عندما بدأت حوادث التسعينات وإلى هذا اليوم، نحن نلاحظ كثيراً من بعض الفئات ممن تستنكر هذه الحوادث، وباعتقادي أن جميع أفراد مجتمع البحرين بكل طوائفه لا يقبل، بل ويرفض مثل هذه الحوادث من العنف. ولكن الغريب عندما تحدث حوادث من هذا النوع، فمثلاً الحوادث الأخيرة المؤسفة نلاحظ من بعض الفئات من الناس يستنكرون ويشجبون بشدة عبر وسائل مختلفة مثل المنابر والصحف والإعلام، وهذا طبعاً حق لهم، ولكن ألا تعتقدون أن طريقة الاستنكار هذه تولد غضباً شديداً لدى أناس آخرين ليس لهم ناقة ولا جمل في الحوادث وكأنما يريدون أن يحدثوا نوعاً من الفتنة. طبعاً، والجميع يعلم أن هناك فئة من الناس تريد أن تصطاد في الماء العكر على حساب فئة أخرى من الناس، وهذا مؤسف جداً لأن المحاولات في النهاية لا تخدم مصلحة الوطن. عندما قدم المذيع الناجح سامي هجرس البرامج الحوارية السابقة وهي في الحقيقة تصب في مصلحة الوطن والمواطن، أعجبني جدا الحوار الذي تمت إعادة بثه يوم الجمعة بتاريخ 9/12/2005 عندما تحاور مع ضيوفه الموجودين في البرنامج عن قضية البطالة في البلد كانت طريقة حوارية فعلاً، وراقية جداً، فيها نوع من الأخوة والاحترام المتبادل من الجميع وفي النهاية يخرج الجميع بنقاط وحلول حتى ولو كانت جوهرية. الاهم من ذلك أن طريقة الحوار كانت طريقة حضارية. وهذا النوع من الحوارات يصب في مصلحة الوطن طبعاً، ويعطي طابعاً جميلاً عن المجتمع البحريني. وأعتقد أن هذه الحوارات هي التي يبحث عنها الشارع البحريني وتخفف هيجانه من العنف، وليس الاستنكار والشجب على حساب فئة اخرى من الناس.
حسين سلطان الجفيري
العدد 1205 - الجمعة 23 ديسمبر 2005م الموافق 22 ذي القعدة 1426هـ