قال خبراء ومتخصصون في الإنشاءات المدنية إن مواجهة الطقس الحار والتحكم في درجات حرارة المباني والعمارات من خلال التقنيات الحديثة هي من أبرز التحديات التي تواجه قطاع المقاولات والإنشاءات في دول مجلس التعاون الخليجي. وأشارت شركات مصنعة لمواد بناء وشركات المقاولات تحضر معرض الشرق الأوسط للبناء الذكي 2005 الذي افتتح صباح أمس في مركز البحرين للمعارض، إلى أن دول الخليج تتوجه في الوقت الراهن إلى توسيع استخدام تقنيات العزل الحراري من أجل توفير الطاقة الكهربائية التي تذهب جلها لأغراض التبريد والتكييف خلال فصل الصيف الحار. وتعرض عدد من الشركات المشاركة في المعرض الذي افتتحه وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر حلولاً لإدارة التبريد والتكييف في العمارات، إضافة إلى أنظمة العزل الحراري والنظم الهندسية الحديثة. وأكد رئيس جمعية المهندسين البحرينية محمد خليل السيد أهمية مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للبناء الذكي الذي يلقي الضوء لأول مرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط على موضوع الأبنية الذكية وأنه يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة طفرة عمرانية كبيرة وانتعاش في سوق البناء والعقارات ما يضفي على موضوع المؤتمر أهمية كبيرة. وذكر أن مفاهيم وتقنيات المباني الذكية قد تطورت في دول أوروبا وأميركا الشمالية واليابان وأن التطور الكبير والسريع الذي شهدته تقنية المعلومات في العقد الماضي ساهم مساهمة كبيرة في تطوير تقنيات حديثة لاستخدامها في تقنيات إدارة المباني وجعلها ذكية وفي بروز نظم متطورة لإدارة خدمات المباني ونظم السلامة والأمن وأتمتة المكاتب ونظم الاتصالات في المباني. وأشار إلى أن هذه التقنيات أصبحت متوافرة وأن المستثمرين يجب أن يضعوا ذلك في الاعتبار وأن ينظروا إلى الكلفة الكلية للمبنى وإلى المنافع التي تجلبها الأبنية الذكية في ترشيد استخدام المواد وترشيد الطاقة وتوفير الكلفة. ومن جهته، قال خبير في هندسة المباني فيرنر لانغ: «إن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تشهد نموا سريعا في العالم، وبمعدل نمو سكاني مطرد يصل إلى 6,9 في المئة». وأضاف فيرنر لانغ أن «منطقة الخليج والدول المجاورة لها أصبحت أهم المناطق التي تحظى بالاهتمام بمعدلات نمو إجمالي الناتج القومي الذي أدى إلى حدوث نمو هائل في قطاع المباني بأسره». وذكر أنه «بسبب الظروف المناخية الحارة، زاد الطلب على المباني الحديثة والمريحة والتقنيات المتطورة بشكل كبير». وأشار إلى أن المشروعات الضخمة اجتذبت الاهتمام العالمي، غير أن منطقة الشرق الأوسط بأسرها تشهد نموا ضخما في قطاع البناء. وأوضح أن الاهتمام الجديد بالخيارات لمفاهيم البناء الذكي الفعالة والحلول المبتكرة للظروف المناخية الحارة والرطبة جاء نتيجة الطلب على المباني المريحة، وخلق الوعي بشأن محدودية الموارد العالمية للوقود العضوي والمشكلات المناخية المتزايدة التي سببها ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى. وأكد أن المهندسين المعماريين العرب التقليديين طوروا الحلول لخلق بيئة حياتية مريحة في الظروف المناخية الحارة، وأن مهمة المباني الموجهة نحو المستقبل تتمثل في الجمع ما بين متطلبات الوقت الحاضر لبيئة العمل وأساليب الحياة المثالية مع مجموعة كبيرة من الخيارات الخاصة بالطاقة والتقنيات الفعالة للبناء في الظروف المناخية الحارة والرطبة. وقال: «إن أسلوب استعمال التقنيات والمواد والأنظمة المتاحة للطاقة الحديثة والمباني الفعالة يوفر الفرصة لإبداع تصاميم ابتكارية للمستقبل القريب للمباني». ويتكون معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للبناء الذكي 2005 من معرض تجاري ومؤتمر ومعرض خاص ومعرض للمشروعات. ويعتبر المعرض التجاري سوقاً للمواد الاقتصادية التكلفة والمكونات والمنتجات اللازمة لتحسين الجودة والأداء وتوفير أقصى حدود الراحة في المباني. وبالنسبة إلى المؤتمر، من المقرر أن يقدم كبار المتحدثين أحدث أبحاثهم وحلولهم المبتكرة للمباني في الظروف المناخية الحارة والرطبة. وسيعرض المعرض الخاص أحدث المواد والمنتجات والتقنيات المتطورة فيما سيعرض معرض المشروعات مشاريع البناء المبتكرة والحديثة في منطقة الخليج. يستهدف معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للبناء الذكي 2005 جميع المستثمرين، المطورين، مديري المشروعات، المهندسين المعماريين، المصممين، شركات الإنشاءات والتجارة، المديرين التنفيذيين وصانعي القرارات المشاركين في عمليات تخطيط وإنشاء وتسويق وصيانة العقارات العامة والتجارية. وتم بيع 2343 متراً مربعاً من المساحة، هذا الحدث سيجذب أكثر من 114 شركة عارضة وأيضاً سيجذب 60 وافداً للمؤتمر من 14 دولة، وستمثل الشركات العارضة منطقة الشرق الأوسط، إيران، لبنان، المغرب، النمسا، إسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، الهند وسنغافورة.
العدد 1187 - الإثنين 05 ديسمبر 2005م الموافق 04 ذي القعدة 1426هـ