العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ

أفول نجم الزرقاوي لا يعني قبول الاحتلال

جدد سُنة العراق، خلال مباحثات تجرى في اسطنبول، التأكيد على مطالبهم بوقف العدوان الأميركي على مناطقهم، وبجدول زمني لخروج الاحتلال من العراق كشرط أساسي للمشاركة في اقتراع الخامس عشر من الشهر الجاري، تناولت الصحف الأميركية الملف العراقي من بوابة الانتخابات المرتقبة وهناك من رأى أن المرشحين السنّة في العراق يواجهون أعداء على جميع الصعد، لكنهم سيشاركون بقوة في هذا الاستحقاق. وهذا ما قرأه أيضاً أحد المحللين أيضاً إذ رأى أن ثمة إجماعاً في أوساط السنّة بعد التفجيرات الأخيرة في فنادق في العاصمة الأردنية، مفاده ان أكثر الوسائل تأثيراً في النظام السياسي الوليد في بغداد هو عدم اتباع أساليب زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي... لكن الأهم من تراجع الدعم للزرقاوي هو أن تقنع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش العراقيين والمسلمين بأن أميركا سترحل عاجلاً وليس آجلاً لأن أفول نجم الزرقاوي لا يعني أبداً ان المسلمين يتقبلون الوجود العسكري الأميركي والاحتلال في العراق.

المرشحون السنة والأعداء المتربصون

ونشرت «نيويورك تايمز» تقريراً تحت عنوان «المرشحون السنة في العراق يواجهون أعداء على جميع الصعد» مسلطة الضوء على المضايقات التي يتعرض لها المرشحون السنة في الانتخابات المقبلة. مستشهدة بمقتل المرشح السنّي إياد العزي على أيدي مجهولين في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت إن السياسيين من العرب السنة الذين التزموا بالمشاركة في الانتخابات المقبلة لأنهم أبدوا ندماً على مقاطعتهم لانتخابات الجمعية الوطنية التي عززت سيطرة الشيعة والأكراد على الحكم في البلاد. وتابعت الصحيفة لافتة إلى أن الشيعة يعتقدون أن الانتخابات المقبلة ستمكنهم من الاستحواذ على السلطة في العراق بعد أن كانوا مهمشين طوال حكم الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين، فيما يلهث الأكراد وراء تكريس الحكم الذاتي لمناطقهم الشمالية والحد من التأثير الديني للأحزاب الشيعية التي تدعمها إيران في مناطقهم. لكن «نيويورك تايمز» رجحت أن يظهر السنّة مشاركة قوية في الانتخابات لسببين: أولهما أن الشيوخ السنّة يحثون مؤيديهم على المشاركة في التصويت، وثانيهما أن النظام الانتخابي يقسم المقاعد البرلمانية بحسب الأقاليم ما يضمن تمثيلاً سنياً في المناطق التي يسيطرون عليها.

تراجع الزرقاوي وتغيير الاستراتيجية الأميركية

وكتب فواز جرجس مقالاً في «واشنطن بوست» أكد فيه أن ثمة أدلة قوية في الآونة الأخيرة تدل على تراجع الدعم لزعيم للزرقاوي، معتبراً ذلك من صنيع يديه إذ ان «إرهابه» ساهم في توحيد مواقف الكثيرين ضد ايديولوجية الجهاد الشامل التي ينشرها. وسرد جرجس، سلسلة التنديدات التي صدرت بحق الزرقاوي، منذ تفجيرات عمان التي أدانها العراقيون السنّة كما أدانها العرب قاطبة. ولفت إلى أن ردة الفعل ضد الزرقاوي، إثر هذه التفجيرات، تشكل من جهة، نقطة تحول للمسلحين الذين رأوا في هذا التغيير مأزقا جديدا، ومن جهة أخرى، تعتبر درساً للحكومة الأميركية التي ينبغي عليها أن تدرك ان تأمين الاستقرار في عراق المستقبل ليس منوطاً بالقوات المسلحة الأجنبية بل يعتمد ذلك على الرأي العام المحلي. وبعد أن شدد على أن الزرقاوي في وضع لا يحسد عليه، أوضح أن من مؤشرات التراجع في دعم زعيم «القاعدة» استطلاع الرأي الذي أجري أخيراً وشمل ألف أردني، إذ رأى 87 في المئة ان تنظيم «القاعدة» منظمة إرهابية. كما أن من المؤشرات على الصعيد العراقي، هو ما يظهر من رغبة لدى قادة السنّة في حث مجتمعهم على الاشتراك في العملية الانتخابية، الأمر الذي اعتبره جرجس، مؤشراً ودليلاً على ان ثمة إجماعاً بدأ يسود في أوساط السنّة ويفيد بأن أكثر الوسائل تأثيراً في النظام السياسي الوليد في بغداد هو عدم اتباع أساليب الزرقاوي. وفي هذا السياق، رأى أن اندماج العرب السنّة في العملية السياسية العراقية سيخط ويرسم نهاية لزعيم «القاعدة». لكنه شدد على أن هذا يتطلب إعادة تقييم للاستراتيجية الأميركية في العراق، مشيراً إلى ان الوجود العسكري الأميركي لن يكون السلاح الفاعل ضد شبكة الزرقاوي. أما على الجانب الأميركي فأكد جرجس، انه ينبغي على الإدارة الأميركية أن تقنع العراقيين والمسلمين بأن أميركا سترحل عاجلاً وليس آجلاً وتقدم جدولاً زمنياً واضحاً للانسحاب لأن أفول نجم الزرقاوي لا يعني أبداً أن المسلمين يتقبلون الوجود العسكري الأميركي والاحتلال

العدد 1190 - الخميس 08 ديسمبر 2005م الموافق 07 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً