العدد 3010 - الخميس 02 ديسمبر 2010م الموافق 26 ذي الحجة 1431هـ

صفقة مساعدات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمناخ نصفها «قروض»

أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الأول أنه شرع في إطلاق مشروعات خاصة بالمناخ في الدول الفقيرة تدعمها مساعدات من القارة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وفاءً بالوعود التي أعلن عنها في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي في كوبنهاغن العام الماضي. لكن نصف هذه المساعدات ستكون في شكل قروض بدلاً من منح للدول الفقيرة وهو ما جعل خبراء ونشطاء البيئة يسارعون بانتقادها.

كما تركز المساعدات بصورة أكبر على خفض انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بدلاً من مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة آثار التغير المناخي. وفي تقرير طرحه أثناء الجولة الجديدة من محادثات المناخ في كانكون بالمكسيك، قال الاتحاد الأوروبي إنه قام بتدبير 2ر2 مليار يورو (9ر2 مليار دولار) من أصل 2ر7 مليارات يورو تعهد بها الاتحاد في إطار ما يسمى بتمويل «البداية السريعة» بحلول 2012. و المساعدات التي تمنحها الدول الغنية للدول النامية لتسديد نفقات جهودها في مواجهة ظاهرة التغير المناخي ستكون قضية رئيسية في محادثات كانكون التي بدأت أمس الأول الاثنين وتستمر حتى العاشر من الشهر الحالي. وكانت الدول الغنية قد وعدت بـ 30 مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة بحلول 2012 لكن تم تدبير نصف هذا المبلغ حتى الآن. غير أن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في كانكون، أرتور رونج ميتزجر دافع عن استخدام فكرة القروض لمساعدة الكثير من مشروعات الطاقة النظيفة التي ترتفع تكاليفها في البداية لكنها توفر الأموال بالفعل بمرور الوقت. وفي حين أقر بأن بعض القروض التي تسدد ستذهب إلى مشروعات أخرى خاصة بالمناخ، إلا أن بعض تلك القروض قد تتدفق مرة أخرى على الموازنات التي تعاني من نقص الأموال النقدية بالاتحاد الأوروبي.

وقال رونج ميتزجر إن القروض ستمنح فقط للدول غير المثقلة بالفعل بالديون وبالتالي نضمن أنه سيكون لدى الدول المقترضة للأموال القدرة على السداد دون التسبب في متاعب أكثر للحكومات المثقلة بالديون. من ناحية أخرى انتقد توف ريدينج بمنظمة السلام الأخضر هذا الإجراء قائلاً إن القروض تعد أداة خاطئة تستخدمها المجتمعات الصناعية في مساعدة الدول الفقيرة التي ليس لها يد في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري لكنها تكتوي بآثاره. وقال ريدينج «إن ذلك يشبه تماماً أنني صدمت سيارتك بسيارتي متعمداً ثم أعرض عليك قرضاً لإصلاح الضرر». كما انتقدت منظمة أوكسفام الاقتراح لكونه لا يراعي الأولويات: قرابة 50 في المئة من المساعدات سوف تركز على خفض الانبعاثات بالدول النامية بينما 30 في المئة منها سيخصص لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع آثار ارتفاع درجة حرارة الكوكب. يذكر أنه من بين القرارات التي يأمل وزراء حكومات العالم التوصل إليها خلال الاجتماع الذي يستمر أسبوعين في كانكون إنشاء «صندوق أخضر» يتولى إدارة مساعدات المناخ التي تخصصها الدول الغنية. لكن المحادثات توقفت وذلك في جزء منه بسبب الخلافات بشأن كيفية زيادة الشفافية في مشروعات المناخ بالدول النامية. وتمثل المساعدات السريعة مطلباً مهماً للدول الفقيرة التي تشعر بالفعل ببعض آثار ظاهرة التغير المناخي مثل ارتفاع مستويات سطح البحر وكثرة العواصف الشديدة. وفي قمة كوبنهاغن حددت الحكومات هدفاً وهو تخصيص 100 مليار دولار لمساعدات المناخ سنوياً بحلول العام 2020.

العدد 3010 - الخميس 02 ديسمبر 2010م الموافق 26 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً