اعتبر النائب ومرشح الدائرة الأولى في محافظة العاصمة عادل العسومي أن دور النائب مكمل لدور الحكومة في خدمة المواطنين. وقال إن «الحكومة متعاونة وحريصة جدا على إنجاح التجربة النيابية»، وقال في لقاء صحافي مع «الوسط» إنه النائب الوحيد الذي يسكن في بيت والده، وقال «لا توجد لدي أي أملاك، وظروفي تشابه ظروف أي مواطن عادي في الحورة». وعن الجوائز التي أعلن أنها عبر يافطات إعلانية كبرى في الحورة أوضح العسومي أن «هذه الأعمال كنت أقوم بها قبل دخولي البرلمان وأهالي الدائرة هم أكثر الناس معرفة بها... والجوائز لا صلة لها بالانتخابات إطلاقاً». وقال إن خلافه مع العضو البلدي الحالي ليس خلافاً شخصيا، إنما خلاف يرتبط بمكتسبات وحقوق أهل المنطقة. وهنا الحوار:

الدائرة التي تمثلها حالياً تعتبر من أصغر الدوائر من حيث الكثافة الانتخابية (4279) فعلياً تشمل الحورة – القضيبية إذا ما قورنت بدوائر أخرى تزيد على 16 ألفاً. هل يساعدك ذلك في التواصل مع الأهالي وتبني قضاياهم وخصوصا في ظل تشكيك البعض بأنها دائرة خالية من المواطنين؟

- هذا الكلام غير صحيح... الدائرة تتساوى مع أغلب دوائر العاصمة من حيث الكثافة، وهي من الدوائر الفتية والمتجددة فعنصر الشباب يمثل فيها نسبة تتجاوز السبعين في المئة. والدائرة تشمل أحياء منطقتي الحورة والقضيبية وهي من المناطق العريقة وكان عبر التاريخ لها دور سياسي ووطني مشهود ولايزال وقد خرجت منها شخصيات وتيارات وقوى سياسية كان لها إسهام وطني مميز. الدائرة ليست اقل من غيرها من الدوائر من حيث الكثافة، وهي من الدوائر الصعبة التي لا توجد بها غلبة لتوجه سياسي معين إنما هناك تيار عريض يتقاسم مشتركات ويمثل كل التنوع الموجود.

ألاحظ أن مكتبكم النيابي يقع وسط الدائرة الأولى، كيف تقيِّمون تجربتكم في التواصل مع الأهالي؟

- مكتب عادل العسومي مفتوح طول الأسبوع لا يغلق تحت أي ظرف، المكتب يضم طاقما مكونا من سبعة موظفين اثنان منهم منتدبان، ويشهد المكتب حضورا يوميا لعشرات المراجعين من المواطنين، كما أنني أحرص على توفير خدمات لأهالي الدائرة خارج المكتب لعل ابرزها توفير مواصلات لخدمة كبار السن في المنطقة، لهذه الاعتبارات حرصت على أن أكون قريباً من الناس لتلمس احتياجاتهم وهموهم.

في هذا الإطار، ما أبرز ملامح برنامجك الانتخابي في الفترة المقبلة؟

- أقول بكل وضوح يهمني بالدرجة الأولى الوطن بكل قضاياه وهمومه، ولكني سأركز على الدائرة الأولى في العاصمة وهذا حق للأهالي عليَّ، سأركز على تقديم الخدمات والتواصل مع الناس فخدمتي لأنهم أهلي وأبناء منطقتي نشأت بين ظهرانيهم واشترك معهم في الهموم والمصير، أفتخر بعراقة هذه المنطقة لكني حريص على الحفاظ على هويتها البحرينية وعلى وجود أسرها العريقة وهو دور استشعره من خلال فهم دوري ومسئوليتي الوطنية والأخلاقية كنائب... أنا ضد الطائفية ومنطقتي تقدم نموذجاً حياً ورائعاً للتعايش بين الطائفتين الكريمتين والانصهار الجميل في روح وطنية وأخوية لا تستجيب للأصوات الطائفية النشاز ولا لدعوات الفتنة من الخارج.

سأركز في الفصل المقبل على الخدمات إضافة الى دوري الرقابي والتشريعي والمقترحات وسأجهد لتغطية كل الأمور والقضايا التي تهم المواطنين وتؤرقهم.

ألا تعتقد بأن الخلاف بينكم والعضو البلدي في الدائرة قد حدَّ من المكتسبات التي من الممكن حينها فيما كان هناك تنسيق مشترك على الصعيد النيابي والبلدي في خدمة الدائرة؟

- أولا خلافي مع العضو البلدي الحالي ليس خلافاً شخصياً، إنما خلاف يرتبط بمكتسبات وحقوق أهل المنطقة. فإذا جاءت تحركاته في إطار يصب في مصلحة الأهالي سأقف معه، وإذا حدث العكس فمسئوليتي تحتم علي الانحياز لمصالح الناس ومكتسباتهم. أنا أقسمت أن أدافع لحماية وتحقيق مصالح الشعب... فعندما رأيت موقف السيارات الوحيد بالقضيبية يتحول إلى مجمع تجاري بمقترح من العضو البلدي تحت مسمى مركز اجتماعي كان لي موقف واضح تجاه هذه المسألة، وإذا كان العضو البلدي يرغب في خدمة أهالي المنطقة فعليه أن يطور هذا الموقف لتتم الاستفادة منه بشكل أكبر. أنا تقدمت كنائب بمقترح لتحويل الحديقة الى مواقف سيارات متعدد الأدوار ووزارة البلديات تفضلت مشكورة بالموافقة على المقترح، لكن العضو البلدي الآن ينسب هذا الإنجاز لنفسه. وأنا أسأل رئيس مجلس بلدي العاصمة هل جاء هذا المقترح من مجلس النواب بمقترح العسومي أو بتحرك من المجلس البلدي وأتمنى أن يجيب؟

فالخلاف ليس شخصياً، وإذا كان تحرك العضو البلدي يأتي في إطار الحرص على مكتسبات وحقوق المواطنين فسيجد مني كل العدم والمساندة.

ملف «التبادل العقاري» وبيع الأراضي في الدائرة شكل إحدى نقاط الخلاف بينكم والعضو البلدي، ما هي مبراتكم في المضي فيه؟

- القصة أن هناك مساحة في الدائرة تمثل 5 في المئة من حجم الدائرة منعت الحكومة فيها التبادل العقاري والعضو البلدي لا يريد المنع، وأنا أسأل من الذي يستفيد من هدم البيوت وبناء عمارات محلها، أهالي الدائرة أم غيرهم؟ المستفيد حتما هو من خارج المنطقة، هو يريد رفع قرار المنع وأنا أحرص على بقاء المنع لأنه مرتبط بمشروع إسكاني مقبل تعتزم الحكومة تنفيذه وفي حال رفع المنع، فالبديل هو قيام عمارات لصالح متنفذين ولن يستفيد منها أهالي الدائرة.

«المنبر الإسلامي» دفع بمرشح بلدي بديل عن طارق الشيخ بالدائرة. في حال فوزكما هل سيترشح الخلاف للانتقال للدورة المقبلة أم ستسعون لترطيب العلاقة؟

- هذا الأمر متروك لهم، ولكني لا أعتقد بأن مرشح المنبر سيفوز.

إعلانات ضخمة للنائب عادل العسومي تحمل وعودا بـ100 جائزة إلكترونية وخمسين نقدية في بطولات العسومي. منظمات حقوقية تنظر بعدم ارتياح لهذه الإعلانات وتراها محاولة لشراء الأصوات بطريقة من هذه الإعلانات؟

- هذه الأعمال كنت أقوم بها قبل دخولي البرلمان وأهالي الدائرة هم أكثر الناس معرفة بها، والجوائز لا صلة لها بالانتخابات إطلاقاً. والعسومي ليس بحاجة لممارسات ملتوية لشراء الذمم والأصوات لكي يفوز في الانتخابات.

بمناسبة الفوز، كيف ترى حظوظك الانتخابية مع اقتراب موعد الاستحقاق؟

- حظوظي قوية جداً وسيكون الفوز ساحقاً وبنسبة تتجاوز 85 في المئة. أنا مطمئن جدا بالفوز وأقولها بكل صراحة إذا كانت نسبة الفوز 80 في المئة فقط فسأعتبر نفسي خسرت.

نفيت ما تردد على لسان العضو البلدي للدائرة طارق الشيخ من أنك طلبت من المنبر عدم ترشيح شخص في الانتخابات؟

- نعم، كلام العضو البلدي غير صحيح. وثقة عادل العسومي كبيرة بنفسه وفي حظوظه في الدائرة.

كانت هناك مبادرات من بعض النواب والشخصيات المقدرَّة. لماذا لم تفلح هذه المبادرات لمعالجة هذا الخلاف؟

- آخر هذه الوساطات قام بها قبل نحو أسبوع فضيلة الشيخ جعفر الجناحي لكن العضو نفسه رفضها. أنا لا أمانع بالصلح... غيري من يمانع.

قلت في واحدة من تصريحاتك «الجميع يعلم أن عادل العسومي لم يتمصلح لعضوية المجلس النيابي، وأساس وجودي بالمجلس هو خدمة المنطقة والوطن»، هل هذا يعني أن هناك من تمصلح بدخوله للبرلمان؟

- لا أريد أن اتهم أحداً، لكن الصحافة والناس تتحدث عن نواب اصبحوا بين عشية وضحاها من «أصحاب مهن» إلى «أصحاب عقارات» تدر الملايين، والكل يعرف أن الوظيفة المهنية لا تجلب الملايين.

أنا النائب الوحيد بالمناسبة الذي يسكن في بيت والده الذي لا تتجاوز مساحته أربعين في أربعين قدماً ويغص بسبعة وعشرين فردا، ولا توجد لدي أي أملاك، وظروفي تشابه ظروف أي مواطن عادي في الحورة.

البعض يتهمك بأنك تتحرك كـ «ثري متنفذ» أكثر منك نائبا حتى أن عضو المجلس البلدي يتهمك بأنك تتدخل في صلاحياته؟

- (يضحك)... الثري لا يسكن في بيت أبيه وعليه مستحقات في البنوك... كيف أكون ثرياً وأنا لا أملك منزلاً ولا أرضاً، أما بخصوص التدخل في صلاحيات العضو البلدي فأقول إن من حق العضو البلدي أن يقوم بواجبه في الخدمات البلدية، ولكن لا يوجد نص في القانون يحصر هذا الحق في العضو البلدي دون النائب... هناك اقتراحات قدمتها كتلة المنبر نفسها عبر نوابها في مجلس النواب تختص بالجانب البلدي... العضو النيابي لديه صلاحيات بلدية أكثر من العضو البلدي نفسه والدليل على ذلك أن النائب يستطيع اقتراح إنشاء الحدائق في أي منطقة، ولكن العضو البلدي لديه ذات الصلاحية في حدود دائرته فقط.

ولا يوجد أي نص دستوري يحصر الخدمات في اختصاصات المجلس البلدي، والعضو النيابي لديه صلاحيات الرقابة والتشريع.

البعض يعتبر قربك من الحكومة مأخذاً يوجهه ضدك؟

- النائب ليس شرطاً أن يكون عدواً أو بعيداً عن الحكومة حتى يكون نائباً نزيهاً أو مخلصاً، نحن كنواب مكملين للحكومة في خدمة المواطن والحكومة متعاونة جدا في إنجاح التجربة النيابية وحين أكون قريبا من الحكومة فهو عمل أقوم به لمصلحة الناس فالحكومة شريك معنا في حب البحرين ومصلحة البلد ورئيس الحكومة - وهذا مجاملة أو كلام مرسل - يتبع سياسة الباب المفتوح معي ومع غيري من النواب.

موقفك من كتلة المستقلين... أنت مؤسس الكتلة لكنك اول منسحب منها؟

- لقد حدثت ظروف في حينها وابتعدت لكننا سنحرص على تشكيل كتلة أخرى نأمل أن تكون افضل واكبر من حيث الحجم. لقد كانت التجربة وقتها حديثة والآن أصبحت لدينا خبرة متراكمة وفهم أكبر للعمل النيابي وسنستفيد من الدروس التي اعترضت طريقنا دون شك خلال الفترة المنصرمة.

ماذا بشأن توقعاتك للحراك النيابي في الفصل الثالث؟

- أتوقع أنه لن يختلف كثيراً عن 2006 إلا بوجود عدد أكبر للمستقلين والذي سوف يرتب حسابات أخرى تنعكس على تعامل الكتل الأخرى مع بعضها البعض. لكن الحراك وآلية العمل لن تختلف كثيراً عن الفصل التشريعي الثاني.

أتمنى في الفترة المقبلة ان نخرج بشيء يفيد المواطنين، وأرى أن دور المجلس هو في خدمة المواطنين والحصول على مكتسبات اكبر... الناس هم من يوصلونا إلى هذا المكان ولذلك يتعين علينا أن نكرس كل اهتمامنا بقضاياهم وهموم.

كلمة أخيرة...؟

- أشكر «الوسط» على حياديتها التي باتت محل فخر لجميع البحرينيين في تغطية الانتخابات فهي الصحيفة الرائدة التي ترفض استغلال الصحافة كمجال للتشهير والتسقيط وتصفية الحسابات الحزبية الضيقة وهو منهج التزمت به «الوسط» بكل مهنية وشرف.

هل تخشى من تجيير الدين؟

- لقد استخدم الدين في منطقتي ولم يأت بأي مردود. أنا لست قلقا من هذا الأمر، لأني خدمت المؤسسات الدينية اكثر من غيري أنا لست طارئاً على العمل الخيري والتطوعي والاجتماعي ومساعدة الناس هي جزء من رسالة الدين. أنا أعول على وعي المواطن في اختيار المرشح الأفضل والأكفأ والأصلح لهذا الموقع. وأقولها ربما لأول مرة إنني أحظى بدعم التيار السلفي في المنطقة ومشايخ التيار وعلمائه أعرف بي من غيرهم.