أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس عزمه تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، مشيرا إلى دعم أميركا لجهوده بهذا الاتجاه. من جانبه، قال رامسفيلد إن «الولايات المتحدة قررت خفض قواتها من 17 إلى 15 لواء لانتهاء الحاجة إليها بعد الانتخابات وتحسن قدرات قوات الأمن العراقية». وكان رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري أوضح في وقت سابق انه تم الاتفاق بين وزارة الدفاع والقوات المتعددة الجنسية على سحب 7500 جندي أميركي بحلول مارس/ آذار المقبل. في غضون ذلك، خرج عشرات الآلاف من العرب السنة في تظاهرات شملت بغداد، سامراء، الموصل، وتكريت للتعبير عن رفضهم نتائج الانتخابات، مرددين هتافات معادية لواشنطن ومطالبين بإعادة الاقتراع. أمنياً، خطف ستة سودانيين بينهم دبلوماسي في بغداد، فيما أسفرت أعمال العنف عن قتل جنديين أميركيين و21 عراقياً.

الطالباني يدعو إلى صيغة توافقية للحكم... والحكيم لا يرى مبرراً للرفض

تظاهرات ضخمة في العراق احتجاجاً على الانتخابات

بغداد ­ وكالات

تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين بعد انتهاء صلاة الجمعة في بغداد والموصل وتكريت وسامراء للاحتجاج على النتائج الجزئية للانتخابات في حين دعا الرئيس جلال الطالباني إلى صيغة توافيقة للحكم. وجاءت التظاهرات استجابة لجبهة التوافق التي تضم الحزب الإسلامي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر أهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي وجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها خلف العليان. ورفع المتظاهرون في منطقة اليرموك، غرب بغداد، أعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها «كلا كلا للتزوير» و«نطالب بتغيير المفوضية وإعادة الانتخابات» و«نعم للتمثيل الحقيقي ولا للتمثيل المزيف» و«يا إيران بره بره خلي بغداد تبقى حرة». وقال الدليمي أمام المتظاهرين في بغداد إن «ما تمخض من نتائج عن هذه الانتخابات بعيد كل البعد عن العدل والإنصاف». وطالب بإلغاء النتائج في كل محافظة يثبت أن هناك تزويراً فيها، مشيراً إلى انه «سيتبع كل الوسائل السلمية والقانونية من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل». من جهته، أكد الهاشمي إن «موقفنا الرافض لنتائج الانتخابات يتعاظم يوماً بعد يوم وأمامنا مهمة غير سهلة لتغيير النتائج وإحقاق العدالة». وأوضح أن «إدارة التزوير كانت موجودة قبل فتح صناديق الاقتراع»، مؤكداً انه «في حال لم يستجب لنا فإننا سنعيد النظر في اصل مشاركتنا السياسية، فنحن نرفض عملية سياسية يريدها البعض على مقاسه مبنية على التزوير والكذب». وأشار إلى أن العرب السنة «يرفضون أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية». كما ندد الإمام السني الشيخ مهدي الصميدعي إمام وخطيب مسجد أم القرى في خطبة الجمعة بالنتائج وقال إن «شعب العراق الذي كان يتطلع إلى قيام حكومة وطنية تضم جميع الأطياف تفاجأ بعملية تزوير وهذا ما لا يرضاه شعب أبدا». وطالبت جبهة التوافق في بيان الأمم المتحدة «بفتح تحقيق بشكل عادل ومنصف وحيادي وجدي للنظر في الطعون المقدمة من الجبهة والقوى السياسية الأخرى عبر تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة». كما طالبت «بإقامة انتخابات جديدة تحت إشراف دولي في المناطق التي تعرضت لعمليات تزوير وتهديد واسعة النطاق قبل وخلال وبعد الانتخابات ولاسيما في بغداد والبصرة وكركوك والحلة». وفي سامراء، تظاهر نحو خمسة آلاف ورفعوا لافتات كتب عليها «نعم للتوافق وكلا وكلا للطائفية» و«مرحبا للأيادي النظيفة وكلا كلا للأيادي الوسخة» و«وحدة وحدة وطنية لا سنية ولا شيعية». وفي تكريت، تظاهر مئات الأشخاص. وفي الموصل، انطلق مئات المتظاهرين من مسجد «الخضر» باتجاه مبنى المحافظة وهم يحملون أعلاماً ولافتات كتب عليها «المفوضية تبيع العراق لدول الجوار». وقال المستشار الدولي لدى المفوضية المستقلة كريج ينيس انه لا يرى سبباً لإعادة الانتخابات على رغم مزاعم حدوث تزوير. لكنه صرح بأنه يشك في أن الشكاوى التي يجرى التحقيق بشأنها الآن يمكن أن تؤدي إلى إلغاء نتائج وإجراء انتخابات جديدة. كما أعرب رئيس لائحة الائتلاف الموحد عبدالعزيز الحكيم عن أسفه لرفض بعض الجماعات النتائج المعلنة. وقال بعد زيارته للمرجع الديني السيدعلي السيستاني إن «من حق كل جهة أن تطعن بالنتائج أما هذه المواقف المؤسفة وغير المبررة، والبعض بدأ يهدد وبشكل واضح فهذا أمر سيء». وبشأن سبب زيارته للسيستاني، قال الحكيم إن «الهدف من الزيارة تقييم الانتخابات ونتائجها المهمة والتاريخية». من جهته، دعا الطالباني إلى عقد اجتماع ثلاثي بين قائمة التحالف الكردستاني والائتلاف الموحد وجبهة التوافق للتوصل إلى صيغة توافقية لحكم العراق