العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ

كل من هب ودب قام يغني

الغناء في هذا الزمن أصبح أمرا شائعا لكل من أراد أن يكسب رزقه، والدليل الأكبر على ذلك هو ما نراه في كل يوم من أشكال جديدة ظهرت على الساحة الفنية بأصواتها النشاز وكلماتها "الفاضية" التي لا تحمل أي معنى، ناهيك عن الفيديو كليب الذي صار عرضا للأجسام وهز الوسط.

فأين الأصالة في هكذا أغنية وأين غاب فن الغناء الأصيل كما كان أيام عندليب الشرق عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفيروز ونجاة الصغيرة وغيرهم من عمالقة الغناء العربي الأصيل، أم أن الغناء أصبح هرجا ومرجا؟ وأين ذهبت كرامة الفنان نفسه، ألا يخجل من ظهوره أمام العالم بهذه الصورة المحزنة وبالتالي يسمي ذلك فنا ونجومية!

ومن جانب آخر، فإن هذه الأغاني تجلب السخرية للفنانين العرب تحديدا "والخليجيين خصوصا"، فما هذه الكلمات الغريبة التي تحتويها أغنياتهم!

وما الفائدة من محاولة تقليد المغنين الغربيين بالفيديو كليب! فالغربيون مهما كانت ما عليه أغانيهم فلا عيب يطولهم، فهم في الأصل لا يملكون ديانة صحيحة وأغانيهم تعكس حياتهم وما تربوا عليه وزرع في قلوبهم... أما نحن فمسلمون، فهل هذا ما تعلمناه من ديننا وهل هذا ما أتانا به رسولنا الأكرم "ص"؟ هل جلب راقصات نصف عاريات وعرضهن على العالم هذا سلاحنا للتصدي للغزو الغربي لمعتقداتنا وثقافتنا؟

وليس هذا فحسب بل إن المخيف في الأمر أن معظم الشباب يروقهم هذا الوضع فنراهم يحاولون تقليد هؤلاء الفنانين "بحسب ما يدعون" في تصرفاتهم ولبسهم و"قصة" شعرهم وما إلى ذلك على أساس أنها موضة... فكان من الواجب على الفنان منذ القدم أن يوصل معنى أو هدفا من أغانيه إلى مسامع الناس، لا أن يسهم في انحراف جيل المستقبل!

نصيحة لكل من يفكر في الغناء أو لمن غنى فعلا... إن جمال الصوت نعمة من عند الله، لا يمتلكها الجميع، فإن كنت لست من المحظوظين بها فلا تجعل من أصلك ومن نفسك أضحوكة أمام العالم، ولا تسهم في هبوط مستوى الأغاني العربية إلى الحضيض، واذهب للبحث عن قوتك في مجال آخر و"رحم الله امرأ عرف قدر نفسه".

خاتون الصفار

العدد 1083 - الثلثاء 23 أغسطس 2005م الموافق 18 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً