مضى عامان على اضرابات السجناء المثيرة في سجن جو المركزي، تلك الاضرابات المتعاقبة والتي اثارت ضجة حقوقية عارمة، واستنفارا لقوات مكافحة الشغب.
جاءت تلك الاضرابات لتحسين اوضاع السجناء، "ولاعادة النظر في الاحكام "التعسفية والغيابية" بحسب وصف السجناء وعوائلهم، وتوفير التعليم والتثقيف، وعدم خلط الفئات العمرية مع بعضها بعضا، وعدم خلط السجناء المرضى بالأصحاء، ووقف التعذيب النفسي والجسدي والعقاب الجماعي، والسماح للجهات الحقوقية بزيارة السجن".
كل تلك المطالب التقطتها "الوسط" من السجناء أنفسهم، إذ هرب السجناء هاتفا محمولا، ليتصلوا به، وليبثوا تفاصيل أخبارهم للصحافة، بل ولقناتي "الجزيرة" و"المنار" إذ نقلتا تصريح أحد السجناء ووصفه للحال "السيئة في السجن".
وذكر أحد السجناء المفرج عنهم لـ "الوسط" "أ.ع" أن "السجناء مازالوا يعانون من الأوضاع السيئة" ذاتها، مشيرا إلى "أن السجن بامكانه أن يخرج النزيل بشهادة ماجستير في الإجرام، إذ إن أصحاب القضايا المختلفة لا يفصلون عن بعضهم بعضا، لذلك يتعلم مدمنو المخدرات فنون السرقة من زملائهم أصحاب قضايا السرقة، ما يعني تبادل الخبرات مابين الطرفين" بحسب هذا السجين المفرج عنه.
أما الدكتوراة ومازال الكلام للمفرج عنه فيحصل عليها السجناء الصغار عندما يتم خلطهم مع السجناء كبار السن، ليلقنوهم مختلف البحوث في تطوير أساليبهم، ويسأل السجين "ا.ع" : "لماذا يوضع طفل يبلغ من العمر 17 عاما مع كهل ملفه حافل بالقضايا الجنائية؟!".
كما بين أن "الاصحاء لا يفصلون عن المرضى "أصحاب الامراض الخطيرة" في السجن، إذ يلتقون بالمرضى خارج الزنزانة، ما يؤدي الى انتشار العدوى بسهولة بين السجناء أنفسهم. وفي كل ذلك مخالفة صريحة للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء".
وذكر "أع" أن إدارة السجن تجلب لهم داعية ليلقي محاضرة واحدة في الاسبوع، تحثهم على الانضباط وعدم اثارة الفوضى وتنظيم الاضرابات. منتقدا عدم وجود ارشاد اجتماعي ونفسي حقيقي لإعادة تأهيل السجناء.
أ - كما نوه الى أنه مازال "يمارس التعذيب الجسدي والنفسي لنزع الاعترافات" بحسب قوله.
وكشف عن ان المخدارت مازالت تهرب إلى داخل السجن، وكل ذلك والشرطة يعلمون ولا يعلمون!
كما قال إن بعض السجناء يستغل الطبيب الذي يحضر يوميا لـ 400 سجين من الساعة الحادية عشرة إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا، ليكشف على المرضى منهم، ليطلبوا منه دواء أعصاب، يجمع ويطحن ليهدئ الأعصاب! والبعض يتظاهر "بالكحة" ليظفر بدواء الكحة، ذي القدرة الفائقة على التنويم.
أما عن مستوى التغذية، فقد قال "مازال "العدس" وقطعة اللحمة المتواضعة سيد الاطباق".
وزارة الداخلية من جهتها اعلنت تحسين اوضاع السجناء، واصدار قانون جديد للسجون، إلا انها لم تصدر القانون بعد!
وهي تقول إن أوضاع السجناء جيدة، وانهم يحظون بمعاملة انسانية، وتوفر "لكل سجين بدلتان، ولهم غرف واسعة ومكتبة وملعب"، الجهات الحقوقية طالبت وزارة الداخلية بزيارة السجن لكشف الحقائق ولمعرفة أسباب الاضرابات المتعاقبة، إلا ان الداخلية لم تسمح للحقوقيين بعد باجتياز حصن سجن جو... ليبقى سجن جو حصنا منيعا اكتنفه ومازال يكتنفه الغموض.
مقتطفات من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المنبثقة عن الأمم المتحدة العام 1957
الفصل بين الفئات
8 - توضع فئات السجناء المختلفة في مؤسسات مختلفة أو أجزاء مختلفة من المؤسسات مع مراعاة جنسهم وعمرهم وسجل سوابقهم وأسباب احتجازهم ومتطلبات معاملتهم. وعلى ذلك:
"أ" يسجن الرجال والنساء، بقدر الإمكان، في مؤسسات مختلفة. وحين تكون هناك مؤسسة تستقبل الجنسين على السواء يتحتم أن يكون مجموع الأماكن المخصصة للنساء منفصلا كليا، "ب" يفصل المحبوسون احتياطيا عن المسجونين المحكوم عليهم، "ج" يفصل المحبوسون لأسباب مدنية، بما في ذلك الديون، عن المسجونين بسبب جريمة جزائية، "د" يفصل الأحداث عن البالغين.
أدوات تقييد الحرية
33 - لا يجوز أبدا أن تستخدم أدوات تقييد الحرية، كالأغلال والسلاسل والأصفاد وثياب التكبيل كوسائل للعقاب. وبالإضافة إلى ذلك لا يجوز استخدام السلاسل أو الأصفاد كأدوات لتقييد الحرية. أما غير ذلك من أدوات تقييد الحرية فلا تستخدم إلا في الظروف الآتية:
"أ" كتدبير للاحتراز من هرب السجين خلال نقله، شريطة أن تفك بمجرد مثوله أمام سلطة قضائية أو إدارية،"ب" لأسباب طبية، بناء على توجيه الطبيب، "ج" بأمر من المدير، إذا أخفقت الوسائل الأخرى في كبح جماح السجين لمنعه من إلحاق الأذى بنفسه أو بغيره أو من تسبيب خسائر مادية. وعلى المدير في مثل هذه الحالة أن يتشاور فورا مع الطبيب وأن يبلغ الأمر إلى السلطة الإدارية الأعلى.
34- الإدارة المركزية للسجون هي التي يجب أن تحدد نماذج أدوات تقييد الحرية وطريقة استخدمها. ولا يجوز استخدامها أبدا لمدة أطول من المدة الضرورية كل الضرورة.
التصنيف الفئوي وإفرادية العلاج
67- تكون مقاصد التصنيف الفئوي:
"1" أن يفصل عن الآخرين أولئك المسجونون الذين يرجح، بسبب ماضيهم الجنائي أو شراسة طباعهم، أن يكونوا ذوي تأثير سيئ عليهم.
"2" أن يصنف المسجونون في فئات، بغية تيسير علاجهم على هدف إعادة تأهيلهم الاجتماعي.
68- تستخدم لعلاج مختلف فئات المسجونين، بقدر الإمكان، سجون مختلفة أو أقسام مختلفة في السجن الواحد.
69- يوضع من أجل كل سجين محكوم عليه بعقوبة طويلة بعض الطول، في أقرب وقت ممكن بعد وصوله وبعد دراسة شخصيته، برنامج علاج يتم إعداده في ضوء المعلومات المكتسبة حول احتياجاته الفردية وقدراته ومزاجه النفسي
العدد 1072 - الجمعة 12 أغسطس 2005م الموافق 07 رجب 1426هـ