العدد 2996 - الخميس 18 نوفمبر 2010م الموافق 12 ذي الحجة 1431هـ

أميركا تقدم عرضاً جديداً لإسرائيل من أجل تحريك المفاوضات

بين التفاؤل والحذر بشأن عملية السلام

تبدي إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما تفاؤلاً حذراً إزاء فرص استئناف عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط، متسلحة بعرض جديد قدمته لإسرائيل يمكن أن يحرك المفاوضات.

وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون بـ «الجدية» التي يدرس فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العرض الأميركي. ووصفت الاثنين هذا الأمر بأنه «واعد جداً» كما كان أعلن الرئيس الأميركي قبل ذلك.

وقال الناطق باسمها، فيليب كراولي إن العودة إلى المفاوضات ستكون «الخطوة الأولى» الحتمية في اتجاه حل النزاع.

وأضاف «حين تجرى مفاوضات، سنتمكن من إحراز تقدم»، مشيراً إلى أن استئناف الحوار «سيزيد لكل طرف المصلحة في البقاء على الطاولة والاستمرار بالحوار والعمل على حل المسائل الصعبة والتوصل إلى اتفاق».

وكان استئناف الحوار الإسرائيلي-الفلسطيني إحدى أولويات الرئاسة الأميركية منذ تولي أوباما مهامه. وتم تحقيق هذا الهدف أخيراً في 2 سبتمبر/ أيلول في واشنطن.

لكن استئناف المفاوضات، الذي جاء نتيجة عشرين شهراً من الجهود، انهار في أقل من ثلاثة أسابيع إثر رفض إسرائيل تمديد العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية في 26 سبتمبر.

غير أن الولايات المتحدة عادت لتوها للإمساك بزمام الأمور عبر تقديمها عرضاً سخياً لإسرائيل يتضمن إجراءات دعم سياسي وعسكري مقابل إعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية لمدة 90 يوماً، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأعلن مسئول إسرائيلي كبير الثلثاء أن إسرائيل تنتظر صياغة الخطة الأميركية المتعلقة بتجميد الاستيطان خطياً، قبل أن تبت في أمرها.

وتأمل واشنطن في أن يتوصل الطرفان خلال ثلاثة أشهر من تجميد الاستيطان، و خصوصاً إلى الاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولة الفلسطينية المقبلة و إسرائيل ما يمكن أن يتيح تسوية مشكلة الاستيطان، حيث يواصل الإسرائيليون البناء فقط في أراضيهم.

ويبدو أن هناك غالبية ضيقة داخل الحكومة الأمنية الإسرائيلية لقبول العرض الأميركي حيث أن سبعة وزراء يؤيدونه وستة يعارضونه فيما يعتزم وزيران من حزب شاس الديني المتطرف الامتناع عن التصويت. ولم يحدد أي موعد للتصويت بعد.

ويطالب الفلسطينيون بأن يشمل تجميد الاستيطان المحتمل القدس الشرقية المحتلة أيضاً.

لكن المستشار القانوني السابق للسلطة الفلسطينية، أمجد عطا الله يشكك في فرص العرض الأميركي.

وقال في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، «فلنقر بأن الولايات المتحدة ترغم الفلسطينيين على استئناف المفاوضات»، متسائلاً «ماذا سيحصل عند انتهاء الثلاثة أشهر حيث من المرجح ألا يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق؟».

ويخشى عطا الله الذي يشارك حالياً في إدارة قسم الشرق الأوسط في مركز الأبحاث نيو أميركا فاونديشن، أن يكون كل فشل جديد «أكثر حساسية سياسياً وخطراً على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء».

ويلفت المفاوض الأميركي السابق، آرون ديفيد ميلر إلى أن واشنطن «تحارب من أجل مجرد العودة إلى نقطة البداية» أي استئناف الحوار الذي أطلق في سبتمبر/ أيلول.

لكن هذا الأختصاصي العضو في مركز وودرو ويلسون يعتبر أن مواصلة المفاوضات بعد انقضاء فترة التسعين يوماً من تجميد الاستيطان تبدو محتملة.

وقال «لا أستبعد إحراز تقدم بشأن مسألة الحدود والأمن»، مذكراً بأنه شهد عدة مرات مفاوضات «تتغير خلالها الدينامية».

العدد 2996 - الخميس 18 نوفمبر 2010م الموافق 12 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً