يسعدني أن يشاطر الشعب الياباني الشعب البحريني الصديق أجواء فرحة الاحتفال بأعياده الوطنية، إذ تشهد البحرين ولحد الآن احتفالات عيدها الوطني المجيد وذكرى تتويج ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. شهد هذا العام 2005 حدثاً بالغ الأهمية في مسار العلاقات اليابانية البحرينية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين. لقد تطلعت شخصياً وبشوق وأمل إلى تحقيق الحلم الذي حلمت به ومنذ مهمتي الأولى في البحرين العام .1990 وبفضل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، أصبح الحلم واقعاً وتم تعيين، وزير الصحة السابق خليل إبراهيم حسن، أول سفير للبحرين في اليابان في يوليو/ تموز هذا العام، وافتتحت مملكة البحرين سفارة لها في طوكيو في سبتمبر/ أيلول هذا العام. وتسلم جلالة امبراطور اليابان أوراق اعتماد السفير خليل في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتم بعد هذه المناسبة السعيدة والمهمة زواج ابنة الامبراطور الوحيدة ساياكو في اليوم التالي، أي 15 نوفمبر. شعرت بسعادة غامرة لمشاركتي حكومة البحرين في هذه المرحلة الزاهرة في مسار علاقاتنا الثنائية والترتيب لاستقبال أول وأهم سفير في اليابان وافتتاح مملكة البحرين سفارة لها في قلب العاصمة طوكيو، وسمعت أخيراً عن احتفال سفارة مملكة البحرين في اليابان بالعيد الوطني المجيد وإقامتها أول احتفال في طوكيو حضره الكثير من كبار المسئولين ورجال الأعمال في اليابان، وحظي بنجاح واهتمام كبيرين ورائعين في طوكيو. وبهذه المناسبة المهمة، اسمحوا لي أن اعرب عن عظيم تقديري وامتناني لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولحكومة وبرلمان مملكة البحرين لاتخاذهم هذه المبادرة المهمة التي ستسهم في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية التي تربط بين اليابان والبحرين. وأنا على ثقة من أن السفير خليل سيسعى مخلصاً إلى تعزيز العلاقات البحرينية اليابانية، ودفعها إلى المزيد من التقدم والتطور وبفضل دعم ورعاية حكومة البحرين، وسأبذل أقصى جهدي ومن خلال التعاون مع الجانب البحريني بهدف توثيق وتقوية العلاقات الثنائية. شهد هذا العام الذكرى الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وقام جلالة امبراطور وامبراطورة اليابان بزيارة تذكارية لمنطقة سيبان، التي شهدت قتالاً ضارياً، وللصلاة على ارواح ضحايا هذه الحرب. كان جلالة الامبراطور في الصف الخامس الابتدائي وقت وقوع معركة سيبان، وانتهت الحرب في السنة التالية، لهذا لاتزال ذكريات الحرب في منطقة جنوب المحيط الهادي حية في ذاكرة جلالة الامبراطور. يفوق عدد اليابانيين الذين يمثلون جيل ما بعد الحرب 70 في المئة من سكان اليابان، ويؤمن جلالة الامبراطور بضرورة أن يواصل الجيل الذي عاصر الحرب التحدث للناس عن ذكرياتهم ومعاناتهم. جدد رئيس وزراء اليابان كويزومي الاعراب ونيابة عن حكومة اليابان، عن عزمه وتصميمه المساهمة الفعالة في ارساء ودعم السلم والازدهار في العالم وتعزيز العلاقات الودية التي تربط بين اليابان وبقية الدول، وانطلاقاً من تركيز جل اهتمام اليابان على ارساء وتحقيق السلام. أود من جانبي، وبصفتي سفيراً لليابان في مملكة البحرين، أن أعبر مجدداً عن تقديري واحترامي الكبيرين للدور المهم والبارز الذي تقوم به مملكة البحرين في حفظ وصيانة السلم والأمن في المنطقة وبفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وسمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. مع عزمي وتصميمي الصادق في المزيد من التقدم والتطور للعلاقات التي تجمع بين اليابان ومملكة البحرين ومن خلال التعاون الصادق مع حكومة البحرين. مع تمنياتي القلبية بتحقيق النتائج الإيجابية والمثمرة ولما يعود ليس فقط بالفائدة على البلدين الصديقين، ولكن أيضاً في دعم السلام والاستقرار في المنطقة. أود في الختام، الاعراب عن أصدق التمنيات لشعب البحرين الصديق ومع تمنياتي بالصحة والسعادة والهناء والازدهار لكم جميعاً، وكل وعام والجميع بألف خير.
* سفير اليابان في المنامة، في كلمة بمناسبة احتفال بلاده بعيد ميلاد امبراطور اليابان في فندق البلومات في 21 الشهر الجاري.
العدد 1205 - الجمعة 23 ديسمبر 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1426هـ