انقسامات في الوطن العربي من أجل الديمقراطية

قبل البدء بالكتابة حول ما يجري على الساحة العربية والمحلية البحرينية بصورة خاصة أود ان اذكر أبياتا شعرية حساسة بالمناسبة للشاعر المرحوم احمد الصافي النجفي كانت قد انطبعت في ذهني قبل 30 عاماً وقد قرأها لي رجل دين سوري في دمشق.

محمد هل لهذا جئت تسعى

وهل إليك ينتمي الرعاع

أإسلام وتهزمهم يهود

ٌأسودٌ كيف تأكلهم ضباع

أقمت لهم منار الحق لكـــن

أضاعوا مجدك السامي فضاعوا

المراقب لما يجري في الساحة العربية من تجاذبات ومشاجرات وشحن طائفي يصرح به شخص من هنا وآخر من هناك، يأتي رجل أنوك فيسب صحابة الرسول (ص) ثم سلفي متعصب يشتم شيعيا فيشغلون بأنفسهم في القضايا الهامشية متجاهلين قضاياهم المحورية، (كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم جوابا!) ماذا جنى هذا وذاك غير الشحن الطائفي والمذهبي والمهاترات الطائفية والمذهبية إذ هما معولان حادان وخطيران لهدم الكيان الإسلامي والعربي في آن.

لم نتمكن من حل أي مشكلة اجتماعية او اقتصادية، بهذا يقول القرآن الكريم «وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا» (16 الجن) «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من والٍ» (11 الرعد).

الاستقامة غابت عن أبصارنا وأخذنا منحى آخر في جميع معاملاتنا وسلوكياتنا اليومية، فتبنينا ديمقراطية من هنا وليبرالية وعلمانية من هناك وهلم جرا، كان النجفي متألما من وضع أمته التي أضاعت الطريق، أضاعوا الأثر، أضاعوا السناء، أضاعوا الفكر، أضاعوا شريعة خير البشر، عندما أضعنا كل هذه المثل العليا مما جاء بها الرسول الأعظم (ص) قال تعالى «فأذنوا بحرب من الله ورسوله».

في خضم الانتخابات النيابية في البحرين العزيزة تتصاعد التوترات والتشنجات والتوترات والمهاترات في كل مكان من اجل سراب يحسبه الظمآن ماء، نشاهد الشوارع والأزقة مليئة بالصور والشعارات الجذابة، هنا عقال وربطة عنق وهذه عمة رجل دين، وهنا امرأة تنادى بالحرية والمساواة والجميع يطالب بتطبيق الديمقراطية ظنا منهم بحل جميع المشاكل والإشكاليات، ويرغد الشعب في عيش هنيء ويسود العدل.

السؤال من أنت أيها المتحمس للترشيح؟ كيف تأخذ على عاتقك مسئولية خلق الله؟ هلا بدأت بنفسك وأخليت نفسك من المشاكل وبعض السلبيات حتى تأتي لغيرك او لغاية في نفس يعقوب قضاها، يا أخي المرشح اعلم ان الديمقراطية بمفهومها العملي الاجراءاتي تعني الانتخاب بالاقتراع السري لاختيار الحاكم او ممثل الشعب في البرلمان او ممثل في المجالس المحلية البلدية، لاتخاذ قرارات مهمة ومصيرية تتعلق بمستقبل الأمة وهذه القرارات فيها الحلال والحرام والمتشابه والمكروه فهل أخذت كل هذا بعين الاعتبار والتأمل والدراسة ووضعت نصب عينيك الآية الكريمة «وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب» (الشورى 10).

يقول النحاة ما اسم شرط جازم والفاء واقعة في جواب الشرط وفي آية ثانية «فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول» ان الدين هو الإسلام لا غيره لا ديمقراطية، وأمور الشرائع إنما تتلقى من دين الله.

من هنا نستنتج ان الديمقراطية هي في محصلتها عمل حسابي، تفرز بواسطته أصوات الناخبين بمعدل صوت واحد لكل ناخب استكمل شرطي السن والتمييز بغض النظر عن عقيدته، علمه، نزاهته او دينه وغيرها من الهدايا كالثلاجات والتلفزيونات. وغيرها من الهداية الثمينة وهنا مقتل الديمقراطية التي لم تفلح منذ القدم حتى اليوم في تحقيق الحلم الذي يراود الإنسان طويلا ليسود فيها العدل ويبدأ الإنسان التاريخ الحقيقي له.

ان هذه الديمقراطيات وخصوصا في الوطن العربي لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يحقق الحلم، بل بالعكس زادت الطين بلة، وأوصلت الى مراكز القرار من هم غير جديرين بذلك، وقد وصلوا لأنهم قادرون على الشراء والتضليل او الغش والتزوير ومن ثم يقررون مصير الفقراء والعمال والضعفاء من أبناء الوطن ولم يعتبروا بحكم الله ولا يكترثون بعقابه والهم الأبهة وجمع المال كله على حساب الضعفاء، عجيب من هذا النفر من المرشحين من يسمع من خلال خطب الجمعة والحسينيات والأندية من قول الإمام علي (ع) «والله لان أبيت على حسك السعدان مسهدا او اجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من ان ألقى الله ورسوله وأنا ظالم العباد».

سمعت محاضرة الى السيدمنير الخباز يقول «إذا صادق او وافق نائب ما على قانون وهو ليس أهلا له في معرفة الحلال والحرام وفيه ظلم لعباده فهذا النائب يتحمل تبعية ظلم الإنسان المسلم من يوم المصادقة حتى نقضه وجميع الأجيال التي لحقها هذا الحيث من جراء هذا القانون (10 سنوات او 100) هذه الأجيال تطالب النائب يوم يلقى الله».

كما أجاد ووضع النقاط على الحروف بالنسبة لمسئولية النائب اسعد السحمراني، أستاذ العقائد والأديان في جامعة الإمام الاوزاعي وعضو مجمع التقريب بين المذاهب، بيروت وعضو في ديوان العرب ضمن برنامج الكلمة الطيبة بثته قناة المنار قبل سنتين تقريبا.

ولقد ثبت فعلا ان النواب في الحكومات الدارجة لا يلتزمون بشيء بما يرونه مصلحة لناخبيهم فقط، يضعون القوانين على حسب أهوائهم وحتى إن باينت الشرع والعقل، أما في الحكومة الإسلامية لا يحق لأحد وإن بلغ ما بلغ من العلم والثقافة والقدرة ان يشرع حكما او يبدع قانونا بارتجال (راجع الفقه الدستوري عند الإمام النائيني) قال تعالى «ان الحكم إلا لله» (57 ) سورة الأنعام «وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم» (المائدة 49 ) في آية كريمة أخرى «يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب» يعني لا تمل مع ما تشتهي إذا خالف أمر الله تعالى فتحيد عن الحق وتزيغ عن الصراط المستقيم، إذن مرحلة التشريع هذه حق الله الذي يملك البلاد والعباد ويطلع على مصالحهم ومفاسدهم ومضارهم ومنافعهم ولا يشاركه في ذلك احد من خلقه، لكي لا تخلو الساحة من نائب او ممثل، ذكر النائيني «في تنبيه الأمة وتنزيه الملة» اشترك قائلا يعتبر في الناخب البلوغ والعقل و(الرشد الفكري) بحيث تمكنه من تشخيص الأصلح لتحمل هذه المسئولية الخطيرة المتعلقة بمصالح الأمة، وتابع قائلا والمنتخب لابد ان يكون بالغا، وعاقلا ومتدينا، وورعا، وعالما بزمانه ومطلعا على حاجات الأمة وشجاعا، وقادرا على اخذ التصميم والقرار، أين يا ترى نوابنا المتقدمين للترشيح من هذه المثل العليا، هل راجعوا أنفسهم ووضعوا أنفسهم على هذه المعايير الإسلامية لأنهم كل يدعي انه ينتمي الى الكتلة والجمعية الإسلامية والمرجع الديني والقيادة وغير ذلك من هذا الكلام؟

علوي محسن الخباز

أركان الكعبة المشرفة ومعالمها

شرف الكعبة وكرامتها: عظّم الله سبحانه الكعبة وشرّفها وكرّمها، ولم يخلق بقعة من الأرض أحب إليه منها، فجعل أصلها من الجنة، وقواعدها من الجنة، وأركانها أصلاً طيباً عند الله. يقول الإمام الباقر (ع): (النظر إليها عبادة، وما خلق الله بقعةً من الأرض أحبّ إليه منها، ــ ثمّ أهوى بيده إلى الكعبة ــ ولا أكرم عليه منها، ولها حرّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض، ثلاثة أشهر متوالية وشهر مفرد للعمرة).

وقد ورد في شرفها أن الله سبحانه قد جعلها بحذاء البيت المعمور، والذي هو بحذاء العرش، وجعلها مطافاً وملاذاً لخلقه من البشر، كما جعل البيت المعمور مطافاً وملاذاً لخلقه من الملائكة. فقد سئل الإمام الصادق (ع): لِمَ سمّيت الكعبة؟ قال (ع): لأنّها مربّعة، فقيل له: ولِمَ صارت مربّعة؟ قال(ع): لأنّها بحذاء البيت المعمور وهو مربّع، فقيل له: ولِمَ صار البيت المعمور مربّعاً؟ قال (ع): لأنه بحذاء العرش وهو مربع، فقيل له: ولِمَ صار العرش مربعاً؟ قال (ع): لأنّ الكلمات التي بُني عليها الإسلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر).

والكعبة المشرفة هي مركز الأرض، ومن تلك البقعة المباركة انبثقت الأرض ودحيت. فعن الإمام الصادق (ع) قال: (إن الله تبارك وتعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة).

من أهم أجزاء الكعبة المشرفة هي: الحجر الأسود: وروي عن النبي (ص) (أنه إنما يقبل الحجر ويستلم ليؤدي إلى الله العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق، وإنما يستلم الحجر لأن مواثيق الخلائق فيه، وكان أشد بياضاً من اللبن فأسود من خطايا بني آدم، ولولا ما مسّه من أرجاس الجاهلية ما مسّه ذو عاهة إلا برئ).

وقال رسول الله (ص): (استلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل، يشهد لمن استلمه بالموافاة).

ويستحب أن يستلم الحجر الأسود، أو يشير إليه إذا منعه الزحام من الاستلام ويقول: (اللَّهُمَّ أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ. اللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ وَعَلى‏ سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاتِ وَالْعُزّى‏ وَعِبَادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعى‏ مِنْ دُونِ اللَّهِ)

الركن العراقي:

سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق، ويسمى هذا الركن أيضاً بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب الكعبة.

ويستحب أن يقول عند الركن العراقي: (اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في المال والأهل والولد).

الركن الشامي: سمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب، وقد جاء في شرفه أنه البقعة التي تهبّ من الرياح، فقد سُئل أبو عبدالله (ع): من أين تهب الريح؟ فقال: إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي، فإذا أراد الله عزوجل أن يخرج منها شيئاً أخرجه، أما جنوب فجنوب وأما شمال فشمال وصبا فصبا ودبور فدبور، ثم قال: من آية ذلك أنك لاتزال ترى هذا الركن متحركاً أبداً في الشتاء والصيف والليل والنهار، وكلّ ريح تهبّ في الدّنيا فإنّها تخرج من تحت الركن الشامي).

الركن اليماني: عن أبي عبد الله (ع) قال: إنّ ملكاً موكلاً بالركن اليماني منذ خلق الله السماوات والأرضيين، ليس له هجّير إلا التأمين على دعائكم، فلينظر عبد بما يدعو. فقيل له: ما الهجيّر؟ فقال (ع): كلام من كلام العرب، أي ليس له عمل غير ذلك).

وعنه (ع) قال: (الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه إلى الجنة).

ويستحب أن يدعو عند الركن اليماني فيقول: (يا الله يا ولي العافية، وخالق العافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية، والمنّان بالعافية، والمتفضّل بالعافية عليَّ وعلى جميع خلقك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صلِّ على محمد وآل محمد وارزقنا العافية، ودوام العافية، وتمام العافية، وشكر العافية، في الدنيا والآخرة، يا أرحم الرحمين).

الحطيم: عن معاوية بن عمار قال: (سألت أبا عبدالله (ع)عن الحطيم؟ فقال: ما بين الحجر الأسود وبين الباب، وسألته: لم سمِّي الحطيم؟ فقال: لأن الناس يحطم بعضهم بعضاً هناك).

وقال (ع): (إن تهيأ لك أن تصلي صلاتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم فافعل، فإنه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين باب البيت والحجر الأسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم).

باب الكعبة: عن الصادق (ع): (كلما انتهيت إلى باب الكعبة فصلِّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم).

وعنه (ع): (فإذا بلغت باب البيت فقل: سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدّق عليه بالجنة، اللّهم البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك المستجير بك من النّار، فاعتقني ووالديّ وأهلي وإخواني المؤمنين من النّار، يا جواد يا كريم).

المستجار: ويسمى في الأخبار الملتزم، وهو المكان الذي انشق لفاطمة بنت أسد عليها السلام ودخلت منه إلى البيت عندما أرادت أن تلد أمير المؤمنين علي عليه السلام، ولعل تسميته بالمستجار لأنه يجير من يستجير به، كما حدث لفاطمة بنت أسد (ع) حين استجارت بالله عنده فانشق الحائط لها، وكما استجار به آدم فأجاره فاستجاب الله له.

عن أبو عبد الله (ع): إنّ آدم (ع) لما طاف بالبيت فانتهى إلى الملتزم فقال جبرائيل (ع): أقر لربك بذنوبك في هذا المكان, فوقف آدم (ع) وقال: يا رب إن لكل عامل أجراً ولقد عملت فما أجري؟ فأوحى الله تعالى إليه يا آدم من جاء من ذريتك إلى هذا المكان فأقرّ بذنوبه غفرت له).

وإنما يسمى(الملتزم) لما ورد من أن الله تعالى التزم أن يغفر ذنوب من أقر له بذنوبه في هذه البقعة المباركة، ويقع مقابل باب الكعبة من الجهة الخلفية.

وجاء عن أمير المؤمنين (ع): (أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم وما لم تحفظوا فقولوا: (وما حفظته علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا) فإن من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعدّه وذكره واستغفر الله منه كان حقاً على الله عز وجل أن يغفره له).

وكان الإمام علي بن الحسين (ع) إذا أتى الملتزم قال: (اللهم إن عندي أفواجاً من ذنوب وأفواجاً من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه إذ (قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) استجب لي وافعل بي...).

الميزاب:عن ابن عباس قال: (صلوا في مصلى الأخيار واشربوا من شراب الأبرار. قيل ما مصلى الأخيار؟ قال تحت الميزاب. وقيل ما شراب الأبرار؟ قال ماء زمزم).

وقال الإمام الباقر (ع): (إذا نظرت إلى الميزاب تقول: اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عنّي شرَّ فسقة الجن والإنس، وأدخلني الجنة برحمتك).

حجر إسماعيل: عن أبي عبد الله (ع) قال: (الحجر بيت إسماعيل، وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل).

وعن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحِجْر أمن البيت هو أو فيه شيء من البيت؟ فقال: لا ولا قلامة ظفر. ولكن إسماعيل دفن أمه فيه فكَرِهَ أن تُوطأ فحجر عليه حجراً، وفيه قبور أنبياء).

الشاذروان: هو البناء المسنم بأسفل الكعبة مما يلي أرض المطاف ماعدا جهة الحطيم، فإنَّ العتبة التي فيه من أصل الكعبة وليس بشاذروان .وهي مرتفعة عن الأرض نحو 13 سم وبعرض 45 سم.

وحقيقة الشاذروان أنه من أصل جدار الكعبة حينما كانت على قواعد إبراهيم (ع) وأنقصته قريش عن عرض أساس جدار الكعبة بسبب نقص النفقة لبناء الكعبة.

مقام إبراهيم: وهو عبارة عن الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم الخليل (ع) لبناء البيت الحرام لما ارتفع جداره، وقد وقف عليه حين أذن للناس بالحج، ولقد كان من معجزات إبراهيم (ع) أن صار الحجر تحت قدميه رطباً فغاصت فيه قدماه.

قال رسول اللّه (ص): (الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس اللّه تبارك وتعالى نورهما، لولا ذلك لأضاءتا من بين المشرق والمغرب).

وعن أبي عبد اللّه (ع) قال: (لمّا أوحى اللّه عز وجل إلى إبراهيم (ع): أن أذن في الناس بالحج، أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام، فوضعه بحذاء البيت لاصقاً بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم، ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره اللّه تعالى به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيم (ع ) رجليه من الحجر قلعاً).

سميرة الأدرج

يا يبـه ليت تشوف حالي

يايبه ليتك حيّ وتشوف حالي

تشوف وش هو صار من بعد فرقاك

صار الوطن بعدك من الناس خالي

صار... (الوطن غربه) بعد مافقدناك

يايبه أنا بعدّك ساهرة الليالي

مقهورة من دنيّاي منّا...ومنّاك !

حدتني الدنيا وأنا راس مالي

إني ...عزيزة نفس. مثلك وشرواك

مافيه شيٍ في حياتي صفالي

حتى الورود إن جنيتها صارت أشواك

أطيح واحمولي عليّه إثقالي

وأتخيلك مديت لي كف يمناك

بعدّك ولامرة ترى ارتاح بالي

أصفّق على كفي ندم واتحراك

من ضيقتي ياكّم أصّدق خيالي

وأقوم أدوّر عنّك وآقول بلقاك

أضيع بالعالم وهمي سؤالي ؟

هو أنت ؟ وينك ؟ ليش ماعاد شفناك ؟

أدري لو إنك حي ياعز غالي

يمديك... تفزع قبل... ماجيك وانخاك !

ويا ويلي، ياحالي وماهو جرالي

وياويلي، ياقلبٍ تعذب في طرياك

ويا ويلي، يابويّة من اول وتالي

لا... والله... أول... كان... ينجيني دعاك

واليوم من بعدك وش اللي بقالي

غير إني أدعي ربي يغفر خطاياك

يالله حطّه وسط منزال عالي

في جنة الفردوس يارب الافلاك

واغفر ذنوبه ياعزيز الجلالِ

واشرح لي صدرٍ ضاق من جّور دنياك

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك!

سأمشي على غيوم السماء

لأجد الغيمة التي أبكي عليها

سأجلسُ وحدي ألحن الأحزان

سأشكو حالي للنجوم المضيئة

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك

@@@

أقفُ فوق غيمة الذكريات

أسافر وبقلبي تاركاً أعبائي

أرى الأمطار تبكي دموعي

أرى الرعود تأنُّ إلى حالي

أرى الثلج يتألم في سقوطه

يأخذني هواء السنين لهواك

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك!

@@@

أرى مساحات البحار أمامي

الأشجار الخضراء الجميلة

العشاق تلتقي مع عشاقها

الأغاني تغازل إحساس القلوب

أرى الجميع إلا أنت لا أراك

فوق غيمة الحزن أبكي

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك!

@@@

وحدي بقيتُ أسقي الأشجار

أشاهد العصافير وهي تغرد

القطط تبحث عن طعامها

أتمشى بين الناس لا أراك

أتكلم وحدي أهلوس وحدي

إلى متى سأبكي دون توقف

هل أنت هنا معي أم أنت هناك

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك!

@@@

لاحظتُ شيئاً واحداً حين تركتني

اكتشفتُ حقيقةً أيقظتني هنا

قلبي حين كان معكَ لم يتوقف

عندما ذهبت توقفت دون قلب

حاولت إنقاذ نفسي لعلي أحيا

أخدت من القلوب أدويةً تشفيني

لكنها لم تستطع إخفاء مكانك

فقلبي كان في قلبك ومات فيه

فهل ستعود لي هنا من هناك

هل سأجدك هنا القريب من هناك

أنا هنا فهل أنت هنا أم هناك!

ميرزا إبراهيم سرور

ريم

ريم.. قطتها مفقودة

ريم.. تحلم بمنزل من خشب

ولا تريد رصاصة

ولا حمامة السلام

ريم.. تريد من يسمعها

ويحمل همومها

لا تريد شيئاً آخر

ريم.. تريد أن تنام في غرفتها المفقودة

بجانب جبل السيحة

ريم.. تريد قصصاً جميلة a

تحكي بطولة الآباء والأجداد

ريم.. تحلم بمعطف دافئ من حرير

وسرير من خشب الصندل

ومنزل يؤويها

ريم إنسانة مسحوقة

ريم ماضٍ حقيقي

وحاضر معتمد

ريم أنشودة مفقودة في كل المكتبات

ريم.. صراع بقاء

للاحرار

اين ريم في قضبان الحديد

صالح ناصر طوق