العدد 2427 - الثلثاء 28 أبريل 2009م الموافق 03 جمادى الأولى 1430هـ

العلوي يفتتح ندوة «مخاطر العمل في الارتفاعات»

التطور العمراني والبناء العمودي رفعا نسبة ضحايا الحوادث المهنية

افتتح وزير العمل مجيد محسن العلوي صباح أمس (الثلثاء) ندوة مخاطر العمل في الارتفاعات التي نظمتها الوزارة بمركز البحرين للمؤتمرات بفندق كراون بلازا بمشاركة 370 من المعنيين بالسلامة والصحة المهنية في المنشآت وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم السلامة العالمي.

وقال العلوي في كلمة له ان اختيار موضوع الندوة «العمل في الارتفاعات» جاء نتيجة للدراسات الإحصائية وتحليل الأسباب المؤدية إلى الحوادث والإصابات المهنية الجسيمة في مختلف مواقع العمل الإنشائية، الأمر الذي حدا بالوزارة إلى السعي الجاد للحد من هذه الحوادث تحقيقا للأهداف الاستراتيجية الرامية إلى الارتقاء بالسلامة والصحة المهنية والوقاية والحماية من مخاطر العمل المختلفة.

وذكر ان النمو والتطور العمراني الذي شهدته البحرين خلال السنوات القليلة الماضية ساهم بشكل كبير في زيادة عدد الحوادث المهنية وضحاياها لتصل نسبتها في قطاع الإنشاءات إلى أكثر من 56 في المئة من مجمل الحوادث المهنية التي تم التحقيق فيها خلال الأعوام السابقة. كما أن انتشار واتساع البناء العمودي الذي امتد إلى ارتفاعات شاهقة جدا أدى إلى تصاعد معدلات حوادث سقوط العمال من الارتفاعات، وانهيار السقالات، وسقوط المواد والأجسام، وخاصة مع غياب الوعي بمخاطر العمل في الارتفاعات وسبل الوقاية منها.

وتابع «نظرا لمحدودية المعرفة والاطلاع والخبرة بمتطلبات السلامة المهنية في مواقع العمل الإنشائية لدى الكثير من المقاولين في قطاع الإنشاءات بمختلف فئاتهم، فقد عملت الوزارة على نشر ثقافة السلامة ورفع مستوى الوعي الوقائي بأهمية السلامة في مواقع العمل بشتى الوسائل، لما لها من انعكاسات على البعد النفسي والإنساني للعامل ومن ثم معدلات النمو العمراني والاقتصادي».

وأوضح الوزير انه على رغم أهمية الوعي والاهتمام الكبير من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية للنهوض بالسلامة والصحة المهنية، فإنه مازالت مسألة السلامة والصحة بحاجة الى وضعها على قائمة أولويات البعض من أصحاب الأعمال في مختلف القطاعات الصناعية، تفاديا لما قد تتسبب به الظروف السيئة لمواقع العمل من تأثير سلبي على الإنتاجية واضطراب علاقات العمل، فضلا عما تخلفه من حوادث وخسائر مادية جسيمة.

وأكد العلوي أهمية التواصل مع المعنيين بواقع السلامة، منوها بدورهم ودعمهم لتطوير السلامة والصحة المهنية من أجل تحقيق الاستقرار النفسي والمهني للعمال في مواقع العمل، وللحد من وقوع المزيد من الحوادث المهنية، مشيرا إلى ان وزارة العمل تسعى من خلال اللجنة العليا للسلامة والصحة المهنية إلى تحقيق إنجازات وطنية رائدة في مجال السلامة والصحة المهنية تتمثل في مجموعة من المشاريع على الصعيد التشريعي والتقني وتصديق الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، حيث يجري الآن الانتهاء من الخطوات الأخيرة للتصديق على الاتفاقية رقم (155) بشأن السلامة والصحة المهنيتين في بيئة العمل. كما تقوم اللجنة العليا حاليا بدراسة التصديق على الاتفاقية رقم (167) بشأن السلامة والصحة المهنية في أعمال البناء، لما لها من آثار واضحة في الحد من انعكاسات المخاطر التي ينطوي عليها العمل في المواقع الإنشائية إلى أقصى حد ممكن. كما تقوم اللجنة بشكل متواز بمراجعة وتطوير التشريعات الوطنية بما يتناسب ومتطلبات العصر لضمان بيئة عمل آمنة.

ودعا وزير العمل بهذه المناسبة ممثلي المنشآت المشاركة للمبادرة وإجراء دراسة شاملة من خلال تقييم الإحصاءات الناتجة عن الحوادث المهنية ووضع الخطوات السليمة لتعزيز ونشر ثقافة السلامة المهنية بين العاملين لديها، وتشكيل لجان السلامة وتفعيل دورها في مواقع العمل، إلى جانب دعم مسئولي ومشرفي السلامة والتعاون الفعال معهم، والحرص على التحاقهم بالبرامج والدراسات التي تطرحها العديد من المعاهد والمؤسسات التدريبية المتخصصة في مجال السلامة والصحة المهنية، إذ يتمثل دور تلك المعاهد في توفير كوادر متخصصة ومؤهلة علميا في مجال السلامة المهنية لمواكبة مسيرة التطور والتنمية الاقتصادية.

من جانبه ألقى المدير الإداري للشرق الأوسط بشركة كومبسيف لنظم السلامة بروس شهابي كلمة أكد فيها أهمية العمل المشترك لتجنب الكثير من الحوادث المؤسفة في قطاع الإنشاءات وخاصة تلك التي تحدث نتيجة مخاطر العمل في الارتفاعات، لافتا النظر إلى انه يمكننا تجنب الكثير من الحوادث عن طريق اخذ الحيطة والالتزام بالنظم واشتراطات السلامة والصحة المهنية.

بعد ذلك قام وزير العمل ووكيل الوزارة بتقديم دروع وهدايا تذكارية إلى الشركات الراعية والمحاضرين وذلك تقديرا لمساندتهم ومساهمتهم الفعالة في إنجاح الندوة.

كما تم افتتاح المعرض المصاحب إذ عرضت الشركات عددا من نماذج الأجهزة الحديثة وأدوات السلامة والصحة المهنية ولاسيما تلك المعدات المستخدمة للوقاية من حوادث ومخاطر العمل في مواقع العمل في الارتفاعات.

وبدأت بعد ذلك فعاليات الندوة التي تنظمها وزارة العمل ضمن خططها لرفع مستوى الوعي الوقائي لدى أصحاب الأعمال والعمال فيما يتعلق بمخاطر العمل في الارتفاعات، وأهمية الوقاية والحماية منها تفاديا للأضرار والخسائر الجسيمة التي تزداد سنويا في الأرواح والممتلكات وفقا لإحصائيات السنوات الماضية للحوادث المتعلقة بالعمل في الارتفاعات.

وتناولت الندوة العديد من المحاور الرئيسية ذات الصلة بمخاطر العمل في الارتفاعات والمتعلقة باشتراطات السلامة والتعريف بالتشريعات الوطنية في هذا المجال، واستعراض طرق الحماية من مخاطر سقوط العمال والمواد والأجسام، وتوضيح الاستخدامات الملائمة والمناسبة للمعدات والطرق السليمة لاستعمالها وفقا للأعمال المراد إنجازها.

وتهدف الندوة إلى رفع مستوى وعي أصحاب العمل ومشرفي العمل بمخاطر العمل في الارتفاعات، وأهمية الوقاية والحماية منها، وتبادل الخبرات عن أفضل الممارسات الإدارية والفنية والتقنية لرفع مستوى ترتيبات الحماية في مواقع العمل الإنشائية، والوقوف على آخر المستجدات العلمية وأفضل السبل العملية والسليمة للتحكم والوقاية من مخاطر العمل في الارتفاعات، وتوعية أصحاب العمل بأهمية تشكيل فريق مختص لتركيب السقالات بطرق آمنة وملائمة لطبيعة العمل وذلك تعزيزا لأهمية الالتزام بثقافة السلامة المهنية في المنشآت لكل من العمال ومشرفي العمل ومسئولي السلامة المهنية وأصحاب العمل.

حضر حفل الافتتاح وكيل الوزارة جميل حميدان والوكيل المساعد لشئون العمل صباح الدوسري والوكيل المساعد للتدريب رضا حبيل وعدد من كبار المسئولين بالوزارة وأصحاب الأعمال والمعنيين بواقع ونظم السلامة والصحة المهنية في الجهات الرسمية ومنشآت القطاع الخاص.

العدد 2427 - الثلثاء 28 أبريل 2009م الموافق 03 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً