«يا أيُّهَا الناسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ منْ ذَكَرٍ وأُنْثَى وَجَعلْنَاكُم شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقَاكُم» (الحجرات: 13).

خلق الله الناس من ذكر وأنثى وجعل لكل واحد منهما وظيفة خاصة يؤديها في الحياة، وهذه الوظيفة مناسبة له بحسب خلقته الجسمانية ولا يستطيع أن يحتل مكان الآخر، فلا الرجل يستطيع أن يكون مكان المرأة ولا المرأة تكون مكان الرجل فتلك هي الفطرة الطبيعية للناس، وشرّع الله سبحانه وتعالى أحكاماً خاصة بالرجل وأحكاماً بالمرأة وكل ذلك بحسب ما يناسب الآخر والمميز بينهما هو التقوى.

هذا التخصص الوظيفي ليس عبثاً أو جاء عن عقلية بشرية حتى نقول عن هذه الوظيفة ناقصة أو تريد إضافة شيء لتكون كاملة بل هي من الله الذي لا يحتاج إلى تسديد من الناس وهو أعلم بالمصلحة العامة للبشر ولإعمار الكون بما يناسبه. ان الحضارة الغربية تصور أن المرأة المسلمة عندما تلتزم بمبادئها السامية فذلك مهانة، فهل يا ترى عندما تكون المرأة المسلمة متفسخة وماجنة وغير عابئة بالمبادئ والقيم السامية تكون متحضرة وقد واكبت المرأة الغربية؟ فهل هذه الحرية والحضارة التي ينادون بها ليل نهار؟

ولكن بعض الديانات تمارس معتقداتها بحرية تامة وإن كانت هذه المعتقدات تحط من قيمة المرأة في الحضيض فإننا لا نرى هجمة غربية مثل هجمته على الإسلام الذي جاء بتلك الأحكام السماوية التي رفعت المرأة بعد أن كانت في الحضيض ولا كرامة لها وتدس في التراب وهي حية، وإذا به قد عززها وكرمها وضمن لها حقوقها كاملة من الإرث وغير ذلك من الحقوق. وإذا كان هناك ظلم لتلك المرأة فليس من الشريعة المقدسة بل من الناس الذين لا يطبقون الأحكام الشرعية بحذافيرها، ولكن لا يتطلب ذلك تغيير تلك الأحكام السماوية إلى أحكام وضعية قد وضعها الإنسان قابلة لأن تكون على صواب أو على خطأ.

ولكن لا يسعني إلا أن أشكر العلماء الذين تصدوا لتلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين وكانوا مصداقاً لقول النبي (ص): «علماء أمتي مرابطون على الثغر الذي يلي منه إبليس وجنوده»، وهذا المتوقع من علمائنا الكرام ولو كان خلاف هذا الموقف المشرف لكان شاذاً، وكذلك أيضاً نشكر الشعب الكريم الذي وقف بجانب العلماء لرد تلك الهجمة الدخيلة على الدين.

سالم الحلواجي