قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس الاثنين في اجتماعها الوزاري في الكويت في موقف متوقع الابقاء على مستوى انتاجها الحالي دون تغيير مؤكدة في الآن نفسه انها ستحرص على منع اي تراجع للاسعار بعد فصل الشتاء. وقال وزير الطاقة الليبي فتحي بن شتوان عقب الجلسة الاولى للاجتماع ان اعضاء أوبك قرروا الحفاظ على مستوى الانتاج دون تغيير «وإبقاء الامر على ما هو عليه». ويبلغ اجمالي حصص الدول الاعضاء في أوبك حاليا 28 مليون برميل يوميا ويصل الى 30 مليون برميل مع احتساب العراق ما يمثل ربع الانتاج العالمي من النفط. وتم تأكيد القرار في مؤتمر صحافي عقد في اعقاب الاجتماع الذي استضافته الكويت للمرة الاولى منذ .1966 وجاء في البيان الختامي للاجتماع ان نظام الحصص الحالي «في حال احترامه جيدا سيكون ملائما لتوازن السوق في الربع الاول من العام» المقبل. ولم يمثل القرار مفاجأة وكان عدد من وزراء المنظمة اشاروا اليه في اجتماعاتهم التشاورية على مدى يومين وكذلك المحللون. واشار هؤلاء الى أن الظروف ملائمة جدا لأوبك التي يحصل اعضاؤها على عائدات قياسية من صادرات النفط الذي تنتجه بوتيرة عالية في ظاهرة غير مسبوقة في ربع القرن الاخير. وتؤكد المنظمة ان الأسعار الحالية التي تتراوح بين 60 دولارا للبرميل في نيويورك لا تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي. ومن وجهة نظر المستهلكين فإن الاسعار تراجعت كثيرا منذ تسجيلها رقما قياسيا نهاية اغسطس/ آب الماضي خلال اعصاري كاترينا وريتا في الولايات المتحدة، إذ بلغ 70,85 غير انها لاتزال تعتبر مرتفعة. من جهة اخرى اعلن الشيخ احمد الفهد الصباح رئيس المنظمة ووزير الطاقة الكويتي ان اوبك قررت التخلي عن قرارها طرح مليوني برميل اضافي يوميا عند الضرورة الذي كانت اتخذته في اجتماها بفيينا في سبتمبر/ أيلول الماضي لمواجهة اثار كاترينا وريتا. وقال الشيخ احمد: «لقد قررنا عدم تجديد (طرح) مليوني برميل يوميا وسنضع حدا لذلك في 31 ديسمبر/ كانون الأول كما سبق وان قررنا في سبتمبر وكالعادة فإن أوبك ستكون سعيدة بالمساعدة (على توازن) الاسواق في حال حصول نقص». وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي قبيل الاجتماع «لم يطلب احد برميلا واحدا من المليوني برميل المعروضين ما يثبت انه لا توجد حاجة حقيقية لهذا النفط». غير أن المنظمة أبدت بعض القلق بشأن الوضع على المدى المتوسط وازاء ما بعد موسم الشتاء ما جعلها تقرر عقد اجتماع استثنائي في 31 يناير/ كانون الثاني المقبل في فيينا ما يتيح لها تعديل موقفها قبل الاجتماع الوزاري العادي المقبل في الثامن من مارس/ آذار في فيينا. وقال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية «اذا اقتضى الامر سنخفض» الانتاج خلال اجتماع يناير. واضاف «كل الخيارات مطروحة على الطاولة وسنبحث خلال الربع الثاني والثالث. هناك فائض (من النفط) والسوق متخمة بسبب وجود كميات تزيد كثيرا عن الحاجة». وعادة فان ارتفاع درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الارضية يؤدي الى انخفاض كبير في الطلب على رغم ان حجم الاستهلاك الصيني غير بشكل كبير المعطيات في العامين الماضيين. وتتخوف اوبك من تراجع حاد للطلب في تلك الفترة وخصوصاً ان قدرات الانتاج في الدول النفطية خارج اوبك (روسيا ودول إفريقيا وأميركا اللاتينية) يمكن ان تشهد نموا كبيرا قد يصل الى 1,5 مليون برميل يوميا في .2006
لندن رويترز
وفي تطور لاحق قفز سعر مزيج برنت الخام القياس الأوروبي أكثر من دولار في المعاملات الآجلة ببورصة النفط الدولية أمس بعد أن اتفقت أوبك على خفض الإنتاج ولاستمرار الحريق الذي أعقب انفجارات في مستودع ضخم للنفط ببريطانيا أمس الأول. وارتفع سعر برنت في عقود يناير/ كانون الثاني بمقدار 1,13 دولار إلى 58,44 دولاراً للبرميل وزاد الخام الاميركي الخفيف 80 سنتاً الى 60,19 دولاراً للبرميل
العدد 1194 - الإثنين 12 ديسمبر 2005م الموافق 11 ذي القعدة 1426هـ