انطلقت صباح أمس (الثلثاء)، فعاليات المؤتمر العالمي السادس لطب وجراحة القلب في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، الذي ينظمه مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب، بحضور أكثر من 1500 مشارك، و240 متحدثا وطبيب قلب من السعودية ومختلف دول العالم.
وتضمنت فعاليات المؤتمر، الذي يقام برعاية أمير المنطقة الشرقية سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، إقامة العديد من المحاضرات المتخصصة في مجال القلب، واستعراض أحدث الدراسات والأبحاث في مجال علاج أمراض القلب.
وفي الكلمة التي ألقاها بالإنابة عن أمير المنطقة الشرقية، قال نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، إن «عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات يمثل جانبا من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، بالبحث العلمي وتبادل الخبرات»،
وأضاف «لاشك أن التقاء كفاءاتنا الوطنية مع نظرائهم من مختلف دول العالم في مثل هذه المؤتمرات، يتيح لهم تبادل المعلومات والتجارب ليطلعوا على الجديد في جميع التخصصات، ما يزيد حصيلتهم المعرفية ويرفع من مستوياتهم العلمية ليصبحوا قادرين على تحقيق التميز في الكثير من التخصصات الطبية»، مشيراً إلى أن «يُشهد لنا بالتميز في الميادين الطبية بفضل الدعم والرعاية التي توفرها الحكومة».
وأشاد بن مساعد بنجاح «إجراء أول عمليتي زراعة لخلايا جذعية ذاتية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وتعدان الأولى من نوعهما على مستوى السعودية».
من جانبه، قال مدير الشئون الصحية في المنطقة الشرقية طارق السالم إن «المؤتمر يصب ضمن الدور الأكاديمي والعلمي والمعرفي الذي يقوم به المركز إلى جانب الدور العلاجي والجراحي».
وبيَّن السالم في كلمته أنه «تُطرح خلال هذا المؤتمر العديد من الأوراق العلمية والبحوث تتضمن أهم المستجدات في طب وجراحة القلب للكبار والصغار, وكذلك الاهتمام والتركيز في مجال التأهيل القلبي للمرضى».
واعتبر السالم أن المؤتمر «تظاهرة عالمية متميزة، وخصوصاً أن عدد المشاركين والمختصين كبير».
وبيّن أن هذه المؤتمرات «لها دور فعال وملموس في مجال أمراض وجراحة القلب، وتمثل نسيجا علميا متلاحما تتلاقى فيه المهارات والخبرات المدعومة بأحدث طرق التكنولوجيا والأساليب العصرية المتقدمة، ما يعني فتح أبواب جديدة لتبادل الآراء و المعرفة خلال البحوث العلمية المتميز التي تطرح فيه، ما يؤدي إلى تحسين وتطوير الممارسة الطبية في مجال طب وجراحة القلب».
وأشاد السالم بالمكانة «التي يحتلها مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب بالدمام, وليس على مستوى المنطقة الشرقية فحسب، وإنما على المستوى الإقليمي والدولي»، مشيراً إلى أن «المركز حصل مؤخراً على جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز, إضافة إلى حصوله على شهادة الاعتمادات والاعترافات الدولية للجودة في الأداء والعمل (JCIA)، وكذلك شهادة الاعتمادات الممنوحة من المجلس المركز لاعتماد المنشآت الصحية (CBAHI)».
وأفاد بأن المركز أجرى «أكثر من 3600 عملية جراحية لمرضى القلب بنسبة نجاح 99 في المئة»، لافتاً إلى أن «ما يميز المركز، أن رسالته في مجال التثقيف الصحي تسير في خط متوازن إلى جانب رسالته في التشخيص والعلاج».
إلى ذلك، اعتبر رئيس مركز سعود البابطين رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر حامد العمران، أن الحضور الذي يشهده المؤتمر يعد أكبر دليل على نجاحه.
وأكد أن وجود الخبراء والمختصين في مجال علاج أمراض القلب، سيسهم بشكل كبير في تطور الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز وبقية المراكز في السعودية، والمتعلق بأمراض القلب.
أوضح رئيس قسم جراحة القلب في مركز الملك عبدالعزيز لأمراض وجراحة القلب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ورئيس جمعية القلب السعودية هاني كمال نجم أن هناك بعضا من القصور في الخدمات الصحية المتخصصة في طب وجراحة القلب في المملكة، ومنها عدم التنسيق بين القطاعات الصحية.
وأشار نجم، في كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر العالمي لطب وجراحة القلب أمس، إلى أن عدد مراكز علاج أمراض القلب في السعودية، لا يتناسب مع الكثافة السكانية.
وأكد وجود الاحتياج الكامل والملح للمزيد في مناطق السعودية وخاصة الشمالية والجنوبية، مشدداً على «ضرورة ربط كمية الإنتاج للطبيب بالموازنة، وذلك لرفع الطاقة التشغيلية لمراكز ومستشفيات القلب، والتي تعمل حالياً بأقل من نصف طاقتها، لعدم وجود المحفز الدافع لزيادة عدد العمليات».
وبين أن «امتلاء الطاقة السريرية للمستشفى لا يعني أنه يعمل بطاقته الكاملة، حيث يمكث بعض المرضى مددا أطول من اللازم للعلاج، وكذلك غياب المحفز لدى الأطباء على رفع طاقة الإنتاج، مع رفع اشتراطات ومعايير الجودة لتتلازم مع القدرة الإنتاجية العالية».
وحذر نجم من «وجود مخاطر من عدم رفع التوعية لدى المجتمع، لأن نسب الإصابة في السعودية بالأمراض تعد مرتفعة، وتصل في بعض الأحيان إلى إصابة واحدة لكل 4 أشخاص سليمين، الأمر الذي قد ينتج ما نسبته ربع الجيل القادم مصاب بأمراض خطيرة كالقلب والسكر وغيرهما»، مضيفاً أن «40 في المئة من سكان السعودية هم من ذوي الأعمار الأقل من 14 عاماً».
وأفصح عن عزم جمعية القلب السعودية على «إطلاق حملة متزامنة مع مؤتمر جمعية القلب الطبي في فبراير/ شباط من العام المقبل 2011، والتي ستبدأ بأسبوعين توعويين، ثم يليها أسبوع توعوي كل ثلاثة أشهر، وتهدف إلى رفع مستوى التوعية للأسرة السعودية، وبالتالي تقليص الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب في المملكة، والذي سيخفض الكلفة والأعباء على قطاع صحة القلب».
وتحدث نجم عن وجود خسائر غير مباشرة لمرضى القلب، والتي يقصد بها ما يصرف زيادة على موازنة الدولة لعلاج مرضى القلب، ومنها خسائر المريض أو ذويه ومرافقيه أو عمله من انتقاله لمدة أسابيع لتلقي العلاج اللازم للقلب لعدم توفره في منطقته، والتي وصفها بمليارات الريالات المهدرة.
وفي حديثه عن جمعية القلب السعودية، قال نجم إنها «تعتبر أكبر منظمة للعناية بأمراض القلب وطرق الوقاية منها في الخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكل عام، وعلى هذا الأساس وضعت أساسات قوية لتطوير ورفع اسم الجمعية ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على الصعيدين الدولي والعالمي أيضا».
وأوضح «على الصعيد المحلي تم إنشاء لجان علمية مختلفة في جميع التخصصات لطب وجراحة القلب، وذلك من أجل إعداد برامج علمية لرفع كفاءة العاملين من أطباء وفنيين في مجال طب وجراحة القلب، وعقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل للمتخصصين كل في مجاله»، معتبراً أن ذلك «تأكيد على التجدد المتكامل لهذا الصرح العلمي الكبير، كما قمنا بتطوير الإصدارات العلمية في مجلة القلب التي تصدر باللغة الانجليزية للمتخصصين والمشاركة بدورها في التثقيف الصحي وتسجيلها ضمن الفهرسة العالمية للمجلات الطبية».
وذكر أن الجمعية «قامت بتنشيط اللجنة الوطنية لإنعاش القلب الرئوي وتكثيف الدورات التدريبية لإنعاش القلب في جميع القطاعات الصحية من مختلف أنحاء السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة». وتابع «كما قامت الجمعية بعمل اتفاق مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وذلك لتقييم ندوات القلب التي تعقد من مركز القلب والقطاعات الصحية في أنحاء السعودية، لضمان جودتها وتوثيق عدد الساعات العلمية التي تستحقها».
وأضاف: «أما على الصعيد الدولي، فقامت جمعية القلب السعودية بعقد اتفاقية مشاركة مع الجامعة الأميركية للقلب والجمعية الأوروبية للقلب والجمعية المصرية للقلب والجمعية الماليزية لطب وجراحة القلب، وذلك لتبادل الخبرات والمعرفة والمصلحة العلمية التي تهدف إلى خدمة المتخصصين في أمراض القلب في المملكة العربية السعودية وإتاحة الفرصة لأعضاء الجمعية بالتمتع بالامتيازات التي توفرها هذه الجمعيات العلمية العالمية لأعضائها».
العدد 3015 - الثلثاء 07 ديسمبر 2010م الموافق 01 محرم 1432هـ