أكد عضو بلدي المنامة وممثل الدائرة التاسعة سيد جميل كاظم أن تجربة المجالس البلدية بوضعها الحالي غير قادرة على تلبية جميع طموحات المواطنين، إذ إنها ما زالت تواجه التحديات، معتبرا النشاط البلدي جيدا وواعدا إذا ما قورن بالأعوام السابقة، عندما كانت مؤسسات المجتمع المدني منحسرة لفترات طويلة.

وعلى رغم ذلك أشاد جميل بدور المجالس خلال السنوات الماضية إذ تمكنت من إبراز مشروعات حيوية ذات صلة بالطرق والنظافة والإسكان والبيئة، وهو الأمر الذي يدفع المواطن للاهتمام بتجربة العمل البلدي، مشيرا إلى المعوقات ومحدودية موازنة المشروعات "لا تتعدى 200 ألف دينار"، ومحدودية صلاحيات المجالس في قانون البلديات، علاوة على ضعف الكادر الوظيفي فيها. ورأى كاظم أن البحرين وعبر المجالس البلدية لم تتجاوز التحدي الأكبر المتمثل في التأسيس لعمل مؤسساتي يشارك فيه أفراد المجتمع بصورة فاعلة.

أكد أن تجربة المملكة في هذا المجال مازالت متواضعة

كاظم: المجالس البلدية لا تلبي طموح المواطن وهي حبلى بالتحديات

المنامة - أحمد الصفار

اعتبر عضو بلدي المنامة وممثل الدائرة التاسعة سيدجميل كاظم "تجربة المجالس البلدية بوتيرتها الحالية غير قادرة على تلبية طموح المواطن"، فهي "مازالت حبلى بالتحديات، ومع العزم والإصرار والمضي قدما في العمل البلدي المؤسساتي المطعم بالوعي وحس المسئولية والكفاءة الإدارية والفنية فإن المشروع سيحقق نجاحات بالنسبة إلى المواطنين". وفي حديث شامل إلى "الوسط" قيم فيه مسيرة العمل البلدي طوال الأعوام الماضية، وصف عضو بلدي المنامة النشاط البلدي أنه "واعد خصوصا إذا ما تم قياسه بالمراحل التاريخية السابقة، في ظل غياب مؤسسات المجتمع المدني التي انحسرت لفترات طويلة، لذلك تعتبر التجربة الوليدة للعام 2002 جيدة لأنها واجهت الكثير من التحديات لاسيما استشراء الفساد المالي والإداري في عدة هيئات وإدارات رسمية ممن تسير وفق العقلية الواحدة "للفرد" لا عقلية المؤسسة".

وفصل ممثل الدائرة التاسعة أبرز معوقات العمل البلدي في سلسلة من النقاط، منها محدودية موازنات المشروعات التي لا تتعدى 200 ألف دينار سنويا وهي بالكاد تغطي نفقات حديقة أو اثنتين فضلا عن المشروعات الكبرى كتطوير الأسواق والمتنزهات العامة التي لا يمكن لموازنة بهذا الحجم أن تغطي كلفتها، إلى جانب محدودية صلاحيات المجلس في قانون البلديات وضعف الكادر الوظيفي في بلدي المنامة "الذي يحتاج إلى مهندسين وقانونيين ومستشارين"، وعدم تعاون الوزارات الخدمية التي هي بحكم القانون البلدي يجب أن تعتمد وتقر برامجها وأولوياتها من خلال المجالس البلدية، إذ إن الكثير من هذه الوزارات تعمل بصورة منفردة وبعيدا عن المجالس.

واسترسل بالقول: "استطاعت المجالس خلال السنوات الماضية أن تبرز مشروعات حيوية وخصوصا المتعلقة بالطرق والإسكان والنظافة والبيئة، وهو ما يرفع من سقف اهتمام المواطن بتجربة العمل البلدي ويدفعه للتعاون كما ينعكس ذلك على وعيه".

المجالس في الميزان

وعند وضعه المجالس المحلية ومجالس الدول الأخرى في كفتي الميزان رصد كاظم بعضا من الملاحظات، فجاءت ممارسة المجالس الخمسة مقارنة بدول الكويت ودبي والعين وتركيا وإيران وليدة ومتواضعة، مفيدا بأنه وعند زيارته الدول الأخيرة اكتشف أن سر نجاحها هو تمتعها بصلاحيات واسعة وموازنات كبيرة لاسيما الخاصة بالمشروعات.

ورأى كاظم أن التحدي الأكبر هو التأسيس لعمل مؤسساتي يشارك فيه المجتمع بفعالية، مشيرا إلى أن تجربة البحرين في المجالس البلدية لم تتجاوز المشكلة المذكورة، ولكنها قبلت التحدي وتمكنت من ترسيخ قواعد تؤتي أكلها بعد حين، ومهما كانت الصعوبات المتعلقة بالقانون والموازنة أو الفساد المالي والإداري أو البيروقراطية المعوقة، فإن هناك فسحة أمل كبيرة بتحقيق بعض طموحات المواطنين.

وعن المشروعات التي تمكن من تحقيقها في دائرته التاسعة وتلك التي لم ينجزها بعد، لفت كاظم إلى أن منطقتي بلاد القديم والزنج هي من المناطق القديمة والمعدمة التي تفتقر إلى تخطيط حديث يتماشى مع التقدم العمراني والحضاري في العالم، إذ كانت تفتقد الكثير من المشروعات المتعلقة بالبنية التحتية والفوقية من طرق وإنارة ومراكز اجتماعية وثقافية ودينية وحتى بعض المراحل التعليمية مثل الثانوية.

الطرق والشوارع

وقال كاظم: "في تجربة العمل البلدي انشغلنا في السنوات الأولى بتأسيس وتقعيد هذا العمل، وكان ذلك على حساب مشروعات كثيرة متعلقة بحاجات المنطقة، ولكن ما لا يدرك جله لا يترك كله، ومن الممكن أن نوجز أهم المشروعات التي تحققت في جدول يتضمن إعادة رصف وتطوير شارع بلاد القديم من الزنج وحتى الخميس وهو الذي أرسيت مناقصته قبل انطلاق المجلس البلدي بخمسة أشهر، إلا أنه وبحسب متابعتنا لتنفيذ المشروع واجهنا الكثير من الصعوبات والمشكلات ذات الصلة بتنظيم وتخطيط الشارع، ولا أبالغ حين أذكر أن 40 في المئة من التخطيط تم تغييره وخصوصا بعد طلبات وإلحاح الأهالي لايجاد مواقف إضافية وأرصفة ومنافذ وإشارات مرورية منظمة، واستغرق تنفيذ الشارع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 إلى سبتمبر/ أيلول من العام ،2003 وكنا طوال هذه الفترة نتابعه بصورة مكثفة".

وأضاف "هناك أيضا شارع القادسية الواقع ما بين صيدلية ناصر والنادي الأهلي، ومن المؤمل الانتهاء منه في أبريل/ نيسان المقبل بكلفة توازي 360 ألف دينار، ومن الطرق الأخرى المهمة شارع 64 الممتد من متنزه عين عذاري حتى تقاطع شارع بلاد القديم الذي ستبدأ وزارة الأشغال العمل فيه قريبا، فضلا عن قيام الأخيرة بالتنسيق مع بلدي المنامة لصيانة الكثير من الشوارع والطرق منذ انتهاء فصل الشتاء وحتى الآن، مثل طريقي 6306 و6328 وشارعي 60 و66 وطريقي 5926 و5928 وكذلك طرق مجمعات 330 و331 و373 و،358 في حين أن خطة العامين 2005 - 2006 لتطوير الطرق في الدائرة التاسعة هناك تضمنت 8 مشروعات، منها إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في مجمع 364 وطريق 6448".

الإنارة والنظافة

وفيما يتعلق بإنارة الطرق أفاد ممثل الدائرة الثانية أنه تم تركيب الكثير من مصابيح الإنارة في مختلف المجمعات، ومن أهم المشروعات تلك المتعلقة بإنارة طريق 6217 الذي يمر بمركز بلاد القديم الصحي، ومدرسة بلاد القديم الإعدادية للبنين ومدرسة قرطبة الإعدادية للبنات، إذ لا توجد أية إنارة على الطريق المشار إليه، ووعدت وزارة "الكهرباء" بإنارته في النصف الثاني من العام الجاري، بيد أنها لم تبدأ حتى الآن.

ووصولا لمشروعات النظافة ذكر كاظم أن البلاد القديم كانت من المناطق ذات المستوى المتدني على صعيد النظافة، وبعد أن ألحقت بمحافظة العاصمة تم تنظيفها بشكل عام وإزالة مجموعة كبيرة من المخلفات الصلبة وغيرها، إذ استغرق العمل أربعة أشهر متتابعة، حملت عشرات الشاحنات الضخمة، وخصوصا من المناطق الزراعية وحظائر الحيوانات والكراجات والساحات العامة.

الوحدات السكنية

وبين كاظم أن مشروع البيوت الآيلة للسقوط ضمن المرحلة العاجلة والشاملة، تمت الموافقة فيه على 10 بيوت حتى الآن، وفي المرحلة الخطرة 25 بيتا، ومن المؤمل أن يرتفع العدد إلى 40 بيتا، أما المشروعات الإسكانية، فقد خصص المجلس أرضا تابعة لبلدية المنامة بالإضافة إلى أرض تعود إلى الديوان الملكي، وقدم النائب عبدالله العالي والبلدي السيدجميل كاظم اقتراحا لوزير "الإسكان" فهمي الجودر لبناء 145 وحدة سكنية، وكان من المزمع زيارة الجودر للمنطقة لمعاينة موقع الأرضين منذ أبريل ولكنها أجلت لثلاث مرات متتالية، ولم يأتنا رد من قبل الأخير باعتماد المشروع وتخصيص موازنة لتنفيذه ضمن خطة العامين 2005 - ،2006 في الوقت الذي تتعدى فيه طلبات الأهالي 1000 طلب، وفقدوا الأمل بإقامة مشروع إسكاني في منطقتهم، موضحا أن الأزمة الإسكانية في بلاد القديم والزنج حادة نظرا إلى الكثافة السكانية وحجم الطلبات الكثيرة ومحدودية جغرافية القرية، باعتبار أن منطقة "البلاد" نصفها داخل ضمن الحزام الأخضر وهو الأمر الذي فاقم المشكلة أكثر فأكثر".

وعود الوزراء العالقة

وفي حديثه عن المشروعات غير المنجزة، تطرق كاظم إلى المشروعات العالقة التي تقدمت بها اللجنة الأهلية للديوان الملكي لإعادة بناء مأتم أنصار الحسين "ع"، وإعادة ترميم مدرسة الخميس التاريخية، وإكمال بناء نادي الاتحاد الرياضي، واستثمار أرض للصندوق الخيري، وإقامة مشروع إسكاني، وإنشاء مجمع تجاري وديني واجتماعي "يحتوي على جامع ومركز اجتماعي"، وإعادة تأهيل سوق الخميس التاريخية، مؤكدا أن هذه المشروعات بعد زيارة الوزراء المعنيين بها لا توجد أية معلومات بشأن مصيرها، وخصوصا مع فقدان حلقة الوصل لمتابعتها وتنفيذها، ما يجعل العضو البلدي بين مطرقة الناس وسندان الحكومة، معتقدا أن زيارات الوزراء فقدت صدقيتها وجديتها فأضحت مجرد وعود لا ترقى للتنفيذ.

جسور الخريطة العلوية

وأعرب عن أمله في تنفيذ مرفأ خاص بالصيادين في مجمع 373 بمنطقة أبوغزال مع مطلع العام المقبل، إذ انه موعود بتنفيذه من قبل "الأشغال" في العام ،2006 كما شكا من مشكلة الشوارع وتحديدا تقاطع الخريطة في المجمع أعلاه، إذ حصل على وعد من "الأشغال" بأن يكون ضمن المشروعات الفورية بعد اعتماد موازنة العامين 2005 - ،2006 منوها بأن هناك نية لبناء جسور علوية "على شاكلة جسور السيف" في التقاطع المبين وتقاطع جسر سترة، فأهالي مجمعي 373 و711 يواجهون صعوبات شديدة أثناء خروجهم من المنطقة، متمنيا من الوزارة البدء سريعا في المشروع للتخفيف من وطأة الازدحام المزمن، منبها إلى وجود مقترح لفتح مخرج مقابل النادي الأهلي على الشارع السريع، لو نفذ فإنه سيسهم في الحد من المشكلة حتى بناء الجسور العلوية.

حديقة بـ 50 ألف دينار

وبالنسبة إلى منجز