العدد 1066 - السبت 06 أغسطس 2005م الموافق 01 رجب 1426هـ

لماذا لا يدرب العاطلون على التفتيش الصحي؟

نتسمم و"الصحة" تشكو قلة مفتشيها!

يعتبر التسمم الغذائي من الأمراض الحادة والطارئة التي تستدعي تدخل الطبيب لعلاج الاضطرابات الناجمة عنه إذ بما تكون مضاعفاته خطيرة تهدد حياة المصابين به. .. وأهم الأسباب التي تؤدي إلى الاصابة بالتسمم الغذائي سوء تخزين المواد الغذائية وعدم توافر الشروط الصحية التي تضمن سلامتها، فعلى سبيل المثال لا يقتصر سوء التخزين على محلات بيع الاغذية وإنما يمكن ان يحدث ذلك في البيت ايضا، اذ ان معظم الاشخاص لا يدركون تماما ماهية الشروط الاساسية التي ينبغي توافرها لحفظ الطعام بشكل جيد، إذ باتت الثلاجات تغص بالأطعمة المختلفة الطازجة منها والمعلبة. إن "الوجبات السريعة" وبشكل متزايد جزء مهم من غذائنا اليومي، فهذه الأطعمة المجهزة والمباعة في مكانها ذات مذاق جيد, ولكن الوجبة السريعة ممكن أن تتحول بسهولة الى نوبة مزعجة من التسمم الغذائي! فغالبا ما تفتقر أكشاك الأغذية الى مرافق التخزين والتبريد والطهو اللازمة لمنع التلوث بالبكتيريا بما فيها من جراثيم مميتة. كما أن عدم توافر المياه الجارية والخدمات الصحية يزيد من فرص نقل البكتيريا الخطيرة الى الزبائن.

من الملاحظ منذ فترة طويلة وجود تقصير منقطع النظير في طاقم المفتشين الصحيين لدى وزارة الصحة الموقرة، ما نتج عنه اهمال شديد في الجانب الصحي الذي يعد من أولويات الوزارة... إذ نسمع بين الحين والآخر عن حالات تسمم بسبب تلك الأطعمة الفاسدة أو وجود تلوثها... فهناك عدد قليل جدا من المفتشين الصحيين الذين يبذلون قصارى جهدهم للتفتيش على محلات بيع الأطعمة والمطاعم والوجبات السريعة وكل ما له علاقة بالجانب الصحي، ولكن مع الأسف الشديد هذا العدد القليل لا يستطيع تغطية كل المحلات وأماكن بيع الأطعمة بسبب كثرتها والتي تزداد يوما بعد يوم. فنرى أن أكثر المستهلكين لا يدققون في البيانات التي تحملها المعلبات والأطعمة المحفوظة والمثلجة وتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية عند شرائها تجنبا للمضاعفات الناجمة عن تناول الأطعمة الفاسدة التي تعج بها تلك المحلات.

إذ لم تقتصر حالات التسمم على المطاعم أو محلات الوجبات السريعة بل وصلت إلى مطاعم الفنادق الراقية، إذ طالعتنا احدى الصحف ببعض الحالات التي حدثت في تلك الفنادق، فأين التفتيش الصحي من هذا؟! ومن المهم جدا وضع اشتراطات صارمة للمقاصف المدرسية والتي تشمل المبنى والتجهيزات والعاملين ونوعية الأغذية المقدمة مع وجود تفتيش دوري على تلك المقاصف المدرسية لحماية طلابنا وطالباتنا من خطر التسمم الغذائي. فلماذا لا يتم حل جزء من مشكلة البطالة لدينا بأعدادها الهائلة بتدريب مجموعة لا بأس بها كمفتشين صحيين للتغلب على مشكلة نقص المفتشين؟

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1066 - السبت 06 أغسطس 2005م الموافق 01 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً