العدد 1104 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ

سلم روحه إلى بارئها وعائلته تطالب بمعرفة السبب!

هذه القصة سأرويها وقد كتبتها بحبر من الدموع... ولكم الحكم فيها:

إنه وبتاريخ 10 أغسطس/ آب الماضي تم نقل أخي إلى قسم الطوارئ وكان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وألم حاد في البطن، وتم استدعاء اسمه بعد طول انتظار على رغم آلامه وبعد كشف الطبيب على حالته وبعد عمل التحاليل والأشعة تبين أنه يعاني فقط من بعض التهابات في البول والمعدة. ولكن الطبيب أقر بأن المريض لابد من بقائه في المستشفى لاستكمال العلاج وتم نقله إلى الجناح وإعطاؤه حقنة عن الآلم ومن ثم تم حقنه لتخديره لكي يرتاح من الألم وإلى هنا كان كل شيء على ما يرام، ولقد غادرناه بعد أن أخلد للنوم.

في الصباح الباكر ذهبت زوجته لكي تطمئن على حالته ففوجئت بالأطباء مجتمعين والممرضات يتراكضن ولا تعلم ما الذي يحدث وطلبوا منها البقاء خارج الغرفة وقالوا لها اتصلي ببعض أهله. وحينما وصلنا المستشفى وجدنا اخي وضعت عليه أجهزة عدة وأكسجين وإن حالته صعبة جداً. وأخبرنا الطبيب بأنه سيتم نقله إلى قسم العناية القصوى ونحن لا نعلم ماذا جرى وما الذي يجري وماذا سيجري... بعد نقله إلى العناية وأخذه إلى قسم الأشعة المقطعية وبعد فترة بما يقارب الساعتين خرج لنا الطبيب ليخبرنا بأن حالته حرجة جداً وأنه من المحتمل أنه تعرض لتجلط في الرئة وهبوط حاد في ضغط الدم وضيق حاد جداً في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة... «ونحن لا نعلم السبب!».

في اليوم الثاني، يخبرنا الطبيب بأنه لا تجلط ولكن هناك التهاب في الرئة. وان كليته لا تعمل وتم عمل فتحة في المثانة لإخراج السوائل وسيتم تركيب جهاز بديل للكلى حتى يتم علاج كليته. وإنه تحت التخدير منذ أول يوم. وقد بدأت يداه وبطنه ينتفخان وكل يوم يزدادان في الانتفاخ... وفي اليوم التالي انخفضت درجة حرارته وأصبح ضغط الدم طبيعياً وتم توقيف دواء ضغط الدم وتخفيف نسبة التخدير عنه حتى أننا فرحنا عندما وجدناه يقوم بتحريك رجليه قليلاً. ولكن الطبيب أخبرنا بأنه سيقوم بعمل غسيل للكلى غداً، وسألنا الطبيب ما إذا كانت حالته تحتمل غسيل الكلى وأجاب بأن هذا لا يؤثر على حالته. وكنا دائماً عندما نقوم بسؤال الطبيب المناوب عن سبب الحالة التي وصل إليها لا نحصل على إجابة وافية ولا جواب مقنع.

في اليوم التالي: بعد عمل الغسيل ارتفعت درجة حرارته مرة أخرى، وكذلك هبط ضغط الدم والانتفاخ يزداد وعندما قلنا للطبيب هذا بسبب الغسيل أجاب بالنفي.

بتاريخ 17 من الشهر نفسه، منذ الصباح كانت حالته تزداد سوءاً وضربات القلب كانت سريعة جداً وهبوط في ضغط الدم والأدوية تعطى له كلما انخفض. وهناك شيء آخر اكتشفه الطبيب هذا اليوم ألا وهو جرثومة في الدم. وفي الساعة الخامسة جاء أطباء جراحون لينظروا ويتشاوروا في سبب انتفاخ بطنه وما إذا كان يتحمل عملية جراحية أم لا لمعرفة سبب الانتفاخ، الآن في آخر يوم من حياتة «وإن السبب الرئيسي لمرضه منذ البداية هو بطنه»، وفي الساعة السادسة والنصف حصل له هبوط حاد في الضغط والقلب وقاموا بإسعافه وإنعاش قلبه وإعطائه الحقن ليعود مرة أخرى للضربات السريعة لقلبه وارتفاع الضغط. وبعد ساعة تعود له الحالة نفسها ومن ثم بعد نصف ساعة ولكن هذه المرة توقف قلبه تماماً ليخرج الطبيب ويخبرنا بذلك الخبر الفاجع.

هناك أيضاً ملاحظة مهمة جداً، أين الاهتمام والعناية بالمريض فلا عناية ولا نظافة ولا إسعافات جادة، حتى أن الشريط اللاصق الذي وضع على فمه لمسك أنبوب الأكسجين داخل البلعوم لم يتم تبديله لمدة 7 أيام وبه آثار الدم وقد تحول لونه إلى أسود. ولم يقوموا بغسله وتنظيفه وهو 7 أيام تحت التخدير فلا يتقلب عن ظهره ولا يتحرك ولا حتى وضعت بودرة على الأقل تحت ظهره والدليل أنه أثناء تغسيله بعد الوفاة وجدت آثار انزلاقات في ظهره بسبب رقدته لمدة 7 أيام متواصلة.

أسئلة مهمة:

1- لماذا لم يتم استدعاء أطباء ذوي كفاءة وخبرة لمثل هذه الحالات؟ حتى لو استدعى ذلك على حسابنا الخاص.

2- هل السبب الذي توصلت إليه حالته هو إعطاؤه دواء بالخطأ؟

3- لماذا لم يقوموا بإخبارنا بأن المرحوم توقفت رئتاه في ذلك اليوم وإنه كان يحتضر؟... مع تأكيدي بعلمهم.

أم أحمد

(أخت المرحوم

العدد 1104 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً