العدد 1205 - الجمعة 23 ديسمبر 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1426هـ

شارون و«هشاشة» الدولة العبرية

شغلت الصحف العبرية الأزمة الصحية التي تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، وحال الهلع التي أصابت المجتمع السياسي الإسرائيلي الذي أثبت انه يفتقر للأحزاب القوية. وسلطت الأضواء على «ركاكة وهشاشة» التركيبة السياسية القائمة على كاهل أشخاص بل شخص واحد متمثل بارييل شارون. ونعت «الديمقراطية» في «إسرائيل». وهناك من رجح بعد فوز بنيامين نتنياهو برئاسة تكتل «ليكود» أن يحسم ناخبو الليكود المترددون موقفهم بالتصويت لحزب شارون (كاديما). وفي المقالات العبرية أيضا هناك من لفت إلى ان سورية ستحسم قريبا لبنانية مزارع شبعا بما يرمي الكرة في الملعب الإسرائيلي، إذ ان حزب الله سيجد المبرر الكافي لشن هجمات جديدة لتحرير المزارع. من جهة أخرى، علقت على فوز حركة «حماس» في الانتخابات البلدية الفلسطينية. وتوقعت أن تستكمل الحركة هذا النجاح باكتساح مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، لكن هناك من رجح عدم استعداد قيادة «حماس» للإمساك بلجام الحكم الفلسطيني فهي ليست مؤهلة لتسلم زمام السلطة الفلسطينية. لأن من سيدير السياسة اليومية الفلسطينية ملزم بالإقدام على حلول تسوية وسطية وهذا ما تفتقده الحركة الإسلامية برأي المعلقين الإسرائيليين.

أزمة شارون وأنظمة «الرجل الواحد»

على خلفية الأزمة الصحية التي تعرض لها ارييل شارون، اعتبرت «جيروزاليم بوست»، ان مشاعر الصدمة والخوف على مصير شارون عمت مختلف الأوساط الإسرائيلية. وسلطت الضوء على مسألة اعتماد الإسرائيليين على شخص شارون بذاته ورفضهم حاكما آخر غيره. فمرض شارون أعاد إلى ذاكرة الإسرائيليين ان هذا الرجل ناهز السابعة والسبعين من عمره. ولفتت الأنظار إلى انه الأكبر سناً بين مختلف الرؤساء الذين تبوأوا الحكومات الإسرائيلية، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال رحيله وأحدث حالاً من الارتباك والحيرة بشأن الشخصية التي يمكن لها أن تحل مكانه. فليست الحكومة وحدها التي تعتمد على قدراته ومكانته السياسية بل يشكل شارون ركيزة أساسية في النظام السياسي الإسرائيلي برمته. والدليل، كما ترى الصحيفة، ان أكبر حزب في «إسرائيل» أي «ليكود» يكاد ينهار ويتلاشى بعد انسحابه منه. وهنا تساءلت عما إذا كان النظام السياسي الإسرائيلي يقع على عاتق رجل واحد؟ فإذا كان الجواب بـ «نعم» فإن هذا الأمر يلحق الضرر بالديمقراطية الإسرائيلية، لافتة إلى ان حال الهلع التي أصابت المجتمع الإسرائيلي بسبب أزمة شارون الصحية سلطت الأضواء على هشاشة الأنظمة السياسية التي تعتمد على شخص رجل واحد بدلا من أن تشكل الأحزاب الايديولوجية المتنافسة الهيكل الأساسي لها.

فوز نتنياهو لن يحسم وضع «الليكود»

وعلى خلفية الإعلان عن فوز وزير المالية الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو برئاسة «ليكود»، اعتبر يوسي فيرتر في «هآرتس» ان هذا الحزب لم يبد يمينيا وراديكاليا في يوم من الأيام، كما بدا وتجلى في يوم الانتخابات. ورأى ان فوز نتنياهو سيكون خبرا سارا لحزب «كديما»، حزب شارون الجديد، إذ ان ناخبي «ليكود» المترددين سيحسمون أمرهم قريبا جدا بدعم «كديما». ولكنه رجح في الوقت نفسه أن يشكل فوز نتنياهو دافعا لناخبي التكتل الذين كانوا قد تخلوا عنه في السابق لمصلحة الحزب القومي الديني (المفدال)، للعودة إلى «ليكود». غير ان فيرتر، أكد في النهاية ان فوز نتنياهو لن يحسن وضع «ليكود» الذي سيبقى حزبا من القياس المتوسط، أي في مكان ما بين «العمل» و«شاس».

«حماس» ستحقق نجاحاً كاسحاً في الانتخابات

وكتب داني روبنشتاين مقالاً في «هآرتس» علق فيه على نجاح «حماس» الكاسح في الانتخابات البلدية، متوقعا أن تحقق «الحركة» فوزا آخر في الانتخابات التشريعية الشهر المقبل. غير ان روبنشتاين لفت إلى ان هذا النجاح أثار بعض المخاوف في نفوس قادة الحركة ليس بسبب التحذيرات التي صدرت عن الكونغرس الأميركي ولا التهديدات الإسرائيلية على لسان وزير الخارجية الإسرائيلية سيلفان شالوم، وإنما هو ناجم عن عدم استعداد قيادة «حماس» للإمساك بلجام الحكم الفلسطيني وهي ليست مؤهلة لتسلم زمام السلطة الفلسطينية، موضحا ان من يجب عليه أن يحكم ويدير السياسة اليومية ملزم بالإقدام على حلول تسوية وسطية، الأمر الذي لا يتوافق مع أيديولوجية «حماس» المتطرفة والمبنية على معاداة «إسرائيل». من هنا، أشار إلى ان «حماس» تجنبت التطرق في حملاتها الانتحابية إلى المسائل الخارجية وركزت على الجوانب الداخلية، مضيفا انه ليس من قبيل المصادفة أن قادتها اختاروا عنوان «الإصلاح والتغيير» لحملاتهم الانتخابية، فهذا العنوان غير ملزم بالسياسات الخارجية ويركز على المسائل الداخلية والاجتماعية. وفيما أشار إلى ان دعم الناس لـ «حماس» أتى نتيجة نفورهم من الفساد المستشري في حركة «فتح»، رأى ان على حماس إعادة النظر في سياساتها وخصوصا تجاه «إسرائيل» وإلا فلن يكون لنجاحها معنى وخصوصا في ظل التهديدات الأميركية والأوروبية بوقف المعونات إذا فازت «حماس» في الانتخابات التشريعية

العدد 1205 - الجمعة 23 ديسمبر 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً