العدد 1102 - الأحد 11 سبتمبر 2005م الموافق 07 شعبان 1426هـ

إنزال العلم الإسرائيلي من غزة والاحتفال الرسمي السبت

السلطة قررت هدم المعابد اليهودية

غزة-محمد أبوفياض، وكالات 

11 سبتمبر 2005

أعلن متحدث فلسطيني مساء أمس ان السلطة الفلسطينية قررت هدم المعابد اليهودية التي تركت في قطاع غزة اليوم "الاثنين" وذلك بعد اكتمال القوات الاسرائيلية من القطاع. وأنزل رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس العلم الإسرائيلي عن موقع القيادة في المنطقة الجنوبية في احتفال رسمي حضره عشرات الضباط في مستوطنة "نفيه ديكاليم" في قطاع غزة إيذانا ببدء عملية الانسحاب. وقال حالتوس: "قرارنا بالانسحاب من غزة جاء من موقف قوة وليس ضعفا كما يظن البعض، ونأمل أن يتحسن الوضع في المستقبل". ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في حفل تسليم غزة احتجاجا على بقاء ما وصفته بـ "ذيول الاحتلال" المتمثلة في البقاء في المعابر وعدم هدم الكنس اليهودية في المستوطنات. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت أمس بغالبية أعضائها الإبقاء على 24 من أصل 26 كنيسا على ما هي عليه منهية بذلك المباحثات بهذا الشأن مع المحكمة العليا التي أذنت بهدمها الخميس الماضي. ومن جهة أخرى، يستعد المئات من عناصر الأمن الفلسطيني المنتشرة على مقربة من مستوطنات غزة لدخولها فور تلقي الأوامر. ومن المتوقع أن يخرج آخر جندي إسرائيلي من القطاع مع حلول صباح اليوم "الاثنين" إذ ينتهي بذلك الوجود الإسرائيلي الذي استمر 38 عاما. وأعلنت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي حال الاستنفار بين صفوفهما استعدادا لدخول المستوطنات التي أخليت.


وزراء شارون يهينون المحكمة ويبقون الكنس في القطاع

انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة واستمرار انتشار القوات المصرية

غزة-محمد أبوفياض

تراجع رئيس وغالبية وزراء الحكومة الإسرائيلية، أمس، عن قرار هدم الكنس اليهودية التي خلفها المستوطنون في قطاع غزة، خاضعين بذلك للضغوطات التي مارسها الحاخامات اليهود، والتخويف من انعكاس هدم الكنس على مصير كنس يهودية أخرى في العالم. وادعى وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، الخوف من دفع الثمن السياسي في الانتخابات المقبلة، غير آبهين بالإهانة التي ألحقوها بالمحكمة العليا الإسرائيلية التي قررت، الأسبوع الماضي، وبناء على موقف الحكومة، ووزير الأمن شاؤول موفاز خصوصا، رفض التماس قدمته جهات دينية ويمينية واستيطانية طالبت بمنع هدم الكنس. وكان موفاز غير رأيه وأعلن بعد ساعات من صدور قرار المحكمة العليا معارضته لهدم الكنس، ممهدا الطريق أمام الكثير من وزراء حزبه الليكود للتسابق في إعلان رفضهم لهدم الكنس ومغازلة أعضاء مركز حزبهم الذين هددوا بمعاقبتهم في الانتخابات الداخلية إن دعموا القرار. وكان الحاخام عوباديا يوسيف، الزعيم الروحي لحركة شاس اليمينية المتشددة أجرى، سلسلة من المحادثات مع أعضاء في مركز الليكود والوزراء والرئيس الإسرائيلي، تباكى خلالها على مصير الكنس اليهودية، وتمكن بذلك من لوي ذراع المحكمة العليا التي يحاربها منذ سنوات، ومن ثم ذراع شارون، الذي تراجع هو ايضا عن موقفه السابق، أيضا مراضاة لمركز حزبه الذي ينقم عليه بسبب تنفيذ خطة "فك الارتباط" ويهدد بإسقاطه في الانتخابات الداخلية المقبلة. وقررت الحكومة الإبقاء على الكنس بغالبية 14 صوتا فيما أيد القرار وزيران فقط، وامتنعت عن التصويت وزيرة واحدة هي دالية ايتسيك وانضم شارون، صباحا إلى المعارضين لهدم الكنس معلنا في افتتاح جلسة الحكومة انه يعتقد بضرورة الإبقاء عليها. وكما فعل خلال جلسة سابقة، استغل شارون هذه المسألة لمواصلة التحريض على الفلسطينيين ونزع الصفة الإنسانية عنهم متهما إياهم بتدنيس الكنس والمقدسات اليهودية وعدم احترامها وزعم أنهم سيحولونها إلى مراحيض عامة وزرائب وغير ذلك من أوصاف يتوق الإسرائيليون إلى رؤيتها تتحقق في غزة لاستغلالها على الحلبة الدولية في مساعيهم إلى تبرير عدوانهم على الفلسطينيين. وذرف شارون دموع التماسيح على هيبة المحكمة العليا وانتقد الهجوم الذي شنته أوساط دينية ويمينية متطرفة على قضاتها وقال إنها تصريحات تستحق الشجب. ولم يتمكن المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز من الصمت إزاء الإهانة التي ألحقها الوزراء بالمحكمة العليا، وقال إن النقاش الجاري اليوم يعتبر عملية محرجة ستجبي ثمنها وأن كل محاولة للقول إن الأمور تغيرت عما كانت عليه قبل أسبوعين فهذا يعني سحب الثقة من الجهاز القضائي. وهاجم مزوز الوزراء والمسئولين الأمنيين الذين غيروا رأيهم، واقتبس على مسامعهم التصريحات التي أدلوا بها بهذا الشأن خلال الجلسة التي عقدتها الحكومة قبل أسبوعين ومنها ما كان زعمه موفاز في حينه من أن "حماس" ستقود "موجة تسوماني" بعد يوم واحد من الانسحاب ولن تبقي على أي كنيس. كما اقتبس تصريحات الوزير بنيامين بن اليعزر الذي قال إن ما سيحدث سيكون اخطر مما حدث في قبر يوسيف وأفضل كيهودي أن لا يشاهد أولادي هذه الصور. وكان الوزير اوفير بينس والوزير حاييم رامون هما الوحيدان المعارضان للقرار الذي اتخذته الحكومة أمس، فيما عادت دالية ايتسيك وامتنعت عن التصويت خلافا لما أعلنته أمس الأول، من أنها ستعارض هدم الكنس وهاجم بينس وزير الأمن وسأله: ما دمت ستغير موقفك فلماذا لم تفعل ذلك قبل يوم واحد من صدور قرار المحكمة العليا وليس بعد صدور القرار مباشرة فموقفك هذا يمس بمكانة المحكمة العليا. وصادقت الحكومة الإسرائيلية في بداية جلستها الأسبوعية، أمس، على استكمال الانسحاب من غزة، معطيا بذلك الضوء الأخضر لإجلاء القوات الإسرائيلية من القطاع بعد احتلال دام 38 عاما. وجاء في بيان لمجلس الوزراء أن الوزراء وافقوا أيضا على سحب القوات الإسرائيلية من الحدود الجنوبية لغزة مع مصر إذ يجري نشر قوات مصرية على امتداد محور صلاح الدين الذي كان الاحتلال يطلق عليه اسم "فيلادلفي". وبدأ الجيش الإسرائيلي إكمال انسحابه الليلة الماضية ويتوقع أن يتواصل حتى صبيحة اليوم "الاثنين". وحسب إذاعة الجيش تولى قائد قوات الاحتلال في القطاع افيف كوخافي تسليم المسئوليات الأمنية لقائد قوات الأمن الفلسطيني في القطاع سليمان حلس. وحذرت السلطة الفلسطينية المواطنين من دخول هذه المناطق قبل تمشيطها من مخلفات الجيش والمستوطنين، موضحة خشيتها من أن يكون الجيش والمستوطنون قاموا بتلغيم المنطقة. إلى ذلك ذكر مصدر إسرائيلي، أمس، أن شارون، ووزير خارجيته، سيلفان شالوم، سيغادران "إسرائيل"، غدا الثلثاء، في طريقهما إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة. وتأتي مشاركة شارون في أعمال القمة بغرض قطف ثمار "فك الارتباط".


دحلان: الاستيطان إرهاب والأمن ضرورة بعد زوال الاحتلال

غزة - أ ش أ

اعتبر وزير الشئون المدنية الفلسطيني المسئول عن ملف الانسحاب محمد دحلان أمس، الاستيطان الإسرائيلي شكلا من أشكال الإرهاب الجماعي الرسمي. وقال دحلال في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة أمس: "إذا اعتقدت "إسرائيل" أنها تريد أن تأخذ سلاما وأمنا وتحافظ على الاستيطان وتوسعه، فهي مخطئة، وهذا يعني مزيدا من دوامة العنف بيننا وبين "الشعب الإسرائيلي" والتي لا نريدها ولا نرغب فيها مطلقا، وبذلت السلطة الوطنية جهودا من أجل كسر دائرة العنف لنعيش سويا في امن وسلام مع بعضنا بعضا". وأكد دحلان أن العلاقات الفلسطينية الداخلية بين القوى هي في أفضل أوضاعها، نافيا وجود اتهامات بين القوى والفصائل الفلسطينية.

العدد 1102 - الأحد 11 سبتمبر 2005م الموافق 07 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً