هكذا نغيب...

يلفنا الضباب

تنسانا الذاكرة في صمت...

في سكون...

في غيابٍ فريد...

دون أن نحركَ الثبات...

دون أن نوقف الزمن...

هكذا نغيب.

الكون في حراك...

والليل لا يسبقه النهار...

والحياة تنقلنا...

تحركنا...

تبعدنا وتقربنا...

وها أنا أعود إلى عالمي الصغير...

فلا أرض لمن قد ودعوا الوطن...

ولا أرض لمن زُرِعوا خارج الوطن...

ولا وطن لمن ليس لهم وطن...

غيابٌ جديد...

في صمتٍ كئيب...

الأرض هذي كبيرة...

لا أجد موطئاً لقدمي الصغيرة...!

ليس لها... موافقٌ...

لظلها فقط...

بمرارة المنفى...

بالغربة والوحدة...

لا أجد موطئاً... في الأرض كبيرة...!؟

القلب صغير...

كعالمي الصغير...

لكنه يحتوي وجودي الكبير...!؟

بكل أبعاده...

بكل ظلاله...

بكل ألوانه وأشكاله وكل شيء فيه...

القلب الصغير يحتوي الكبير...

والأرض الكبيرة لا تحتوي القدم أو ظلها الصغير...!؟

عجيبٌ... عجيب...!؟

القلب الصغير... حوى كل كبير...

ليس وجودي وحده...

ليس ظلي وحده...

بل كل ما يحيط بي من ظل الحياة والوجود...

في حين أن أرضي...

والأرض الكبيرة...

لم تجد لقدمي أو ظلها موطئاً صغير...!؟

عجيبة يا أرضي...!

عجيبة يا كبيرة...!؟

أغيب في سكون...

وأرحل في هدوء...

لا ضجة... لا دمعةٌ...

ولا حتى وداع...

فما الذي أودعُ ...!؟

أجب يا زمان ...!؟

أجيبي يا كبيرة...!؟

أجبني يا صغير... يا من تحتويني وتحتوي الكبير...!؟

ما الذي أودعُ...؟

القلب والهوى ...؟

الروح والحياة...؟

الرغبة والندم...؟

الحلم والكابوس...؟

الواقع والخيال...؟

السهاد والسهر...؟

الدمع والألم...؟

الفرحة الوحيدة...؟

البسمة الحزينة...؟

أم البسمة اليتيمة...؟

أم ضحكة السرور...؟!

وضحكة الهروب من واقعٍ مرير...؟

أم أشيائي الصغيرة...؟

لا شيء لي هنا...

فعندما نموت...

لا تأخذ الروح حقيبة السفر...

لوحدها ترحل...

لوحدها تغيب...

لوحدها...

.... ... ... لوحدها...

...

وتتركَ الجسد...