مازالت تشغل الصحف العبرية الانقلابات السياسية التي شهدتها الدولة العبرية، لكن السجال منصب خصوصاً على التغييرات التي طرأت على التوجه السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ارييل شارون بخروجه من «ليكود» وتأسيسه حزب وسط «حزب كديما» فلاحظت إحدى الافتتاحيات انه على رغم أن شارون نفسه لا يعرف بعد ما هي أهدافه السياسية، إلا أن التسوية مع الفلسطينيين ستتوصل موضوعياً وتبعاً لمسار الأمور إلى تقسيم القدس المحتلة. في حين شن أحدهم حملة على الإسرائيليين أنفسهم لأنهم منقادون لشارون فـ «لو لم يكن شارون على شاكلتهم لما كانوا أيدوه». كما علقت الصحف على الأجواء الفلسطينية عشية الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 25 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فرجحت أن ينعكس سلباً على «إسرائيل»، «الانقسام» الذي تشهده حركة فتح بعد فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) في إقناع أمين سر الحركة في الضفة الغربية والأسير في سجون الاحتلال مروان البرغوثي، أن يخوض الانتخابات التشريعية على رأس القائمة الرسمية لـ «فتح»، وعلى رغم تهديد عباس بالاستقالة من منصبه كرئيس للسلطة إذا بقيت «فتح» على انقسامها. وأجمعت على أن هذا الأمر سيؤمن فوزاً ساحقاً لحركة «حماس»، وسيكون له تداعياته على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية كما على المسار الدبلوماسي للعملية السلمية.
«هآرتس»: شارون ومبادرة تقسيم القدس
ونشرت «هآرتس» افتتاحية تحت عنوان «القدس ستقسّم»، على هامش تصريحات أحد مستشاري رئيس الحكومة المستقيلة ارييل شارون، كالمان غاير، قال فيها إن شارون مستعد للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين حتى في موضوع القدس وانه يوافق نظرياً على إقامة دولة فلسطينية على 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية. وانطلاقاً من هذه التصريحات، كتبت الصحيفة العبرية أن الاعتقاد السائد في «إسرائيل» اليوم هو أن وجود شارون في نهاية حياته السياسية كاف ليدفعه إلى إطلاق عملية كبرى لإنهاء الاحتلال خلال ولايته المقبلة في رئاسة الوزراء. وأكدت أنه إذا قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل أن يدخل في أية تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني فلن يكون هناك مفر من تقسيم القدس. لكن «هآرتس» إذ لاحظت ردود الفعل الغاضبة داخل حزب «كديما» على تصريحات المستشار غاير، أعربت عن تقديرها بأنّ شارون نفسه لا يعرف بعد ما هي أهدافه السياسية. فربما يخطط للاكتفاء بإنجازه السابق بفك الارتباط دون السعي إلى مبادرات جديدة. ولكنها أكدت في الختام أنها ستبقى متفائلة بأن يرد شارون على الشعارات المتطرفة لـ «ليكود» من خلال الإعلان عن أن القدس ستقسّم لأن ذلك يصب في مصلحة «إسرائيل».
فساد الشعب وراء تتويج شارون ملكاً
واستغرب «إسرائيل» هاريل في «هآرتس» التأييد الشعبي الكبير للحزب الجديد لرئيس الحكومة المستقيلة ارييل شارون «كديما» الذي أظهرته استطلاعات الرأي في «إسرائيل». فحمل بشدة على الإسرائيليين لتأييدهم شارون على رغم اتهامه بالفساد وخيانته لالتزاماته الأيديولوجية التي كانت وراء دعم الإسرائيليين له في السابق وعلى رغم تخليه عن الحزب الذي أسسه وتبوأ من خلاله المواقع الرسمية. وواصل هاريل، تجريحه بالإسرائيليين فلو لم يكن شارون على شاكلتهم لما كانوا أيدوه. واصفاً إياهم بالشعب الفاسد. وأضاف ان رئيس الحكومة المستقيلة قد يكون متهماً بالفساد، ولكنه ليس مسئولاً عن فقدان حس الإدراك عند مليون ونصف مليون إسرائيلي. فهذا الجهل هو الذي دفعهم إلى تأييد شارون. واللوم يقع على هؤلاء وخصوصاً منهم القادرين على التمييز بين الخطأ والصواب والذين يرغبون بأن يتوّج شارون ملكاً عليهم. **انقسام «فتح» يخدم حركة «حماس»
ونشرت «هآرتس» افتتاحية تحت عنوان «انقسام فتح يضعفها»، علقت فيها على الانقسام الحاصل داخل حركة «فتح» بعدما تقدمت إلى الانتخابات مجموعة من أعضاء «فتح» في قائمة برئاسة أمين سر الحركة في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية، لتنافس قائمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الانتخابات التشريعية. واعتبرت «هآرتس» ان هذا الانقسام سينعكس سلباً على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية على رغم أنه شأن فلسطيني داخلي. ولفتت إلى أن هذا الانقسام سيؤدي إلى إضعاف حركة «فتح» ويزعزع من شعبيتها بين الفلسطينيين مشيرة إلى أن استطلاعاً للرأي أجري في الضفة الغربية و قطاع غزة أظهر تراجعاً في شعبية «فتح» وتزايداً في نسبة مؤيدي «حماس». وختمت الصحيفة العبرية متوقعة أن ينعكس انقسام «فتح» إيجاباً لصالح «حماس» في الانتخابات التشريعية. معتبرة في الوقت عينه ان فوزاً ساحقاً لحركة «حماس» في الانتخابات سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية كما على المسار الدبلوماسي للعملية السلمية
العدد 1200 - الأحد 18 ديسمبر 2005م الموافق 17 ذي القعدة 1426هـ