زادت حوادث الساحة اللبنانية أمس في تعقيد الموقف السوري، إذ أكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن مشكلة حصلت بينه وبين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان رستم غزالة وذلك قبل تسعة أشهر من تعرضه لمحاولة اغتيال. وأضاف "أبلغت بعدها أنه حصل تحريك على الأرض ضدي". في حين أكدت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل السورية ديالا الحاج أن رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري، ديتليف ميليس لن يجد ما يدين دمشق.
بيروت، دمشق - وكالات
داهمت قوى الأمن اللبنانية أمس شركة "إم تي سي تاتش" للهواتف النقالة، واعتقلت ثمانية موظفين في إطار التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وقال مراسل "فرانس برس" إن عناصر من قوى الأمن الداخلي دخلوا مقر الشركة في محيط مرفأ بيروت، فيما ضرب عناصر آخرون طوقا أمنيا حول المبنى مانعين الدخول إليه والخروج منه. وأضاف أن الشرطة اقتادت ثمانية موظفين هم ستة رجال وامرأتان. وأوضح مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة في بيروت نجيب فريجي أن القضاء اللبناني أمر بدهم المبنى المذكور بمعرفة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. وأشار إلى أن "نتائج عملية الدهم ستوضع في تصرف التحقيق الدولي". إلى ذلك، كشفت صحيفة "النهار" اللبنانية أن قاضي التحقيق العدلى الياس عيد تسلم من رئيس "لجنة الحريري"، ديتليف ميليس مجموعة من الأوراق والمستندات الخاصة بالتحقيقات التي أجرتها اللجنة. وأوضحت أن هذه المستندات تشتمل على نحو ثلاثة آلاف ورقة تم وضعها في صندوقين تضم مستندات باللغة الإنجليزية من ملف التحقيقات التي باشرتها اللجنة، مشيرة إلى أنه وضعت عبارة "للترجمة" بالعربية على أحد الصندوقين. وفي دمشق، قالت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل ديالا الحاج إن "تقرير ميليس لن يجد أي دليل على تورط أمنيين سوريين في عملية اغتيال الحريري". ودعت إلى أن يكون تقرير ميليس قضائيا وليس سياسيا. وعلى صعيد متصل، أكد وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن مشكلة حصلت بينه وبين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان رستم غزالة وذلك قبل تسعة أشهر من تعرضه لمحاولة اغتيال. وقال المر - الذي كان وزيرا للداخلية أثناء حصول المشكلة مع غزالة - في برنامج بثته المؤسسة اللبنانية للإرسال "حصلت مشكلة بيني غزالة يوم اكتشاف شبكة إرهابية تحضر لعمل ضد السفارة الإيطالية". وأضاف "حصل آنذاك كلام بيني وبين رستم غزالة على الهاتف عقب اتصال أجراه غزالة مع قائد الدرك سعيد عيد وأسمعه فيه كلاما غير لائق يخصني، اتصلت بغزالة على الأثر واتخذت الموقف اللازم لأنني اعتبرت انه لا يحق لأي ضابط غير لبناني أن يتدخل مع ضابط لبناني بأية طريقة". وقال الوزير "أبلغت بعدها انه حصل تحريك على الأرض ضدي". في وقت أعلنت فيه فرنسا أنها ستدرس "بروح من الصداقة والتعاون" الطلبات التي سيقدمها لبنان إليها في مجال التعاون لضمان أمنه
العدد 1118 - الثلثاء 27 سبتمبر 2005م الموافق 23 شعبان 1426هـ