كشف موقع «ويكيليكس» مساء أمس (الأحد) عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية، فجر من خلالها أزمة دبلوماسية في وجه الولايات المتحدة الأميركية في جميع أنحاء العالم، وسارعت كبريات الصحف العالمية إلى نشر أعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الأميركية.

وسارع البيت الأبيض الى التنديد بالعمل «غير المسئول والخطير» لموقع «ويكيليكس» معتبراً أن هذه الخطوة يمكن أن تعرض حياة كثيرين للخطر. ونددت وزارة الدفاع الأميركية بدورها بنشر هذه الوثائق التي «تم الحصول عليها بشكل غير شرعي» من قبل «ويكيليكس»، وأكدت أنها اتخذت إجراءات لتجنب تكرار هذا التسرب في المعلومات.

وكان مؤسس الموقع جوليان آسانج (الذي اختارته مجلة التايم «رجل العام 2010») قد وعد بنشر نحو ثلاثة ملايين وثيقة ،على دفعات، وتراسل مع الخارجية الأميركية من خلال محاميه في لندن، إذ مازال مكان تواجده غير معروف.

وأوضحت «الغارديان» أن المقتطفات التي ستنشرها بصورة متسلسلة يومياً تكشف أن قادة في الشرق الأوسط حثوا أميركا لشن غارة جوية على إيران، وأنه صدرت تعليمات لمسئولين أميركيين للتجسس على قياديين في الأمم المتحدة.

كما تغطي تلك البرقيات أنشطة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما، فضلاً عن الآلاف من الملفات من رئاسة سلفه جورج بوش.

وقادت كلينتون حملة من الاتصالات مع قيادات البلدان الحليفة للحد من الضرر، وقام سفراء الولايات المتحدة في العواصم الأخرى بإيصال تعليمات وجيزة لمضيفيهم قبيل التسريبات،

وقررت صحف عالمية نشر التسريبات تزامناً مع موقع «ويكيليكس» وهي «الغارديان»، «نيويورك تايمز» الأميركية، «دير شبيغل» الألمانية، «لوموند» الفرنسية، و «البايس» الإسبانية.

وكان موقع «ويكيليكس» قد سرب 400 الف وثيقة في22 أكتوبر / تشرين الأول 2010، حول النشاط العسكري الأميركي في المنطقة.

وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ما تم الكشف عنه «يقدم عرضاً غير مسبوق للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم». وأضافت الصحيفة الأميركية أن «بعض هذه الوثائق حديث جداً ويعود إلى شهر فبراير/ شباط الماضي».

وكشفت وثيقة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2009 أن استراتيجيتها للتفاوض مع إيران «لن تنجح».

وقبل ساعات من نشر «ويكيليكس» هذه المراسلات الدبلوماسية قال مدير الموقع جوليان آسانج في مؤتمر عبر شاشة فيديو مع صحافيين في الأردن إن الوثائق التي سينشرها موقعه تشمل «كل المواضيع الكبرى».

وصفت بوتين بـ«الكلب» وميركل بـ«غير المبدعة» وقرضاي بالمصاب بـ«جنون العظمة»

وثائق «ويكيليكس» تفجر أزمة دبلوماسية في وجه الولايات المتحدة

الوسط - المحرر السياسي

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية مساء أمس (الأحد) إن أزمة دبلوماسية انفجرت في وجه الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، مع تسريب موقع «ويكيليكس» ووسائل الإعلام الدولية الأخرى لأكثر من ربع مليون برقية سرية بعثها دبلوماسيو السفارات الأميركية في الآونة الأخيرة، وبعضها مؤرخ في فبراير/ شباط 2010. وكان مؤسس الموقع «جوليان آسانج (الذي اختارته مجلة التايم «رجل العام 2010») قد وعد بنشر نحو ثلاثة ملايين وثيقة، على دفعات، وتراسل مع الخارجية الأميركية من خلال محاميه في لندن، إذ مازال غير معروف.

وأوضحت «الغارديان» أن المقتطفات التي ستنشرها بصورة متسلسلة يومياً تكشف أن قادة في الشرق الأوسط حثوا أميركا لشن غارة جوية على إيران، وأنه صدرت تعليمات لمسئولين أميركيين للتجسس على قياديين في الأمم المتحدة، وأن هاتين الفضيحتين لوحدهما سيتردد صداهما في جميع أنحاء العالم»، مشيرة إلى أن البرقيات السرية التي تم الحصول عليها تكشف أيضاً عن تقييم واشنطن للعديد من القضايا الدولية الأخرى والحساسة للغاية، وتشمل تحليل التحول الكبير في العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، وعدم الاستقرار المتزايد في باكستان وتفاصيل الجهود الأميركية السرية لمكافحة تنظيم «القاعدة» في اليمن.

ومن بين ما كشف عنه أيضاً، ومن المحتمل أن يسبب ضجة، برقيات تتحدث عن «مخاوف شديدة في واشنطن ولندن على أمن برنامج الأسلحة النووية في باكستان»، «الصلات المزعومة بين الحكومة الروسية والجريمة المنظمة»، «انتقادات موجعة جداً للجهود البريطانية العسكرية في أفغانستان»، «الحديث عن سلوك غير لائق لعضو من العائلة المالكة البريطانية»، وغيرها.

ومن المتوقع أن تنزعج الحكومة البريطانية التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات خاصة عندما تقرأ برقيات من السفارة الأميركية في لندن تتراوح بين انتقادات سياسية خطيرة موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إلى طلبات للحصول على معلومات استخباراتية محددة عن أعضاء في البرلمان البريطاني.

وتتضمن التسريبات انتقادات لاذعة أرسلها موظفون في السفارات الأميركية موجهة إلى حكومات الدول التي تستضيفهم، وتشمل هذه المواد تشبيه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بـ «كلب»، والرئيس الأفغاني حامد قرضاي بأنه «مدفوع بجنون العظمة»، وتصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «تتجنب المخاطر وليست مبدعة». وهناك أيضاً المقارنة بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والزعيم النازي أدولف هتلر. وتتضمن البرقيات أسماء للبلدان الضالعة في تمويل الجماعات الإرهابية، ووصفاً لحادثة كانت تقترب من «كارثة بيئية» في العام الماضي تتعلق بشحنة مهربة من اليورانيوم المخصب، وتكشف عن تفاصيل لمفاوضات فنية سرية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الصواريخ النووية أجريت في جنيف.

كما تغطي تلك البرقيات أنشطة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما، فضلاً عن الآلاف من الملفات من رئاسة سلفه جورج بوش.

وقادت كلينتون حملة من الاتصالات مع قيادات البلدان الحليفة للحد من الضرر، وقام سفراء الولايات المتحدة في العواصم الأخرى بإيصال تعليمات وجيزة لمضيفيهم قبيل التسريبات، وتواجه واشنطن الآن مهمة صعبة في إقناع الآخرين بأن الاتصالات بشأن أي محادثات في المستقبل سوف تظل سرية.

وقررت صحف عالمية نشر التسريبات تزامناً مع موقع «ويكيليكس» وهي «الغارديان»، «نيويورك تايمز» الأميركية، «دير شبيغل» الألمانية، «لوموند» الفرنسية، و «البايس» الإسبانية.

وكان موقع «ويكيليكس» قد سرب 400 الف وثيقة في22 أكتوبر / تشرين الأول 2010، حول النشاط العسكري الأميركي في المنطقة.

البيت الأبيض يعتبر أن حياة كثيرين ستتعرض للخطر

ندد البيت الأبيض بـ «أقسي التعابير» بالعمل «غير المسئول والخطير» المتمثل في قيام موقع «ويكيليكس» بنشر وثائق دبلوماسية أميركية سرية، معتبراً أن هذا العمل يمكن أن يعرض حياة كثيرين للخطر.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان: «ليكن واضحاً أن هذه المعلومات تعرض للخطر دبلوماسيينا والعاملين في أجهزة الاستخبارات والناس في العالم أجمع الذين يطلبون من الولايات المتحدة مساعدتهم لنشر الديمقراطية».

«البنتاغون» تدين الموقع وتعزز أمن المعلومات

استنكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر ويكيليكس «الطائش» لعدد هائل من الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأميركية، وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن الشبكات العسكرية الأميركية السرية.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بريان وايتمان مشيراً إلى خطوات للحيلولة دون تحميل معلومات كمبيوتر سرية على وسائط تخزين نقالة: «إن وزارة (الدفاع) قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل».