أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أمس استئناف سياسة تدمير منازل الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات مسلحة ضد الاسرائيليين، إثر عملية نتانيا شمال تل أبيب التي أسفرت أمس عن مقتل خمسة إسرائيليين وجرح 40 آخرين. وصرح موفاز انه سيوجه كتابا إلى المستشار القانوني للحكومة مناحيم مزوز يطلب فيه استئناف تلك السياسة التي علقت في فبراير/ شباط الماضي بعد اعتبارها غير رادعة بما فيه الكفاية. وكانت حركة الجهاد الإسلامي تبنت العملية التي نفذتها «سرايا القدس» الجناح العسكري للحركة عند مدخل مركز تجاري، ردا على اغتيال قادة السرايا. والاعتداءات على الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر والغارات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت المدنية بقطاع غزة ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة العملية وتعهد بإحالة الذين يقفون وراءها إلى القضاء. من جهة ثانية أعلن متحدث باسم كتائب «شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في غزة «لن نترك إخوتنا في (سرايا القدس) أو أي جناح عسكري، ورسالتنا للعدو الصهيوني ووزير الدفاع الإسرائيلي أننا لا نخشى التهديد». من ناحيته، قال متحدث باسم كتائب «المقاومة الوطنية» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين «سيكون ردنا على الجرائم الصهيونية في أي زمان وأي مكان»، مؤكدا التزام الجبهة بالتهدئة «ونحمل الاحتلال ما يحدث من عربدة داخل الأراضي الفلسطينية».
الأراضي المحتلة وكالات
رفعت الشرطة الإسرائيلية حال التأهب في جميع أنحاء «إسرائيل» عقب العملية الاستشهادية التي هزت مدينة نتانيا الساحلية أمس وأوقعت خمسة قتلى وعشرات الجرحى. وجاء القرار على لسان مفتش عام الشرطة الإسرائيلية موشيه كرادي خلال جلسة لكبار ضباط الشرطة عقب العملية. واتهمت «إسرائيل» السلطة الفلسطينية بعدم تفكيك البنية التحتية لما وصفته بـ «المنظمات التخريبية» الفلسطينية. وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لراديو «إسرائيل» إن «هذه المنظمات كافة تريد إثبات قدرتها على ارتكاب اعتداءات إرهابية تمهيدا للانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية وفي (إسرائيل)». وهز انفجار كبير أمس مركز تسوق في قلب مدينة نتانيا الساحلية شمال تل أبيب وأوقع خمسة قتلى إسرائيليين وعشرات الإصابات. وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، أوامره إلى قيادة الجيش الإسرائيلي بشأن هجمات على قادة حركة الجهاد الإسلامي. وأمر موفاز كذلك «بتنفيذ عمليات حازمة وأكثر شمولية في حال تواصل إطلاق القذائف على المستعمرات في جنوب (إسرائيل)»، الأمر الذي اعتبره سياسيون خطوة تصعيدية من موفاز، تدخل في إطار التسابق على أصوات الناخبين الإسرائيليين. وأعلنت أوساط أمنية إسرائيلية أنها لا تستبعد القيام بعمليات برية في غزة. وأعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها رسميا أمس عن العملية. وتلا متحدث باسم السرايا في مؤتمر صحافي في مدينة غزة بياناً أكد فيه أن العملية جاءت ردا على اغتيال قادة السرايا بالضفة الغربية وغزة. واعتبر المتحدث العملية ردا أيضا على الاعتداءات على الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر والغارات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت المدنية بقطاع غزة ومصادرة الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية. وأوضح أن الاستشهادي لطفي أمين أبوسعدة من بلدة علار بطولكرم شمال الضفة الغربية تمكن من اجتياز كل التحصينات الأمنية الإسرائيلية والوصول إلى عمق الأمن الصهيوني في وضح النهار وفجر جسده في حشد كبير من الصهاينة على مدخل السوق التجاري في مدينة أم خالد المحتلة «نتانيا». في غضون ذلك، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عقد مساء أمس جلسة مع كبار المسئولين الأمنيين الإسرائيليين لتقييم الأوضاع وإعطاء التعليمات لقوات الأمن في أعقاب العملية. واستنكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية وتعهد بملاحقة المسئولين عنها وتقديمهم للعدالة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن «الرئيس أبومازن يؤكد إدانته الشديدة للعملية الإرهابية التي وقعت في سوق تجاري في مدينة نتانيا، صباح اليوم». وبحسب الناطق فقد «أصدر الرئيس تعليمات صارمة لإلقاء القبض على المتورطين والمسئولين عن هذه العملية، وتقديمهم للعدالة». في المقابل، حملت حركة «حماس» الحكومة الإسرائيلية أمس المسئولية الكاملة عن عملية نتانيا. وقال القيادي في الحركة سعيد صيام في تصريح صحافي مكتوب إنه على رغم إعلان الفصائل الفلسطينية التهدئة «إلا أن الاحتلال الإسرائيلي واصل عدوانه على الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى أنه «من يتحمل المسئولية عن كل ما يجري وعن قتل الإسرائيليين هو الاحتلال الإسرائيلي وحكومة الإرهابيين». وأضاف صيام: «حياة الشعب الفلسطيني مدمرة على يد الاحتلال الإسرائيلي، فيصبح أمام الشعب الفلسطيني وقواه فقط هامش أن يرد دفاعاً عن نفسه». وعن موقف السلطة الفلسطينية المعارض لمثل هذه العمليات، أوضح صيام أن «الفصائل الفلسطينية أثبتت أنها بالمقاومة أنجزت ما عجزت عنه المفاوضات»، مضيفا أن «ذلك لا يعني موازين القوى المادية والعسكرية لصالحنا ولكن في جميع الأحوال نحن ندافع عن أنفسنا». وتعليقاً على اجتماع الحكومة الإسرائيلية لبحث الإجراءات التي ستتخذها في أعقاب عملية نتانيا، قال قيادي حماس: «واهم من يظن أن الوضع الفلسطيني بصورة جيدة وأن الإجراءات الجديدة المتوقعة من الاحتلال الإسرائيلي ستصعب الحياة، فالحياة الفلسطينية صعبة وما يقوم به الاحتلال هو فقط ذر الرماد في العيون».
غزة د ب أ
قالت مصادر فلسطينية أمس إن غالبية قادة حركة الجهاد الإسلامي اختفوا عن الأنظار والتزموا أماكن سرية غير معروفة تجنباً لقيام «إسرائيل» باستهدافهم بعد العملية الاستشهادية التي أعلنت الحركة مسئوليتها عن تنفيذها في مدينة نتانيا شمال «إسرائيل». وقالت المصادر إن الخطوة وقائية تقضي باتخاذ مجموعة من الاحتياطات الأمنية من بينها إغلاق هواتفهم النقالة وعدم الظهور في الشوارع والأماكن العامة. ولم يتمكن الصحافيون الذين حاولوا الاتصال بقادة الحركة من الحصول على أي تصريح في أعقاب إغلاق أجهزة الاتصال وإحجام القادة عن الإدلاء بتصريحات ردا على العملية.
العدد 1187 - الإثنين 05 ديسمبر 2005م الموافق 04 ذي القعدة 1426هـ