يتوقع خبراء اقتصاديون أن تصل أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل خلال الاثني عشر شهرا المقبلة في ظل مخاوف من عدم كفاية إمدادات النفط عقب إغلاق نحو 14 معملا أميركيا لتكرير البترول على الأقل على رغم أن المعامل الأميركية عملت بنسبة 95 في المئة من طاقتها الإنتاجية خلال الأسبوع الماضي لتتمكن من مواجهة الطلب على الغازولين الذي يبلغ ذروته خلال فصل الصيف.

وبلغت أسعار النفط الخام مستوى قياسيا لليوم الخامس على التوالي مسجلة 67,10 دولارا للبرميل خلال تعاملات نهاية الأسبوع في بورصة نيويورك وسط توقعات بأن تتخطى زيادة الطلب على النفط السعة الإنتاجية. وكانت الأسعار خلال العام الجاري ارتفعت بنسبة 53 في المئة، إذ فشل المنتجون في تعويض التراجع في إنتاج معامل التكرير القديمة.

كما ارتفعت أسعار عقود النفط تسليم سبتمبر/ أيلول 1,06 دولار بنسبة 1,6 في المئة لتغلق عند 66,86 دولارا للبرميل... وزادت أسعار العقود الآجلة خلال الأسبوع بنسبة 7,3 في المئة بارتفاع 47 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

أما أسعار عقود الغازولين تسليم سبتمبر فقد ارتفعت 5,5 سنتات بنسبة 2,8 في المئة ليغلق عند 2,0048 دولار للغالون... وكانت أسعار العقود الآجلة بلغت سعرا قياسيا مسجلة 2,0145 دولار للغالون أثناء التعاملات... فيما زادت عقود وقود التدفئة تسليم سبتمبر 0,7 سنت بنسبة 0,4 في المئة لتغلق عند 1,9055 دولار للغالون وهو أعلى مستوى لها منذ بدء التعاملات في نايمكس في .1983

ويتوقع الخبراء أن ترتفع أسعار النفط لأكثر من ذلك نتيجة لعدم التوازن بين الطلب على الغازولين والمشتقات الأخرى والمعروض منها نتيجة للتوقف المتتالي لمعامل التكرير.

ويشار إلى أن هامش الربح الناتج عن تحويل برميل النفط إلى وقود تدفئة وغازولين بلغت 15,951 دولارا وهي الأعلى خلال الست عشرة سنة الماضية على الأقل على أساس أسعار العقود الآجلة في بورصة نيويورك.

وتكشف مؤشرات أسعار النفط عن ارتفاع الأسعار في بورصة لندن، إذ زادت أسعار عقود خام برنت تسليم سبتمبر 1,07 دولار بنسبة 1,6 في المئة لتغلق عند 66,45 دولار للبرميل وكانت أسعار عقود خام برنت بلغت 66,77 دولارا للبرميل خلال التعاملات مسجلة أعلى مستوى لها منذ بدء التعامل في .1988 ومن المتوقع أن يتراجع إنتاج خام برنت خلال الشهر المقبل بنسبة 31 في المئة نتيجة للتصليحات التي أدت إلى إغلاق معامل التكرير في بحر الشمال.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة ذكرت في تقرير لها أن الاستهلاك العالمي للوقود سيرتفع خلال العام الجاري بنسبة 2 في المئة بنحو 1,6 مليون برميل يوميا... كما خفضت الوكالة توقعاتها لإنتاج الدول خارج منظمة الأوبك خلال العام 2005 بنحو 200 ألف برميل يوميا نتيجة إغلاق معامل التكرير في خليج المكسيك وبحر الشمال، فيما قللت الوكالة توقعاتها للمعروض خلال العام المقبل بنحو 400 ألف برميل يوميا.

من ناحية أخرى، ذكرت وزارة المالية الأميركية أن بلوغ واردات الولايات المتحدة من البترول مستويات قياسية أدى إلى اتساع العجز التجاري للبلاد في شهر يونيو/ حزيران الماضي أكثر من المتوقع ليصل إلى 58,8 مليار دولار بزيادة 6,1 في المئة مقارنة بشهر مايو/ أيار الماضي حين بلغ 55,4 مليار دولار... ويشار إلى أن الولايات المتحدة استوردت نفطا بما قيمته 14,6 مليار دولار.

وأضافت الوزارة أن استهلاك الغازولين في الولايات المتحدة سيبلغ ذروته يوم الخامس من سبتمبر المقبل، إذ يذهب الكثير من المواطنين في إجازات صيفية... مشيرة إلى أن استهلاك الغازولين ارتفع بنسبة 1,4 في المئة خلال الأربعة أسابيع المنتهية في 5 أغسطس/ آب الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفع المعروض من المتكثفات ومنها وقود التدفئة والديزل بنسبة 2 في المئة ليبلغ 129,9 مليون دولار للبرميل خلال الأسبوع الماضي مسجلا أعلى مستوى له منذ يناير/ كانون الثاني .200