الصحة في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء ويكفي أنها بلغت أكثر من (192) مليار يورو في أوروبا في العام 2006م، وأكثر من (448) مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي ودول التعاون الخليجي ليست بمنأى عن هذه الأعباء الجسيمة وخاصة في خضم سعيها لبناء مجتمع صحي سليم وحرصها على تقديم أعلى الخدمات الصحية»
العدد 2418 - الأحد 19 أبريل 2009م الموافق 23 ربيع الثاني 1430هـ