دعت القمة الإسلامية الاستثنائية في ختام أعمالها أمس إلى محاربة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والاعتدال، وتبنت وثيقتي «بلاغ مكة» و«الخطة العشرية». وحث البيان الختامي الدول الإسلامية على محاربة «الإرهاب» بكل السبل الممكنة وتطوير المناهج الدراسية لدعم روح التسامح والتفهم. وأعرب عن «قلقه إزاء تنامي الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في العالم وندد بالإساءة إلى صورة نبي الإسلام محمد (ص) في وسائل إعلام بعض البلدان». وشددت القمة على القضية الفلسطينية باعتبارها محل الاهتمام الرئيسي ودعت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها منذ العام ،1967 بالإضافة إلى مرتفعات الجولان في سورية والأراضي اللبنانية. وأضاف البيان أن الانسحاب الإسرائيلي سيوحد مواقف الدول الإسلامية فيما يتعلق بإيجاد تسوية شاملة للقضية الفلسطينية طبقاً لقرار الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية و«خريطة الطريق». وأكدت القمة أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية والتاريخية للقدس المحتلة. كما أعربت عن «ترحيبها بالمبادرة العربية للوفاق الوطني بين الفئات العراقية»، وعن الأمل في أن يؤدي ذلك إلى «قيام الحكومة العراقية الدستورية بما يحفظ وحدة العراق وسلامة أراضيه». وأدانت القمة الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي، وأعربت عن دعمها للعملية السياسية والانتخابات المقبلة. وفي المجال الاقتصادي، دعا البيان إلى «تحقيق زيادة كبيرة في التجارة البينية بين الدول الأعضاء». كما أعرب عن تأييده لإنشاء صندوق خاص داخل البنك الإسلامي للتنمية يخصص لأغراض التنمية ومكافحة الآفات التي تعاني منها الأمة. ووصف البيان أولوية الإصلاح والتطوير بأنها «تشكل قناعة تجمع عليها الأمة (حكومات وشعوبا) في إطار نابع من داخل مجتمعاتنا ومتوائم مع مكتسبات الحضارة الإنسانية ومستلهم لمبادئ الشورى والعدل والمساواة في تحقيق الحكم الرشيد وتوسيع المشاركة السياسية وتكريس سيادة القانون وصيانة حقوق الإنسان وبسط العدالة الاجتماعية والشفافية والمساءلة ومحاربة الفساد وبناء مؤسسات المجتمع». وعلى هامش القمة اجتمع عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، رئيس موريتانيا علي ولد محمد فال، وتم استعراض العلاقات الودية القائمة بين البلدين.
مكة المكرمة وكالات
اختتمت بعد ظهر أمس في مكة المكرمة أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتبني وثيقتي «بلاغ مكة» و«الخطة العشرية»، إضافة إلى البيان الختامي للقمة. وأكدت وثائق القمة على محاربة التطرف في العالم الإسلامي ودعت إلى نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية وتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي في التصدي لقضايا التنمية والإنماء في الدول الإسلامية وإشاعة صورة مشرقة للإسلام والمسلمين في العالم. وقام الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بقراءة البيان الختامي للمؤتمر. وفيما يلي أهم ما جاء فيه: تلبية للدعوة الكريمة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إخوانه قادة الأمة الإسلامية، فقد انعقدت الدورة الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي بمكة المكرمة في 5 و6 ذي القعدة 1426 هجرية الموافق 7 و8 من ديسمبر/ كانون الأول ،2005 وافتتحت القمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة أكد فيها أن المؤمن القوي بربه لا يقنط من رحمة الله، وان الوحدة الإسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم، فالغلو والتطرف والتكفير، لا يمكن لها أن تنبت في ارض خصبة بروح التسامح، ونشر الاعتدال والوسطية. وأكد تطلعه إلى أمة إسلامية موحدة والى حكم يقضي على الظلم والقهر، وإلى إنشاء الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام وإلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة والى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته. وقرر المؤتمر تبني بيان مكة، وبرنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، وإعلان الآتي: أولاً في المجال الفكري، أكد المؤتمر أن الإسلام هو دين الوسطية، ويرفض الغلو والتطرف والانغلاق، وأكد في هذا الصدد أهمية التصدي، للفكر المنحرف بالوسائل المتاحة كافة، إلى جانب تطوير المناهج الدراسية، ما يرسخ القيمة الإسلامية في مجالات التفاهم والتسامح والحوار والتعددية. وأكد المؤتمر أن حوار الحضارات المبني على الاحترام، والفهم المتبادلين والمساواة بين الشعوب أمر ضروري لبناء عالم يسوده التسامح والتعاون والسلام والثقة بين الأمم. ودعا المؤتمر إلى مكافحة التطرف المستمر المستتر بالدين والمذهب، وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وأكد تعميق الحوار بينها وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح، وندد بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلاً لها. وأكد المؤتمر على أهمية إصلاح مجمع الفقه الإسلامي، ليكون مرجعية فقهية للأمة الإسلامية. ثانياً في المجال السياسي، أكد المؤتمر أهمية قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية للأمة الإسلامية، وعليه فإن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة من العام ،1967 بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 يعتبر مطلبا حيويا للأمة الإسلامية قاطبة، ومن شأن هذه القضية توحيد الموقف الإسلامي من أجل الحل الشامل لقضية فلسطين وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية وخريطة الطريق. من جهة أخرى، أعلن احد أعضاء الوفد الإيراني أمس أن العاهل السعودي والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اجريا الأربعاء محادثات تناولت الأوضاع في المنطقة. وقال المصدر إن اللقاء «ودي» وتناول «قضايا الأوضاع الراهنة في المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في العراق والضغوط الدولية على سورية». هذا وحضر ختام القمة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي أعرب عن اقتناعه بأن ما تمتلكه الأمة الإسلامية من إمكانات كفيل بتجاوز معطيات الوضع الراهن ومشكلاته وتحقيق طموحات المستقبل وآماله.
مكة المكرمة بنا
اجتمع عاهل مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بقاعة الاجتماعات بقصر الصفا بمكة المكرمة أمس مع رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ورئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية أعل ولد محمد فال. وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات الودية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وبحث أوجه التعاون المشترك. كما تطرق اللقاء إلى التوصيات والقرارات التي اتخذتها الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الإسلامي والتي ستسهم في ترسيخ العمل الإسلامي المشترك بما يخدم قضايا الأمة الإسلامية.
مكة المكرمة سبأ
دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إقامة وحدة إسلامية بين قادة شعوب ودول العالم الإسلامي مؤكداً أن اتحاد بلدان العالم الإسلامي سيكون قوة للشعوب الإسلامية من أجل تحقيق الكرامة والتقدم للإنسانية وستعزز أواصر السلم والأمن الدوليين وستلعب دوراً مهما على صعيد الإنسانية. وقال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس في قصر الصفاء بمكة على هامش القمة الإسلامية إن الوحدة والتعاضد بين البلدان الإسلامية ستكونان في مقدمة تعزيز الأمن والاستقرار لكل الشعوب. وقال الرئيس الإيراني إن طهران اقترحت قيام معاهدة دفاع إسلامي مشترك يتم تنفيذها وهي تنص على أن أي تهديد أو عدوان على أي بلد إسلامي يعتبر تهديداً وعدوانا على كل البلدان الإسلامية.
طهران وكالات
اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس على ألمانيا والنمسا استضافة دولة يهودية على أراضيهما إذا كانتا تشعران بالذنب بسبب «محارق اليهود» خلال الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الإيراني في مقابلة مع قناة «العالم» إنهم يعتقدون «أن اليهود اضطهدوا، لكن لم يتوجب على الفلسطينيين أن يدفعوا الثمن؟». وأضاف «لقد اضطهدتموهم، حسناً قدموا قطعة من أوروبا مثلاً لـ (إسرائيل) ونحن سندعم هذا القرار ولن نرفع شعارات ضد الصهاينة (...). قبل 70 سنة لم يكن في جغرافيا المنطقة شيء اسمه (إسرائيل). وعلينا العودة إلى السكان الأصليين لفلسطين سواء كانوا يهوداً أم مسلمين واستفتاؤهم، وما يقررونه نحن نوافق عليه». وانتقد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التصريحات الجديدة للرئيس الإيراني وأبدى استياءه منها. كما وصفتها «إسرائيل» بأنها «شائنة وعنصرية»، وقال المدير العام لوزارة الخارجية مارك ريغيف: «ويا للأسف، ليست المرة الأولى التي يعبر فيها المسئول الإيراني عن آراء شائنة وعنصرية حيال اليهود و(إسرائيل)». وندد المستشار النمسوي ولفغانغ شوسل بالاقتراح، واصفا إياها بأنه «سرطان». وقال «انه خطأ شائن أريد التنديد به بأشد العبارات». وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلن أن التصريحات «تبرز ما قلناه في الماضي وقلقنا من النظام الإيراني».
طهران وكالات
جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس تصعيده ضد «إسرائيل» بعد دعوة محو الدولة العبرية من الخريطة، والتي أثارت سخط المجتمع الدولي ليعود ويقترح
العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ