العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ

الأراجوز جوز

الأراجوز جوز والعروسة أوسة والخيال شلال، وحصانهم الطائر طيار... أصدقاء يعشقون الضحك والفكاهة. يلتفت الصغار بعيونهم الجميلة الصافية حول العرائس الأربع... يواصل سيد ماريونيت تحريك العرائس بيديه الاثنتين من خلف المسرح الصغير، ويلعب كل الأدوار بتلوين صوته حتى ترضى عنه الجميلة كريمة بنت توفيق حميدة أقدم لاعبة عرائس في بر شجر اللبلاب بأكمله وصاحبة صندوق العرائس التي يلعب بها سيد ماريونيت.

يضع صفارة الاراجوز في فمه ويبدأ في لعب دوره فيستمتع الصغار بمغامرات الأراجوز وشقاوته أحيانا... ينظر الاراجوز إلى العروسة أوسة الجميلة ويحلم بالارتباط بها، لكنها تفضل الخيال شلال الفارس الذي يمتطي صهوة جواده الطائر ليأتي باللؤلؤ والمرجان الغالي ليقدمه لابيها كي يتزوجها ويهدي إليها فاكهة الصيف في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء في فصل الصيف... تسيل دموع الأراجوز جوز ويطأطئ الرأس لعدم فروسيته وعجزه عن الطيران لأنه لا يملك حصاناً طائراً كشلال، وتزيد العروسة أوسة من دلالها.

يمسح سيد ماريونيت دموعه ويواصل أداء الادوار فيصهل اذا ما تحدث الحصان الطائر ويقوى صوته مع شلال الفارس المغوار، ويتدلل بصوت أوسة العروسة، ويضع في فمه صفارة جوز الاراجوز ولا تعيره كريمة بنت توفيق حميدة أي اهتمام مع حبه الشديد لها.

كانت كريمة محط أنظار معظم شباب بر شجر اللبلاب ففاضلت كثيرا بين خطابها حتى تركها قطار الزواج فآثرت أن ترث مهنة أبيها توفيق حميدة أراجوز منطقة بر شجر اللبلاب والمناطق المجاورة، واحتالت ثانية على سيد ماريونيت بعد رحيل أبيها ولمحت له بموافقتها على الزواج منه بعد طول انتظار السيد لها ولأكثر من 20 عاما كان سيد في خدمتها وخدمة ابيها حتى ملّ الانتظار فغادر البر كله، ومع رحيل توفيق حميدة أرسلت كريمة في طلب سيد من كفر الكمايرة فعاد ليقوم بدور الاراجوز بدلا من أبيها.

يزدحم السامر بالصغار فيدفع الآباء على الرأس خمسمئة قطعة لتمتلئ جيوب الجميلة بالدنانير الكثيرة وتشتري منزلها الجديد وتقرر ألا يسكنها سيد ماريونيت... تنتظر كريمة عشر سنوات أخرى تفاضل فيها بين طالبي يدها وطالبي الدنانير التى تملكها والمنزل، ومازالت تنتظر فارسها الذي سيحملها فوق صهوة جواده ويهدي اليها فاكهة الشتاء في فصل الصيف وفاكهة الصيف في فصل الشتاء. يواصل سيد ماريونيت لعب ادواره الاربعة الاراجوز جوز والعروسة اوسة والخيال شلال وحصانة الطائر طيار ليسلي الصغار ويسترضي حبيبته عسى أن يلين قلبها للاراجوز جوز.

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلي

عضو اتحاد الكتاب

العدد 1116 - الأحد 25 سبتمبر 2005م الموافق 21 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً