العدد 2987 - الثلثاء 09 نوفمبر 2010م الموافق 03 ذي الحجة 1431هـ

ماذا سيفعل «جيش الرب» في حال تم الانفصال بين جنوب السودان عن شماله؟

ظهر متمردو «جيش الرب للمقاومة» في شمال أوغندا في نهاية ثمانينات القرن الماضي وانتقلوا اعتباراً من العام 2005 نحو أقصى شمال شرق الكونغو الديمقراطية ونحو جنوب السودان وشرق جمهورية إفريقيا الوسطى وكانوا يحرقون في طريقهم القرى ويختطفون أطفالاً يستخدمونهم رغماً عن إرادتهم في القتال كما كانوا يغتصبون النساء.

وفي أرض ولاية غرب الاستوائية التي كان يفترض أن تكون مخزن حبوب جنوب السودان، أراض خصبة وغنية تنمو فيها أشجار شاهقة ومحاصيل زراعية وافرة، غير أن مزارعيها يخشون المغامرة بالخروج إلى الحقول خوفاً من متمردي جيش الرب للمقاومة الذين يثيرون الرعب في المنطقة.

ويلهو أطفال حفاة في وسط قرية آزو المتواضعة الواقعة في ولاية غرب الاستوائية على الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وفي هذه المنطقة غزيرة الأمطار يفترض ألا يشكو أحد من الجوع، ولكن منظمات الإغاثة الإنسانية توزع هنا حصصاً غذائية على الآلاف من المحتاجين الذين فروا من قراهم بسبب هجمات جيش الرب للمقاومة.

وهذا العام، شن جيش الرب للمقاومة 22 هجوماً في جنوب السودان وأجبر قرابة 55 ألف شخص على النزوح إلى غرب الاستوائية من بينهم 15 ألفاً لجأوا إلى بلدة آزو.

ويقول إسحق دومينيك الذي فر من قريته مادورو إلى آزو بعد هجوم للمتمردين: «كنا نخرج لزراعة الأرض ولكن الآن بسبب جيش الرب للمقاومة لا أحد يجرؤ على الخروج».

وتوجد في آزو مئات الخيام المتواضعة المشيدة بواسطة عيدان خشبية مسقوفة بقطعة من البلاستيك. وفي المساحات الصغيرة الخالية بين الخيام، يقوم النازحون بزراعة البطاطا.

ويقول نائب رئيس اللجنة المحلية المسئولة عن إعاشة النازحين أرشانغال سندان تيازا «لا يوجد مكان هنا للزراعة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإذا خرجنا من القرية سيقتلنا مقاتلو جيش الرب للمقاومة».

ويقول أندريو بيتو، من منظمة انترسوس غير الحكومية «أصبح الوضع أكثر استقراراً بعض الشيء الآن في آزو التي هاجمها جيش الرب للمقاومة في أبريل/ نيسان الماضي ولكن الأمن هو الهاجس الأساسي، إذ إن المزارعين ينبغي أن يزرعوا الأرض خارج القرية غير أنهم لا يفعلون بسبب انعدام الأمن».

ولا يستبعد أرشانغال سندان تيازا «عودة جيش الرب من أجل إفساد الاستفتاء» بشأن استقلال جنوب السودان المقرر إجراؤه في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل.

ويعتبر الجنوبيون أن جيش الرب للمقاومة رديف للجيش الشمالي ويتهمون الخرطوم بالسعي إلى زعزعة الاستقرار في جزء من جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء.

وتقول منسقة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في جنوب السودان، ليز غراند إن «جيش الرب نجح في حظر الإنتاج الغذائي فمقاتلوه يهاجمون القرى والناس تخاف من الذهاب إلى المناطق التي يمكنها الزراعة فيها».

وتضيف «كان يفترض أن تكون ولاية غرب الاستوائية مخزن حبوب جنوب السودان ونقص الإنتاج الغذائي فيها لا يضر فقط المزارعين ولكن جنوب السودان بكامله».

وقدم برنامج الأغذية العالمي هذا العام مساعدات غذائية لنحو 4,3 ملايين شخص في جنوب السودان، أي قرابة نصف سكان هذه المنطقة الواسعة التي تعاني من مشكلات اقتصادية بسبب مشكلات الجفاف بصفة خاصة.

وتؤكد غراند أنه «لو كان هناك إنتاج زراعي في ولاية غرب الاستوائية لما اضطررنا إلى توزيع هذا الكم من المساعدات».

العدد 2987 - الثلثاء 09 نوفمبر 2010م الموافق 03 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً