دقّ الجرس معلناً ابتداء حصة اللغة العربية في المدرسة. أخرجت وفاء كتاب المادة استعداداً للدرس. صمتٌ رهيب خيّم على تلك الفوضى داخل الصف بدخول المعلمة.
رمت الأخيرة التحية وأردفت الطالبات ردها، واتخذ كلّن فهن مقعده. أرادت المعلمة استرجاع بعض من معلومات الدرس الماضي فأشارت إلى وفاء، ولكنها لم تستطع الإجابة عمّا كان بالسؤال المطروح، فأوقفت زمانها بصمت مدى الأيام.
تتقدم مراحل العمر وتتطوّر، لكنّ حالها لم يكن ليتبدل، وما يساعدها على نزع ثقتها بنفسها هو حديث الطالبات الدائم عنها، والاستهزاء بصمتها في كثير من الأحيان لكنّ شيئاً داخلها يمنعها من الرد عليهن، وكانت كثيراً ما تلتفت إلى مختلف تعليقاتهن عنها، فيغلب عليها البكاء في بعض الأوقات.
وفي إحدى المرات، وبينما هي منفجرةً بالبكاء لما تتعرض له، حضرت لها إحدى المدرسات، وحاولت أن تسكّن ما بها وحاورتها عن ضرورة الكلام، وإنها لن تصبح هكذا طيلة العمر وشددت لها على أنّ إرادة التغيير يتطلبه شيء من الثقة بالنفس، وظلّت وفاء مستمعة لها في سكون وهي خجلةً مسرورة.
استيقظت وفاء صباحاً... ارتدت زيها المدرسي... تناولت إفطارها... سارت متجهةً إلى مدرستها...
دقّ جرس الحصة الأولى وقد كانت تخشى مدرساتها لاللغة العربية، لكنها وبكل شجاعة صوّبت يدها مشيرة إلى رغبتها بقراءة القصيدة والكل في نظرة واحدة يتجه نحوها، وهي بكل ثقة تردد كلماتها إلى أن جلست بعد ثناء المعلمة عليها
العدد 1204 - الخميس 22 ديسمبر 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1426هـ