وصف وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس (الجمعة) التوقعات الخاصة بإتمام مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية خلال عام بأنها «أمر غير واقعي» رافضا بذلك مطلبا فرنسيا في هذا الشأن.
وأكد ليبرمان لدى عودته من جولته الأوروبية «منذ توقيع (اتفاقية سلام) أوسلو (المؤقتة) العام 1993 مضى 16 عاما ولذلك فإن مطلب إنجاز كل شيء في نهاية عام واحد (أمر) غير عملي وغير واقعي». وأشار «إننا نحاول أن نقف على قدمين على الأرض. إنهم لم يحققوا نجاحا خلال 16 عاما فهل يمكن إنجاز ذلك في غضون عام واحد فجأة؟».
واختتم ليبرمان جولته الأوروبية بعقد لقاء مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أصدر بيان قبل لقائه ليبرمان أوضح فيه «التوقعات الواضحة» لبرلين بأن تتبنى الحكومة الإسرائيلية الجديدة حل الدولتين كأساس للسلام.
من ناحية أخرى، ذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم خلال زيارته للولايات المتحدة المقررة في 18 من الشهر الجاري إبلاغ الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لا يؤيد إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في هذه المرحلة إنما فقط «حكم ذاتي» فلسطيني.
ونقلت التقارير عن مسئولين مقربين من نتنياهو قولهم إن الحديث عن دولة فلسطينية سابق لأوانه لأنه على الأرض يوجد هناك كيانان في المناطق الفلسطينية وهما السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية وحماس في غزة.
وفي الإطار ذاته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد المجتمع الدولي إلى إبداء أكبر قدر من الحذر في التعامل مع المشاريع السياسية التي يحاول نتنياهو تسويقها.
وقال خالد في بيان إن «هذه المشاريع التي يحاول نتنياهو تسويقها مثل إقامة سلطة ذاتية للفلسطينيين تحت الاحتلال والاهتمام بتحسين مستوى معيشتهم والتوصل معهم إلى سلام اقتصادي تهدف للتهرب من استحقاقات التسوية السياسية الشاملة والمتوازنة».
وأضاف: «يجب رفض هذه المشاريع باعتبارها تنسف من الأساس مبدأ حل الدولتين وتغلق الطريق أمام المفاوضات بشأن قضايا الوضع الدائم كالقدس والحدود والمستوطنات والمياه وقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم بالعنف والقوة المسلحة منذ العام 1948».
وتابع: «الجانب الفلسطيني الذي اختبر نتائج المفاوضات مع حكومات (إسرائيل) على امتداد 15 عاما منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو لن يعود مجددا إلى مفاوضات عبثية أخرى قبل اعتراف حكومة (إسرائيل) بحل الدولتين ووقفها لجميع النشاطات الاستيطانية».
ومن جهته، ذكر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن عباس سيقدم إلى أوباما تصورا فلسطينيا وعربيا للحل الإقليمي مع «إسرائيل».
وأكد أبو ردينة في تصريحات لصحيفة «الأيام» نشرتها الجمعة أن الفترة المقبلة فيما يتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع «ستشهد حراكا سياسيا قويا ومهما ستتضح خلاله صورة الوضع وما إذا كانت الأمور تسير نحو الانفراج».
وقال: «سنقدم تصورنا كفلسطينيين وعرب لحل الدولتين والحل الشامل في المنطقة وفقا لما ورد في خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وأنابوليس وقرارات الشرعية الدولية».
إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يعتزم الإعلان عن تعديل وزاري لحكومته المستقيلة منتصف الأسبوع المقبل.
وأوضحت المصادر أن فياض اختار وزراءه الجدد الذين سيكون نصفهم من حركة «فتح». وأشارت إلى أن «المفاجأة ستكون في تولي المحامية فدوى زوجة الأسير مروان البرغوثي حقيبة وزارية في الحكومة الفلسطينية المقبلة، إلا أنها تنتظر موافقة زوجها قبل قبولها العرض».
أمنيا، قالت مصادر فلسطينية إن أربعة فلسطينيين أصيبوا إثر قمع الجيش الإسرائيلي مسيرة سلمية في قرية المعصرة في بيت لحم بالضفة الغربية.
العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ