دعا رئيس جمعية دعم الطالب محمد البقالي مختلف الجمعيات الشبابية إلى إنشاء لجنة مشتركة في إطار التعاون بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني، وذلك بهدف رسم الكثير من الأسس التي تحقق أهداف الجمعية الرامية إلى خدمة الطالب والتواصل معه.
جاء ذلك، إثر لقاء تعارفي تعريفي بين جمعية "دعم الطالب" وعدد من التنظيمات الشبابية جرى في مقر جمعية الاجتماعيين البحرينية بالعدلية عصر الأربعاء الماضي، إذ أوضح البقالي أن اللجنة سيشارك فيها ممثل معين من قبل كل مؤسسة ليتابع أمور الطلبة ويرفع تصور جمعيته إلى اللجنة المشتركة التي تعمل تحت مظلة جمعية دعم الطالب لكون الجمعية تخدم القطاع الطلابي بصورة مباشرة ورسمية، كما أن أي مشروع سيطرح سيسجل للجهة التي اقترحته.
وحفز البقالي الكيانات الشبابية المجتمعة معه لتكون قبضة واحدة لخدمة القطاع الطلابي بشكل أفضل، وذلك لتحقيق جملة من الأهداف، وهي: عدم الازدواجية في العمل، وعدم القصور في العطاء، والمحافظة على دقة العمل ونجاحه، وتخفيف عبء الموازنة، وتوحيد الجهود لتشكيل أداة ضاغطة لتحقيق المطالب والحقوق الطلابية.
ومن الجوانب التي تعالجها اللجنة المشتركة، ذكر رئيس "دعم الطالب" العمل على تعزيز الروابط بين جمعيته وتلك المؤسسات وإيجاد الوسائل الكفيلة بدعم وتنشيط التعاون فيما بينها، ومناقشة المشكلات والعقبات التي تعوق التحصيل الدراسي لدى الطلبة، وتفعيل وتنشيط التعاون بين الطلبة في المنطقة الواحدة وإتاحة الفرصة لطلبة المناطق للتعرف على بعضهم بعضا وتبني الوسائل الفاعلة التي تسهم في ذلك ومساعدتهم على استغلالها بما يحقق هدفا من أهداف الجمعية وهو توثيق الروابط والتعارف بين الطلبة البحرينيين في مختلف المؤسسات التعليمية، وتشجيع تبادل المعلومات الدراسية بين الطلبة من خلال العمل على تشجيع التعاون في مجال البحث العلمي وتبادل الزيارات والمشاركات في البرامج التدريبية وورش العمل التي تقيمها الجمعية.
وسرد البقالي عددا آخر من الجوانب مثل دعم الوسائل الكفيلة بتعزيز روح الانتماء إلى البيئة التعليمية لدى طلبة المناطق وبالتالي معالجة مسائل الحس الوطني، والعمل على الحد من التسرب الدراسي في مدارس المملكة عن طريق الدراسات المختصة في هذا المجال للوقوف على المسببات الظاهرة ومعالجتها.
وأفاد البقالي أن ما دفعه إلى اقتراح إنشاء مثل هذه اللجنة، هو تنبهه إلى أن الجمعيات والمراكز الشبابية الرسمية وغير الرسمية يشكل الاهتمام بالطالب جزئية من أهدافها وهي تركز على هذه الجزئية من دون غيرها، لافتا إلى أن هذا الإجراء يحرق الجهود ويضعف العطاء، إذ ان سير العمل لدى جمعيته يصادف عقبات ما يعوق تحقيق أهدافها، لذلك، رأت الأخيرة ضرورة التنسيق بينها وبين التنظيمات الشبابية كي تحقق أهدافها التي ترمي إلى خدمة القطاع الطلابي والإسهام بشكل ملموس في خدمة أهداف الجمعيات المتعاونة من خلال لجنة مشتركة تجمعها ككل.
من جهته، اقترح رئيس جمعية البحرين الشبابية علي شرفي ألا تقع اللجنة المشتركة تحت وصاية "دعم الطالب"، وأن يتم انتداب عضوين من كل جمعية للمشاركة في هذه اللجنة، على أن تكون رئاسة هذه اللجنة بشكل دوري بين الكيانات المشاركة، وأن يتم جمع الأفكار والآراء والبرامج وتحديد الوقت الزمني لطرح الرؤى لكي تأخذ كل جهة مشاركة مساحتها أثناء تقديم برامجها ضمن هذا الوقت، وفي حالة دعم أي جهة طلابية "في انتخابات مجلس الطلبة مثلا" يجب أن تدعم اللجنة المشتركة هذا المسعى.
واتفق ممثل جمعية "الشباب الديمقراطي" مع رؤية شرفي في ألا تكون هناك رعاية مباشرة من قبل "دعم الطالب" على عمل اللجنة، فليس من كيان شبابي يقبل أن تكون جهوده المبذولة مسماة لصالح جهة محددة، وبناء عليه فانه من الأفضل لو عملت كل مؤسسة باسمها الرسمي ضمن المؤسسات الأخرى التي سيكون اسمها أيضا بارزا للعيان وبالتالي حفظ حقوق كل منها.
وكان لرئيس الجمعية الأهلية لدعم التعليم والتدريب سعيد العسبول نظرة أخرى لخصها بإشارته إلى أن العمل الفردي قاتل، وأن نظرة "الأنا" دوما ما تجر خلفها الخسران، كما أن العمل الجماعي هو أساس النجاح، لذلك، يجب المطالبة بعبارة نحن وليس أنا، فمساعي البعض للتفرد بكل شيء لن يخدم أهداف وتطلعات اللجنة المشتركة المؤمل تدشينها.
وبعد استماعه لرؤى رؤساء وممثلي عدد من الجمعيات الشبابية، أكد البقالي أن سبب دعوته إلى أن تكون اللجنة تحت مظلة جمعيته هو لأنها الجهة الوحيدة المعنية والمسجلة رسميا من قبل وزارة الشئون الاجتماعية لخدمة الطالب في المجتمع، متمنيا البقالي أن يطرح الحضور على مجالس إداراتهم الأفكار التي تمت مناقشتها في اللقاء، حتى يتم التنسيق لاجتماع آخر بينهم وبين جمعية "دعم الطالب"، لحسم مسألة تأسيس اللجنة المشتركة بينهم لخدمة الطلبة في المملكة.
وفيما يتعلق بتاريخ إنشاء الجمعيات الشبابية وأنظمتها الأساسية وأهدافها التي تسعى إلى تفعيلها "والتي هي محور اللقاء التعارفي"، لفت ممثل جمعية ملتقى الشباب البحريني سيدأمجد جلال إلى أن جمعيته تأسست في العام ،2004 وتسعى إلى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والمسائل الثقافية والمشكلات النفسية التي تمس الشباب، وفتح قنوات حوارية وطنية متعددة الآراء للشباب، وتأكيد التفاعل الثقافي داخل المجتمع والتعايش السلمي الاجتماعي بين جميع طوائفه، ونشر الوعي بأهمية القيادات الشبابية وأهمية المشاركة الشعبية في التنمية والتحديث والعمل الوطني، وتثقيف الشباب وتوعيتهم بدورهم في العمل التطوعي ومسئولياته، ونشر الوعي بمبدأ الوحدة الوطنية وتعزيز مفهوم المواطنة والعمل بروح الفرد للجميع والجميع للفرد من دون تمييز أو تفرقة، وتأكيد مبدأ المساواة والعدل بين الناس في كل المجالات، وأيضا غرس وتكريس المبادئ الإسلامية وتنمية الوازع الديني لدى الشباب.
وبالنسبة إلى جمعية البحرين الشبابية تحدث رئيسها علي شرفي قائلا: "تأسست جمعيتنا في العام ،2004 وهي تقوم على رعاية المواهب والمهارات الشبابية وتنميتها وتوجيهها لخدمة المجتمع، وترسيخ القيم الاجتماعية البناءة كالتعاون والمنافسة الشريفة والعمل الجماعي لخدمة الشباب البحريني، واستثمار أوقات الفراغ لدى الشباب فيما ينمي معلوماتهم ويصقل خبراتهم العقلية، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية المتعلقة بالشباب ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لدى الشباب، وتنمية روح الانتماء والمواطنة لديهم".
وقال ممثل جمعية الشبيبة البحرينية في اللقاء ان تطلعات جمعيته التي لا تدخر جهدا للوصول إليها تتمثل في دعم التوجهات الديمقراطية في البلاد والتوعية بالدستور وميثاق العمل الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية في صفوف الشعب، ونبذ التفرقة والتمييز والتعصب الطائفي والفئوي والعمل على إشاعة روح التعاون الوطني في صفوف الشبيبة، والعمل على تحقيق المساواة بين الشاب والشابة في الحقوق والواجبات في المجالات المسموح بها، وبث الوعي الأخلاقي ومحاربة الجهل والنتائج المترتبة عليه والمساهمة في صنع خطة لحماية الشباب منها، ودعم وصقل وتطوير الطاقات الشبابية الموهوبة في مختلف المجالات والأنشطة الإبداعية، وتوثيق وتعزيز الأواصر بين منظمات واتحادات الشباب العربية والعالمية ذات العلاقة، والاستفادة من تجاربها وخبراتها.
أما رئيس الجمعية الأهلية لدعم التعليم والتدريب سعيد العسبول، فألمح إلى أن جمعيته أشهرت في مايو/ أيار من العام الجاري، وكان من بين ما قامت به إنشاء صندوق للطالب والذي وضعت أمامه حزمة من الأهداف مثل توفير المساعدات والمنح للطلبة سواء في البحرين أو خارجها، والمساهمة في الاستقرار الاجتماعي والتعليمي، وإيجاد وسائل وسبل لدعم التعليم والتدريب، وتفعيل دور المجتمع في المجالات المشار إليها، وتعزيز الثقة الاجتماعية والوطنية بقدرات الأفراد في مساهمتهم لدعم التعليم والتدريب.
وبين العسبول أن جمعيته تسعى إلى توفير التدريب للباحثين عن عمل وبعض الفئات العاملة في القطاعات المختلفة والتي تحتاج إلى أنماط معينة من التدريب، كما أنها تتجه لإقامة ورشة تدريب إرشادية على مستوى المحافظات "في النصف الثاني من أغسطس / آب الجاري" للباحثين عن عمل من مختلف المناطق، تهدف إلى تسليح الباحثين عن عمل ببعض المهارات وتهيئتهم لدخول المقابلات، كاشفا عن عزم الجمعية على إطلاق مشروع الصندوق المذكور "خلال الأسبوع الأول أو الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل"، والذي ستكون له أمانة عامة وجهة رقابية من خارج الجمعية والصندوق لمراقبة الصادرات والواردات إليه.
وأخيرا، حصر رئيس جمعية "دعم الطالب" محمد البقالي أهداف جمعيته وأدلى بها بالقول: "نسعى إلى المساهمة في بناء الشخصية الطلابية المتوازنة بما يكفل لها التقدم العلمي والانفتاح الواعي على الثقافة الإنسانية المعاصرة مع ترسيخ الهوية العربية الإسلامية، وخدمة الطلبة وتبني قضاياهم، وتوطيد أواصر التفاهم والتواصل بين المسئولين في القطاع التعليمي والطلبة، وتوثيق الروابط والتعارف بين الطلبة البحرينيين في مختلف المؤسسات التعليمية، واستثمار طاقات الطلبة في خدمة الدين والوطن، وتشجيع النشاطات الاجتماعية والرياضية والترفيهية بين الطلبة، وتنمية روح العمل التطوعي والجماعي المتميز لديهم"
العدد 1072 - الجمعة 12 أغسطس 2005م الموافق 07 رجب 1426هـ