"يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة" "التحريم: 6"، يأمرنا القرآن الكريم بأن نتقي النار التي لا يتحملها بشر ولا حجر الذي هو أشد من البشر عدة مرات. فهل يا ترى الناس يستمعون إلى هذا التحذير؟ وخصوصا أننا نمر بمرحلة عصيبة لم يمر بها آباؤنا من قبل وهي صعبة جدا ألا وهي ثقافة الفساد والإفساد.
واليوم نرى شبابنا في ضياع لا يدري إلى أين يتجه وما هو هدفه ولا أعني كل الشباب بل ثلة من هؤلاء وهم المتسكعون في الطرقات والشوارع، كأنهم رجال شيوخ قد احدودبت ظهورهم من كبر السن، ولكن هذا ليس من كبر السن بل من تعاطيهم السموم المخدرة التي أثرت على عقولهم وجمدت طاقاتهم وجعلتهم في خمول دائم. وهذه ثقافة أجنبية دخيلة علينا.
ويبرز سؤال عن سبب ضياع هؤلاء وانحرافهم نحو هذا الطريق الوعر الذي أدى إلى هلاك لكثير منهم فقد ملئت المقابر والمستشفيات منهم.
قد يكون الأهل هم السبب أو المجتمع أو قرناء السوء أو نقص في الشخصية ويريد أن يكتمل هذا النقص بهذه السموم.
هناك سؤال آخر عن كيفية دخول هذه السموم التي لا يصدقها الخيال بهذه الكميات الكبيرة التي وافتنا بها الصحف المحلية وتم ضبطها، ولكن الذي لم يتم ضبطه ولا أحد يعلم عنه، أنها تذهب في دماء شبابنا.
وقد يكون الفراغ والبطالة وتدني الأجور عامل آخر في استعمالها والمتاجرة بها.
وأخيرا يجب على الجميع حكومة وعلماء ورجال دين وجميع شرائح المجتمع أن يحذروا هذا الغزو المقبل من الخارج والا أتت النار على الأخضر واليابس فعلى الجهات المعنية ألا تتساهل في عقوبة من يتاجر بهذه السموم الخطيرة وعلى كائن من كان، وأن تعمل جادة على إتاحة فرص عمل مناسبة للشباب، وعلى العلماء أن يعملوا جاهدين على تخليص من وقع في الفخ، ويجب على الطبقة المثقفة أن تعمل على تثقيفهم ثقافة جيدة تشكل حصانة لديهم، وكذلك الأهل يجب عليهم أن يتابعوا متابعة دقيقة ويحثونهم على اشغال أوقات فراغهم بما هو مفيد من قراءة كتب نافعة أو متابعة اخبار أو ممارسة رياضة وغير ذلك من البرامج المفيدة.
سالم الحلواجي
العدد 1067 - الأحد 07 أغسطس 2005م الموافق 02 رجب 1426هـ