العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ

الانتخابات ليست نهاية الأزمة في العراق

تفاءلت الصحف الأميركية بسير العملية الانتخابية في العراق ولاحظت ان الرئيس الأميركي جورج بوش في أحسن حالاته لكن هناك تحذيراً من ان هذه الانتخابات ليست سوى البداية فالقضايا العالقة ستبقى بعد انتهاء هذه العملية ويجب الحذر وعدم اعتبارها نهاية مشكلات العراق. وأكد وزير خارجية أميركا السابق ضرورة أن ترسم واشنطن الاستراتيجية المناسبة للانسحاب الأميركي من هذا البلد عن طريق التفاعل الممنهج بين العملية السياسية والعملية الأمنية وتوسيع دائرة الاستشارة السياسية لتشمل دول الجوار، والأهم تأسيس هيئة سياسية تضم الحلفاء الأوروبيين والهند وباكستان لأن الولايات المتحدة شنت حربها على العراق للحفاظ على أمن الشرق الأوسط وأمن أميركا لذلك لا يمكنها أن تخرج من هذا البلد من دون التوصل إلى توافق دولي يحفظ العراق من الفوضى. وهناك تشديد على ان القوى الأمنية العراقية هي مجرد قوة إضافية وليست بديلا عن قوات الاحتلال.

«واشنطن بوست»: التصويت أسعد بوش ولكنه ليس الحل

ونشرت «واشنطن بوست» تقريرا رأت فيه أن الإقبال الشديد على صناديق الاقتراع في العراق فضلا عن تدني مستوى العنف يشكلان خطوة ولكنها ليست نقطة تحول. مضيفة ان إقبال العراقيين على الانتخابات صب في مصلحة الرئيس الأميركي جورج بوش، إذ كان يوم الانتخابات العراقية في أفضل أيامه منذ 32 شهرا. غير أنها لفتت إلى أن الواقع هو أن التصويت في حد ذاته لن يحل القضايا السياسية العالقة بين الفرقاء كافة. كما نقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قوله إن «التصويت أعطى للأميركيين فرصة ثانية»، ولكنه في الوقت نفسه حذر من مغبة اعتبار هذا اليوم الناجح بأنه حل للمشكلات التي تعصف بالعراق. وختمت «واشنطن بوست» تقريرها مشيرة إلى أن العملية الانتخابية الأخيرة في العراق ليست إلاّ البداية.

كيف السبيل للخروج من العراق؟

وكتب وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر مقالاً في «واشنطن بوست» تحت عنوان «كيف السبيل للخروج من العراق» أكد فيه ضرورة أن تكون القوات العراقية المدربة قوة إضافية للقوات الأميركية لا بديلا عنها. ولفت إلى ان الإدارة الأميركية ومنتقديها يتفقون على ان الشروع في الانسحاب من العراق سيكون نقطة تحول، ولكنهم يختلفون على سرعة الخروج من هناك وتوقيت ونسبة خفض عدد القوات سواء عبر جدول زمني أو من خلال إستراتيجيا تسعى لوضع خطة للخروج تصوغ الحوادث المستقبلية. وشدد كيسنجر، على ضرورة أن تولي الإدارة الأميركية أهمية كبرى لكيفية فهم هذا الانسحاب سواء أكان انسحابا قسريا أم ناجما عن خطة إستراتيجية محكمة تهدف إلى تعزيز الأمن العالمي. وشدد على ان مغادرة الجنود الأميركيين إلى العراق مخلفين وراءهم حالة من الفوضى سيكون له عواقب كارثية في منطقة الشرق الأوسط كما على صورة أميركا في العالم برمته.

الانسحاب من العراق سيقوض صدقية أميركا

وأشار كيسنجر، إلى ان الانسحاب الأميركي سيقوض صدقية أميركا في العالم على صعد وقضايا ملتزمة برعايتها والخوض في غمارها مثل ملف القضية الفلسطينية وملفات أخرى مثل المسألة الإيرانية فضلا عن قضاياها مع الصين وروسيا واليابان. واعتبر انه لابد من النظر إلى القوات العراقية المدربة جيدا على أنها قوة إضافية لقوات التحالف لا بديل عنها، لكن كيسنجر، وعلى نحو لافت، طالب بأن تكون هذه القوات المحلية الطرف المباشر في المواجهة في الداخل العراقي وعلى الحدود، إذ قال انه يجب نشر القوات العراقية على الحدود لتحول دون تسلل «المتمردين» كما في الداخل لتقوم بمهمات هجومية تستهدف البنى التحتية لما أسماها «العصابات». لكنه لم يتطرق إلى وظيفة قوات الاحتلال في الداخل العراقي غير المرابطة في القواعد العسكرية في العراق وتدريب القوى المحلية على المهمات الصعبة. واعتبر كيسنجر انه يجب أن يتم التوصل إلى الاستراتيجية المناسبة للانسحاب الأميركي من العراق عن طريق التفاعل الممنهج على الصعيدين السياسي والأمني في العراق وفوق كل ذلك تعزيز دور ونفوذ الحكومة الوطنية.

توسيع دائرة الاستشارة السياسية لتشمل الجوار

بناء عليه، طالب كيسنجر، بتوسيع دائرة الاستشارة السياسية لتشمل دول الجوار، التي لم يتوقف عندها كثيرا، إذ دعا في الوقت عينه إلى العمل، مباشرة بعد الانتخابات العراقية، على تأسيس هيئة سياسية تضم الحلفاء الأوروبيين والهند وباكستان وتركيا. وأوضح ان عمل تلك اللجنة سينصب على تقديم النصيحة من أجل الارتقاء بالعملية السياسية في العراق، وتوسيع قاعدة نفوذ وشرعية الحكومة هناك. لكن كيسنجر، خلص إلى ان الإطار السياسي ليس بديلاً عن الحصيلة العسكرية الناجحة، على رغم ان النجاح العسكري لا يمكن له أن يدوم طويلاً من دون التقدم في العملية السياسية. وختم مشددا على ان الولايات المتحدة شنت حربها على العراق للحفاظ على أمن الشرق الأوسط وعلى أمن الأميركيين الخاص لذلك لا يمكنها أن تخرج من هذا البلد من دون أن يتم التوصل إلى توافق دولي يحفظ العراق من الفوضى.

العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً