العدد 2979 - الإثنين 01 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي القعدة 1431هـ

هزيمة شبه مؤكدة تنتظر الديمقراطيين في الكونغرس

أوباما ونائب الرئيس جوزيف بايدن  في جامعة  كليفلاند في ولاية أوهايو (رويترز)
أوباما ونائب الرئيس جوزيف بايدن في جامعة كليفلاند في ولاية أوهايو (رويترز)

يبدو من شبه المؤكد أن الناخبين الأميركيين المحبطين من تعثر الاقتصاد سيقدمون طبق الفوز في انتخابات منتصف الولاية التشريعية المقررة اليوم (الثلثاء) إلى الجمهوريين بسبب استيائهم من الديمقراطيين بعد عامين فقط من تسلم الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما زمام الحكم ووعده بالتغيير.

وأظهرت الاستطلاعات أن الجمهوريين سيفوزون بالغالبية في مجلس النواب لينهوا هيمنة الديمقراطيين على الكونغرس ما سيقسم السلطة في واشنطن ويضع الصعوبات في طريق مساعي أوباما لإعادة انتخابه في 2012.

ويتوعد الجمهوريون الذين حفزتهم حركة «حزب الشاي» المحافظة المتشددة، بإلغاء الإصلاحات الكبيرة التي أدخلها أوباما على القطاع الصحي، كما يتعهدون بخفض الموازنة وتخفيض الضرائب وهي إجراءات يقولون إنها ستخفض العجز في الموازنة وتحفز النمو الاقتصادي.

وتأتي المنافسة على جميع مقاعد مجلس النواب الـ435 و37 مقعداً في مجلس الشيوخ مع تضاؤل الأمل الذي أطلقه أوباما العام 2008 ومع خفوت التفاؤل الذي يميز الولايات المتحدة.

وقال المرجح أن يصبح رئيساً لمجلس النواب في حال فوز الجمهوريين، جون بوينر «لقد جربنا طريقة الرئيس أوباما، وجربنا طريقة واشنطن. ولم تفلح. حان الوقت أن نعيد الأشخاص (المناسبين) إلى السلطة».

ورغم أن الرئيس الجمهوري، جورج بوش كان في السلطة عند انهيار الاقتصاد في 2008، إلا أن بوينر يلقي اللوم على أوباما في وصول نسبة البطالة إلى9,6 في المئة بسبب بطء الانتعاش.

إلا أن أوباما حرص على تذكير الناخبين بمسئولية بوش في دفع الاقتصاد الأميركي إلى الهاوية، وقال إن إدارته الديمقراطية الحالية تمكنت من الحيلولة دون حدوث ركود كبير ثان، مؤكداً أن سياساته أعادت الولايات المتحدة إلى طريق الازدهار.

وقال إن الجمهوريين في حال فازوا سيعيدون الهيمنة إلى شركات التأمين الصحي المفترسة وبارونات بطاقات التأمين والتمويل حيث سيلغون إصلاحات الرعاية الصحية والسوق المالي التي أدخلها أثناء رئاسته.

وصرح أوباما للصحافيين في شيكاغو «يغمرني شعور رائع ... ستكون المنافسة حادة. وهذه انتخابات حاسمة ... ومن الواضح أن الجانب الآخر متحمس. وعلينا أن نضمن أن يكون جانبنا متحمس كذلك».

وتتوقع الاستطلاعات أن يحصل الجمهوريون على ما بين 45 و70 مقعداً، أي أكثر من الـ 39 مقعداً التي يحتاجونها للحصول على الغالبية، وذلك بعد الخسائر الهائلة التي منيوا بها في عامي 2006 و2008.

وفي حال سيطرتهم على مجلس النواب سيتمكن الجمهوريون من إحباط خطط أوباما الطموحة لمعالجة الاحتباس الحراري وإصلاحات الهجرة، والسيطرة على لجان يمكن أن تطلق تحقيقات في سلوك البيت الأبيض قد تلحق الضرر بالإدارة الديمقراطية.

ولا تزال الصورة في مجلس الشيوخ غير واضحة رغم أنه من شبه المؤكد أن لا يحصل الجمهوريون على المقاعد العشرة التي يحتاجونها للسيطرة على المجلس بشكل تام.

وفي حال مني الديمقراطيون بخسارة جسيمة اليوم، فإن ذلك سيجبر أوباما على مراجعة الذات.

وقد يسعى إلى الوصول إلى اتفاق مشترك مع الجمهوريين الذين قالوا إن أولويتهم الرئيسية هي حرمانه من الفوز بولاية ثانية.

ولكن قد يختار أوباما أن يصمد في مكانه معتمداً على حق الفيتو الذي يملكه.

وفي تنافس محتدم على مقاعد مجلس الشيوخ يخوض الديمقراطيون معركة حامية ضد المد الجمهوري في ولايات كاليفورنيا وكولورادو وأهايو وبنسلفانيا ويسنكسون وإيلينوي.

وقد يكون الضحية الكبرى رئيس الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، سناتور نيفادا، هاري ريد، الذي أظهرت استطلاعات الرأي تأخره عن شارون إينجل المفضلة لدى حزب الشاي والتي تعارض ما يصفه الجمهوريون بالأجندة الليبرالية لأوباما.

وتظهر غالبية استطلاعات الرأي أن الناخبين يفضلون الجمهوريين. وبحسب الاستطلاع الذي أجري لحساب شبكة «إن بي سي نيوز» و»وول ستريت جورنال» فإن 49 في المئة من الناخبين يفضلون أن يسيطر الجمهوريون على الكونغرس و43 في المئة يؤيدون سيطرة الديمقراطيين.

ولكن تظهر الاستطلاعات أن توجه الناخبين نحو الجمهوريين ليس بسبب حبهم المفاجئ لهم وإنما بسبب رغبتهم في معاقبة الحزب الحاكم.

وفي استطلاع أجرته مؤخراً شبكة «ايه بي سي نيوز» الإخبارية وصحيفة «واشنطن بوست»، قال 67 في المئة من الناخبين إنهم غير راضين عن أداء النواب الجمهوريين مقارنة مع 61 في المئة أعربوا عن استيائهم لأداء النواب الديمقراطيين.

ورغم عامين قاتمين من مكافحة الركود الاقتصادي لا يزال أوباما يحظى بشعبية واسعة مع أن شعبيته هبطت كثيراً من المعدلات الكبيرة التي كانت وصلت إليها سابقاً.

ومن المرجح أن تعتمد نتائج انتخابات اليوم على نسبة مشاركة الناخبين. وقد أبدى الجمهوريون حماساً كبيراً للمشاركة في الانتخابات هذا العام.

وتاريخياً شهد الرؤساء الأميركيون أثناء توليهم الرئاسة خسارة حزبهم مقاعد في الانتخابات النصفية رغم أن جورج بوش كسر تلك القاعدة في 2002، كما أن الانتخابات النصفية تعد مؤشراً ضعيفاً على فرص الرئيس في إعادة انتخابه.

العدد 2979 - الإثنين 01 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً