عقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس في مقرهم في بروكسل اجتماعاً حضرته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس وتصدر موضوع السجون السرية أجندة المحادثات بعدما خفت حدته لدى وصول رايس إلى أوكرانيا أمس الأول، فيما صدق حلف شمال الأطلسي يقر توسيع مهمة قواته إلى جنوب أفغانستان. وأعلن وزير الخارجية البلجيكي كاريل دي غوشت أن رايس أوضحت موقف بلادها من مسألة الرحلات السرية أمام نظرائها الأوروبيين الذين أعربوا عن ارتياحهم للمعلومات التي قدمتها. وأضاف أن «المحادثات أتاحت تطويق المعلومات بشكل أفضل بشأن هذه المسألة». وأكدت الوزيرة الأميركية لنظرائها أن بلادها تقيدت بثلاثة مبادئ، هي: احترام القانون الدولي وسيادة الدول المعنية وكون السلطات لم تسمح بممارسة التعذيب على الإرهابيين. وفي السياق ذاته، أعربت المفوضة السامية لشئون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لويس أربر عن قلقها مما ورد في التقارير الإخبارية عن استعمال أميركا وسائل محظورة قانونياً في حربها على الإرهاب. وأضافت أن هذا ليس توجهاً تنفرد به أميركا، وان إجراءات التسليم أو طرح المشتبه فيهم إلى دول يتعرضون خلالها للتعذيب هي إجراءات محظورة في المجتمع الدولي. ورفض سفير أميركا لدى الأمم المتحدة جون بولتن تصريحات المسئولة، وقال انه «من غير المناسب وغير المباح قانونياً أن تستقرئ موظفة دولية سلوكنا في الحرب على الإرهاب استناداً إلى ما تناقلته الصحف». وسبقت الجلسة العامة جلسة خاصة عقدها الوزراء مع نظيرهم الروسي سيرغي ايفانوف سادها التوتر إثر تهديد موسكو بالانسحاب من المعاهدة بشأن القوات التقليدية في أوروبا بعد توقيع اتفاق في رومانيا يقضي بإقامة قواعد أميركية. من جهة أخرى، صدق وزراء خارجية الحلف أمس على خطط عملانية لانتشار القوات التابعة إلى الأطلسي في ولايات تشهد عمليات مناهضة لقوات التحالف والحكومة في جنوب أفغانستان. ومن المتوقع أن تقدم بريطانيا وكندا الجزء الأكبر من القوات المطلوبة لتوسيع عمل «ايساف» هذا المقرر السنة المقبلة، والذي يمكن أن يتطلب إرسال نحو 6 آلاف جندي إضافي إلى هذه المنطقة من أفغانستان، إذ تحصل مواجهات يومية مع مقاتلين مناهضين للحكومة
العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ