أعلنت «إسرائيل» أمس تجميد المفاوضات بشأن قوافل الحافلات التي كان من المفترض أن تسمح لآلاف الفلسطينيين التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية اعتباراً من منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وذلك عقب عملية نفذها فلسطيني تلتها غارات إسرائيلية انتقامية على غزة. ويعتبر تسيير الحافلات جزءاً مهماً من الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان الشهر الماضي بوساطة وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس. إلا أن مسئولين كباراً في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قرروا تجميد المفاوضات كافة. وقال المسئول في رئاسة الحكومة الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «لن تجرى أية محادثات قبل أن تحترم السلطة الفلسطينية تعهداتها بمكافحة (الإرهاب)». وأدان كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس قرار «إسرائيل» وقف المفاوضات بشأن الحافلات، مؤكداً أنه يشكل «مخالفة فاضحة» للاتفاق بشأن المعابر. ورأى صائب عريقات أن هذا القرار يشكل «مخالفة فاضحة لاتفاق المعابر الذي يقضي بفتح هذا الممر في 15 من الشهر الجاري»، مؤكداً انه «على (إسرائيل) احترام الاتفاقات وتنفيذها». وفي سياق متصل، قتل جندي إسرائيلي أمس إثر طعنه بسكين على حاجز قلنديا جنوب رام الله وسط الضفة، كما قتل جندي إسرائيلي آخر وأصيب آخرون بجروح في حادثين منفصلين. وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز قلنديا في أعقاب قيام فلسطيني بطعن الجندي في الرقبة، ما أدى إلى مصرعه وتمكن الجنود على الحاجز من اعتقال منفذ عملية الطعن، وطارد جنود الاحتلال عشرات الفلسطينيين الذين حضروا قرب الحاجز واعتدوا على عدد منهم بالضرب. وفي حادث منفصل قتل جندي إسرائيلي خلال تمرين لقوات المدفعية بقاعدة عسكرية بصحراء النقب، إذ انقلبت ناقلة جنود كان بها القتيل يستقلها مع ثلاثة أصيبوا بجروح بين متوسطة وطفيفة. وفي بيت لاهيا في قطاع غزة، استشهد ناشطان من كتائب «شهداء الأقصى» وأصيب ثالث بجروح خطيرة نتيجة قصف صاروخي من مروحية إسرائيلية لمنزل يعود لعائلة قداس، استهدف النشطاء وأوقع الشهيدين إياد قداس وإياد النجار وأصيب خضر ريان من الكتائب. وكانت مروحية إسرائيلية شنت في وقت سابق أمس غارة على مجموعة من الناشطين الفلسطينيين في جنوب غزة إلا أنه لم تصب أيّاً منهم، بحسب مصادر عسكرية وشهود عيان. وشيع الفلسطينيون أمس محمود أبوعرقان أحد أبرز قادة لجان المقاومة الشعبية في جنوب قطاع غزة الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية أمس الأول في رفح. وجاب المشيعون شوارع رفح، إذ دعوا الفصائل الفلسطينية إلى سرعة الرد والانتقام لعملية الاغتيال. وتوعد الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية أبوعبير بالرد على جريمة الاغتيال الإسرائيلية، مندداً باستمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. من جانبه، قال مستشار الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن استئناف «إسرائيل» سياسة الاغتيالات «لا يساعد في الحفاظ على التهدئة». وفي موضوع آخر، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس أن ممثلي اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط سيجتمعون اليوم (الجمعة) في القدس لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وأضافت الإذاعة نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الاجتماع سيكون تشاورياً لبحث آخر المستجدات على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية. وقالت إن الجلسة سيحضرها عن الجانب الأميركي مبعوث وزارة الخارجية ديفيد وولش ومبعوث الاتحاد الأوروبي مارك أوتي وعن الأمم المتحدة الفارو دي سوتو وعن روسيا الممثل الروسي الدبلوماسي ألكسندر كالوجين. وفي موضوع آخر، كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر مخططاً لشركة سياحية بريطانية تقوم بموجبه بتسويق مدينة القدس المحتلة كموقع سياحي إسرائيلي مفضل. وأوضحت المؤسسة في بيان لها أمس أن المخطط يستهدف جذب أكبر عدد من البريطانيين لزيارة القدس وخصوصاً البلدة القديمة وحائط البراق على أنه «حائط المبكى» بحسب التسمية الإسرائيلية. وأشارت إلى أن شركة «غدوجن» البريطانية بدأت بتسويق القدس كموقع سياحي مفضل للسائح البريطاني، وقالت: «انه لتعميق وتحسين تسويق المشروع سيقوم وفد يتألف من 120 مندوباً سياحياً بريطانياً على رأسه المدير العام للشركة جادي ديفيد بزيارة هذا الأسبوع مدتها أربعة أيام سيزور خلالها عدة مواقع أهمها البلدة القديمة بالقدس وحائط البراق»
العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ